بقلم عارف مجري العتيبي
لقد تعرض الاردن منذ نشأته على الخريطة، الى تحديات كبيرة، افرزت تناقضات ادت الى اعاقة مسيرة التقدم وبناء القوة، مما جعل من اولى اولوياتنا في هذا البلد الصابر الصامد، هو التفكير بمصيرنا كدولة نامية محدودة الموارد، تتعرض الى هزات عنيفة، نتيجة التحديات والتناقضات التي يمعن العدو بالايغال في زرعها في نفوس الناس. شاء القدر للاردن الطيب بان يفتقر الى مقومات الدولة الاساسية مثل الاستراتيجية والقوة البشرية والمصادر الطبيعية، ولكن الله بقدرته الخارقة، قد عوض ذلك بشعب مميز، لم ولن يصل الى سمو خلقه ونخوته وكرمه وشهامته، شعبا آخر على وجه البسيطة. الشعب بانسانه الاردني، محبا للخير وللغير، نصيرا للحق ونكران الذات يقف دائما الى جانب الضيف ضد اخيه، ولو كان الضيف على باطل، وذلك من منطلق الضيافة العربية الاصيلة، التي تؤمن بالتضحية من اجل خير الاخرين. هذا الشعب الاردني، والتاريخ شاهد هو الذي استقبل رجال الثورة العربية الكبرى، وتقبل قياديها الذي رحب بالمهاجرين من ابناء النكبة والنكسة، وثوار العرب واسكنهم في صدر بيته، يتقاسم معهم لقمة العيش، التي قادتهم الى وحدة المصير. بعد ان تخلصت الامة العربية من نير الاستعمار التركي، الذي جثم على صدرها قرابة الاربعمائة عام، ظهر غدر الحلفاء للثورة العربية الكبرى وآمانيها القومية في الوحدة والحرية والحياة الكريمة، وذلك بزرع الفرقة، والحدود المصطنعة بين الاشقاء على الارض العربية الواحدة والتي تجمعها ملحمة اللغة الواحدة والدم والمصير، ورضي الاردن بقدره في مهب الريح، متحديا العواصف والافات، والمؤامرات التي واكبت مسيرته على ساحة التحديات حتى وقتنا الحاضر.