حيدر محمود
أَرْخَصُ ما يَمْلِكُهُ "الوَطَنُ العربيُّ" المُمْتَدُّ
مِنَ الجُرْحِ.. إلى الجُرْحِ..
هُوَ "الانْسانْ"!
والأَغْلى مِنْهُ، عليهِ: الكُرْسيُّ الخَشَبِيُّ،
أَو الذَّهَبِيُّ، أو المَنْحوتُ مِنْ الصُّوّانْ!
لِلْجالسِ فيهِ مُقَدِّمةٌ، ومؤَخِّرَتانْ!
حينَ تُغادِرُ واحدةٌ، تَبْقى الأُخْرى، لحراسَتِهِ
بالأَرْجُلِ، والأَيْدي، والأسنانْ!
خَوْفاً مِنْ مليونِ مُؤَخِّرَةٍ..
جاهِزَةٍ للعُدوانْ!
وكَثيراً ما تَنْقلِبُ الواحدةُ على الأُخرى..
لِتُمارِسَ شَهْوَتَها النّيرانْ!
***
يا وَطَنَ "الضَّمّةِ" و"الفَتْحَةِ" و"الكَسْرَةِ"،
أُقْسِمُ أنَّكَ عِنْدي أَغْلى الأَوطانْ!!
لكنّكَ لا تَفْعَلُ شيئاً غَيرَ زيادةِ
"أَعْدادِ السُّكّانْ"!
مارِسْ طَقْسَ التَّغْييرِ، وَلَوْ كالعادةِ،
"بالتَّزْويرِ"!!
لِكَيْ تَكْسِرَ أبوابَ السِّجْنِ،
وَتَخْلَعَ أَنْيابَ السّجّانْ!!
أتَمنّى لو تُصْبِحُ "صُعْلوكاً"..
يُزْعِجُ سيّدةَ صعاليكِ الدُّنيا "أمريكا"!
أو تُصْبِحُ يوماً ما.. "ديكاً"..
يَتَباهى بالريشِ المنفوشِ،
أمام دجاجاتِ "الجيرانْ"!
***
يا وَطَناً يَتَوارَثُ "العُقَداءُ، المَخْبولونَ"
عن "العُقَداءِ المخْبولينَ"..
رَضينا بالذَّبْحِ،
ولم تَرْضَ السّيّدةُ- السِّكّينْ!
واحْتَرنا مٍنْ أَيْنَ وكيفَ
"نَبوسُ القَرْعَةَ"..
ذاتَ شِمالٍ؟ أَمْ ذاتَ يَمينْ؟!
يا وَطَنَ "أُولئِكَ"، لا وطني..
يُؤْسِفُني.. بل لا يؤسِفُني
أنْ أَتَبرَّأَ مِنْكَ: بِلا وَجَلٍ..
وبِلا خَجَلٍ، وبِلا دَجَلٍ..
واسْمي، في أَعلى الصَّفْحةِ، مكتوبٌ
إنْ شِئْتَ مُطارَدتي،
والتِّليفونُ الثّابِتُ، والمَحْمولُ،
وما تَحْتاجُ إليه: (مراكز ممنوع التَّعيينْ!)