ناديا هاشم / العالول
على غرار كان وأخواتها وإنَّ وأخواتها ينبثق مفهوم آخر يناسب هذا الزمان والمكان والانسان، مع انه لم يطرأ عليهم تغييريُذْكَر لكن التغيير حصل بقواعد القول والفعل والسلوك .. فشتّان بين قواعد تُلزِم برفع المبتدأ ونصْب الخبر في كان وأخواتها ،او نصب المبتدا ورفع الخبربحالة إنَّ واخواتها ..الخ من قواعد وأصول ، وبين داعش واخواتها اللواتي بعثرن المعايير وقلبن الموازين متحديات القواعد والقوانين لكونهن المحصّلة النهائية لدافش وطاحش وطابش وداعس –بالسين- فإن اجتمعت كلها ستؤدي الى "طافش" ،يعني سيطفش كلٌ منا بطريقته الخاصة!
فجذور داعش وسوقها وأغصانها وثمارها المطروحة بكل مكان وبمتناول أي انسان رافض للإلتزام بالمعاييرالصحيحة المتفَق عليها جمعيا دينيا وأخلاقيا ومنطقيا وعقليا ومنطقيا ،تُخَلخل الأصول وتبعثر الحقيقة فيتجلّى الجنون بأبعاده المتعددة ..
فيا إخوتي يا كرام إنضمام البعض " لداعش"، ليس لسبب سياسي اقتصادي بحت ،وإنما لتشابه البنية التحتية الأخلاقية للبعض مع التوجهات الداعشية ،فتلاقيا لقاء محبة وتعاطف ليقترنا نتيجة تربية أسرية إجتماعية مشابهة لها "فالطيور على أشكالها تقع"..
فهل يعقل انّ من يتمتّع بالتوازن العقلاني الناجم عن تربية أسَرية تعترف بالآخر قولا وفعلا وسلوكا، عبر توازن معتدل لا يؤمن بالعنف ولا بالدفاشة ولا بالوحشنة ولا بالغلاظة فلا يطاحش ولا يدافش ولا يدعس الآخرين قولا وفعلا وسلوكا ولا حتى بايماءة ،او كلام مبطَّن بسبع طبقات كطابة" السبع جلود المقوّاة "–تسمية عامية لكرة التنس الأرضي – لتتحمّل صدمات المضرب وأرض الملعب القاسية..
هل يعقل لمن تتوفر فيه الكياسة الأخلاقية أن يلجأ للعنف حتى لو كان يتمتع بلياقة بدنية ذات مستوى رفيع تؤهله لأن يتغلب على كل من يعاديه ؟ حتما لا فالمنطق والعقلانية ترفعان من مستواه بحيث لا ينجرف الى مثل هذه الأضاليل من قتل وذبح وحرق وتقطيع رؤوس لم تشهدها حتى عهود التتار او شريعة الغاب ..
إذن أخلاقيات "داعش وأخواتها " لم تتأت من فراغ بل دخلت بقواميس تربية البعض لفلذات أكبادهم و"على نفسها جنت براقش".. فأول من يتأذى هم الأهل "وجاجة حفرت على راسها عفرت " ولهذا نقفل عائدين للتربية مرة اخرى..
أذكر بإجتماع رفيع المستوى تمت فيه مناقشة أمور عدة اقتصادية واجتماعية وبيئية ومرورية ألخ والتراجع الذي أَلّم بها بحثا عن حلول تِقَنِّية ومعنوية وتوعوية مناسبة الخ شاركنا بها مشاركة فاعلة ..
لاحظتُ اثناءها بأنه لم يتم التطرّق لموضوع بغاية الأهمية الا وهو- التربية- مع ان البعض تحدّث عن حالة تدهور بالأخلاق وآخر تراجُع بالذوق وآخر بالفن .. الخ فنبّهتُ إلى ان منبع الفن والذوق والأخلاق تنبع كلها من التربية الصالحة الفردية بتراكماتها الجمْعية ، فإنْ افتقرت لمضامين الفن والذوق والأخلاق فاقرأوا على الشعوب السلام!
تبادل المجتمعون النظرات متعجبين من هكذا طرح ..معجَبين ربما .. ساخرين ؟ ربما ! فهكذا طرح لم يخطر على بالهم لا لوجود نقص بعبقريتهم حاشا لله ، فهم نخبة النخبة لكنهم يعالجون الأمور بمنظار تِقَني لا علاقة له بالمضامين الواقعية الاجتماعية والنفسية والتربوية التي هي أساس كل تقدم وأساس كل علّة ..متناسين ان قلة الذوق بالتربية تنعكس سلبا على أحسن الأخلاق، ومن منا لم يُصَبْ بجرح معنوي او مادي بسبب ملافظ الآخرين؟ حتى اشتهر المثَل القائل :المنطق "سعادة"..
مضيفين : و"تعاسة" ايضا !
يُقال أن الفيلسوف سقراط كان مجتمعاً مع تلاميذه وقد سألوه جميعهم فأجابهم , إلا واحداً منهم ، فالتفت اليه سقراط وقال له : تكلّم حتى اراك ! طلب سقراط منه الكلام ليعرف نوعية حديثه وبالتالي تفكيره ومن أي أنواع البشر يكون..
يقول الله سبحانه : وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ( وهذا أمرٌ رباني), وقد قال أهل العلم: (القول الحسن يشمل: الحسن في هيئته وفي معناه: بأن يكون خيراً.. فالمدافشة المنتشرة بالألفاظ وعلى الطرقات يلزم مجابهتها بطرق علمية وتربوية مدروسة لتحصين وتوعية المواطنين، أما مواجهتها بــ "طاحش" و ’’ دافش ’’ فيعني ْأن نقيم كلنا بدائــرة ’’ الدفيش ’’ ،والذي يعني التخبط والعبث والتيه بدائرة لا بوصلة لها .. يعزّ علي القول بهذا المقام ان بعض الشباب يستهزؤون من كل من يتبع قوانين السير، مصرّين الرد على كل تجاوز بالمثل؟
يعني مطاحشة ومدافشة ولسان حالهم مفيش حد أحسن من حد !
أحسن بإيشْ؟ بالمناطحة والمقاتلة؟
هَزُلَتْ هَزُلَتْ ..
ولهذا يترتب علينا التعامل مع مثل هذه المواضيع الحساسة بتثقيف الناس تعليميا وإعلاميا ومجتمعيا ودينيا وأخلاقيا وقانونيا ..فكم نشاهد بأم أعيننا يوميا جرحى وموتى على طرقاتنا والكل معرض للخطر نفسه ..
ولهذا نناشد بإلغاء المركبات والعودة للخيل والجمال والحمير أسلم ، ولم السرعة على الطرقات فتنميتنا بطيئة وإنجازنا ابطأ فلنتنقل على أقل من مهلنا " وسوقْ على مهلك سوق خلي الدنيا تروق – أغنية شادية بالزمن الجميل – "
وكفى الله المؤمنين شر القتال!