زاوية علي القيسي
لعل تجربة المحطات الفضائية عندنا في الأردن تجربة جديدة وحديثة وأعني الفضائيات الخاصة التي يديرها القطاع الخاص، وهناك شبه بينها وبين الصحافة الأسبوعية في كثير من المضامين من حيث الحرية الإعلامية والشعبية التي يحظى بها خطابها الإعلامي الجماهيري كونها لا تخضع لتلك القيود والمسؤولية التي تخضع لها الصحافة والفضائيات الرسمية ومن هنا تبدأ المشكلة مع بعض هذه الفضائيات التي أصبحت تنتشر في البلد انتشارا واسعا في الفترة الأخيرة، لقد تابعت بعض هذه الفضائيات في الفترة الأخيرة وقد تفاجأت ببعض هذه الفضائيات التي لا تلتزم بأدنى شروط المهنية ولا حتى بمبادئ القيم الإجتماعية ومنها ما يخرج عن الخطوط الحمراء في برامجه ومقابلاته مع القوى الحزبية والسياسية والمعارضة وثمة فضائية وقبل فترة من الزمن كاد الحوار بين اثنين ان يؤدي إلى كارثة وجريمة بالصوت والصورة عندما دخل الأستديو أحدهم وعلى جنبه مسدس وأثناء الحوار العاصف الغاضب استل هذا المسدس واشهره في وجه زميله الذي خالفه بالرأي وغير هذه القصة الخطيرة التي حدثت في احدى فضائياتنا الخاصة هناك قصص وحكايات كثيرة ليس أغربها بالطبع استدعاء الفتنة بكل انواعها والوانها الإجتماعية والسياسية والدينية وفتح المجال للمشاركين ان يدلوا بدلوهم من خلال الهواتف او المسجات التي تظهر على الشاشة امام الملايين حيث بعض المسجات تحث على إيقاظ الفتنة العشائرية بين الناس في كلمات ومفردات تتناول كرامات الناس وتطعن في جهود الدولة الأردنية وتغتال الرموز الوطنية وتطلق العنان للتنفيس السلبي واستفزاز الآخرين وتأليب بعض المتحاورين على بعضهم البعض ولعل هذه المنابر الإعلامية الخاصة ليست جزءا من الحرية والديمقراطية التي كفلها الدستور الأردني انها تتجاوز الكثير من الخطوط والمحظورات وتسيء للجميع إذا على هذه المحطات ان تحترم الناس وتبتعد عن اسلوب الشعبية الرخيصة حتى يبقى لديها بعض المصداقية والإحترام.