بقلم :ـ عبد الله محمد القاق
في الوقت الذي تمر به الذكرى التاسعة والستون على النكبة الفلسطينية والتي تمثل مأساة تشريد الشعب الفلسطيني من اراضيه عام 1948 وارتكاب الغاصب الاسرائيلي مجازر وجرائم حرب ضد المدن والقرى الفلسطينية لاجبارهم على المغادرة من اراضيهم يتواصل مسلسل الاعتداءات عليهم في مختلف المدن والقرى بل ويزداد في استباحة المسجد الاقصى ويواصل قُرابة الـ1800 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الـخامس والاربعين على التوالي وسط تردي كبير في صحة العشرات منهم ونقلهم للمستشفيات.
وبحسب هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين، فإن إدارة السجون الإسرائيلية أخضعت الأسرى الذين انضموا للإضراب، إلى محاكمات جماعية، وفرضت عليهم غرامات مالية عالية، علاوةً على مجموعة من العقوبات، منها الحرمان من الزيارة و"الكنتينا". وقالت الهيئة إن إدارة السجون الإسرائيلية صعدت من إجراءاتها التنكيلية بحق الأسرى المضربين عن الطعام، مؤكدةً أن "الأسرى مستمرون في الإضراب حتى تحقيق مطالبهم". في ذات السياق، تواصل اللجنة الوطنية لاسناد إضراب الأسرى سلسلة فعالياتها بمشاركة كبيرة من الأوساط الشعبية والرسمية والفصائيلية الفلسطينية، للتضامن مع الأسرى المضربين، وسط دعوات لتكشيف المشاركة الشعبية للضغط على إسرائيل لتحقيق مطالب الأسرى. ويطالب الأسرى المضربون بتوفير حقوقهم المشروعة التي تسلبها إدارة السجون الإسرائيلية، ومن أهمها: إنهاء سياسة العزل الإنفرادي، وإنهاء سياسية الاعتقال الإداري، وتحسين الأوضاع المعيشية للأسرى، وتركيب تليفون عمومي للأسرى للتواصل مع ذويهم، وإنهاء ملف الإهمال الطبي. وفي 15 ايار يوم النكبة المشؤوم المؤلم.. نذكر بكل الحزن والاسى الجريمة النكراء التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي بحق الفلسطينيين من حيث عمليات القتل والاجرام والابادة وهدم المنازل وحرمانهم من حق العودة، والرفض الشامل للاحتلال للقرارات الدولية الرامية لحل الدولتين باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف الا ان الفلسطينيين صامدون مكافحون متمسكون بحقوقهم العربية والاسلامية الثابتة في الحق بالتحرر والاستقلال واقامة الدولة والحق الابدي والتاريخي بالعودة الى الدولة الفلسطينية التي هُجِّروا منها بالقوة والارهاب الصهيوني.
وفي هذه الذكرى الأليمةيوم النكبة واضراب الاسرى عن الطعام نستذكر الشهداء الذين راحوا فداء للوطن ومنهم الجيش العربي الاردني المصطفوي الذي حارب ببسالة في مدينة القدس واللطرون والخليل ووادي الجوز وغيرها من المناطق الفلسطينية والذين سطروا بجهادهم اروع الاعمال للدفاع عن المقدسات الفلسطينية وقدموا تضحيات جُلّى لفلسطين من اجل ابقاء جذوتها حية على مر السنين.
ففي هذا اليوم نذكر الجرح الغائر الذي خلفه وعد بلفور 2»11» وهو وزير الخارجية البريطانية 2017 والذي كان يأمل بعد الف عام ان يعود المسيح الى فلسطين ويعيد المحبة والسلام هناك والذي حوله البريطانيون الى واقع اليم يكتوي به كل عربي ويعاني ويلاته اخواننا في فلسطين… تلك النكبة التي حلت بالعرب والفلسطينيين في 15 ايار 1948 والتي لم تترك بيتا من بيوت العرب الا وفيه شاب شهيد او جريح وطفل يتيم وزوجة ارملة ثكلى واب مكلوم وملايين الاسر المشردة الحزينة بينما يبتهج العدو الاسرائيلي بمواصلة عدوانه على هذا الشعب باحتفالات ضخمة يقودها القطعان المستوطنون في مدينة القدس ومناطق شتى من الاراضي المحتلة.
ان هذه الذكرى والتي تمر علينا والشعب الفلسطيني ما زال قويا وصامدا تدعونا الى الوقوف بكل ثبات وصلابة واستبسال لكي نذكر الاعداء الاسرائيليين والداعمين لهم من قرابة مائة سنة من الوعد المشؤوم بلفور و ونسعا وستين سنة من الاحتلال والاغتصاب للارض لم ولن تُنسي الشعب العربي حقه في العودة الى دياره مهما طال الزمن او قصر.. ولن يهدأ للعرب والمسلمين بال الا باستعادة الاراضي الفلسطينية المحتلة في ضوء ثورات الربيع العربي التي اجتاحت عددا من عواصم الدول العربية وتدعو الى التحرير للاراضي الفلسطينية خاصة وان صدى الضعف والتخاذل العربي لن يثنيهم عن مواجهة العدوان والاحتلال لا سيما وان امتنا ستظل جذوة من سعير لن يخبو وميضها مهما تعاقبة عليه الحوادث و حاصرته يد الاحتلال الجاثمة على الاراضي الفلسطينية. وهذه الذكرى التي تمر وقلوبنا تعتصر حزنا واسى على الواقع العربي وما يحصل في سوريا وبعض الدول العربية ومواصلة اسرائيل عدوانها على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وعلى سورية ولبنان وتهديدها لايران واستمرار اضراب اخواننا المساجين في الزنازين الاسرائيلية عن الطعام لرفض الاحتلال الاستجابة لمطالبها الانسانية يؤكد للشعب الفلسطيني ان قضايا الامة العادلة ستتواصل بالانتفاضة من اجل تحرير الوطن من العدوان والحد من الممارسات القمعية..
والواقع اننا ونحن نستذكر وقوف المجتمع الدولي صانتا اما اضرب السجناء الفلسطينيين غن الطعام وصمت المجتمع الدولي لنستنكر اثار هذه هذه النكبة وتداعياتها التي دشنت المأساة الحقيقية للشعب الفلسطيني بتشريده الى خارج ارضه عام 1948 وخسارة وطنه لصالح الاحتلال الاسرائيلي الا اننا نؤكد ان الفلسطينيين صامدون في وطنهم مصممون على دحر الاحتلال.. الامر الذي نطالب فيه بضرورة الرد على هذه الاعتداءات والاعمال القمعية الاسرائيلية بضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية التي اصبحت واجبا شرعيا لا بد من تكريسها لتجسيد اهداف وآمال الفلسطينيين في هذه المرحلة الراهنة انطلاقا من الرغبة في التأكيد على كافة الثوابت والحقوق الفلسطينية والعربية والاسلامية لاراضي فلسطين المحتلة ومنها حق العودة.
الامل كبير في ان تكون هذه الذكرى حافزا لتوحيد جهود العرب والفلسطينيين لاستعادة الاراضي العربية المحتلة والوقوف صفا واحدا في وجه الاحتلال وانهاء الانقسامات الفلسطيية خاصة وان توحيد الصف العربي سيكون الصخرة التي تتكسر عليها كل احلام الكيان الصهيوني الغاصب.