بقلم : عبدالله محمد القاق
المكالمة التي اجراها رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي اتصالا مع نظيره العراقي الدكتور حيدر العبادي والتي جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ولا سيما تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية كانت على جانب كبير حيث اكدت وقوف الاردن الى جانب العارق في مكافحته ومحاربة تنظيم داعش الاجرامي وأكد رئيس الوزراء على موقف الاردن الداعم للعراق الشقيق ولجهود الحكومة العراقية في حربها على الارهاب، معربا عن الأمل بأن تشكل معركة الموصل نهاية لعصابة داعش الارهابية والقضاء عليهاكما تناول الحديث خلال الاتصال الهاتفي القمةِ العربية التي يستضيفها الاردن في التاسع والعشرين من الشهر الحالي والقضايا المطروحة على جدول أعمالها وأهميتها في تعزيز العمل العربي المشترك والتضامنِ العربي وإيجاد حلول سياسية للنزاعات في المنطقة .والواقع انه بعد اكثر من شهرين على ابتداء معركة تحرير مدينة الموصل العراقية من تنظيم "داعش"، يحرز تحالف القوات المختلفة التي تحارب ضد التنظيم والتي تشمل قوات الأمن العراقية وقوات البشمرغة الكردية ومقاتلين من مليشيات مسلحة أخرى، تقدما أسرع من المتوقع في عمليات الإطاحة بالتنظيم في ثاني أكبر المدن العراقية. ولكن رغم جميع الإنجازات في الحرب ضد "داعش" في الموصل، والتي تشمل تحرير 118 قرية وقتل ما يصل إلى 800ا مقاتل في التنظيم ، يحارب "داعش" بشراسة فيما يُرجح أنها آخر وقفة للتنظيم في العراق. ويعتمد "داعش" في مواجهة التحالف الذي يتضمن 90 ألفاً من القوات الحكومية العراقية ومقاتلي البشمرغة الكردية وجنود الميليشيات غير النظامية، على تكتيكات الحرب غير المتناظرة لإلحاق الضرر بمعارضيها، وترويع المدنيين المحليين الذين يعانون منذ فترة طويلة. لقد أصبحت الهجمات الانتحارية، سواء عن طريق استخدام السيارات أو الشاحنات المفخخة، أو المسلحين الذين يرتدون أحزمة ناسفة واحدة من أبرز هجمات "داعش" المميزة، وشهدت فرق شبكة CNN على الأرض في العراق عدة محاولات ارتكاب هجمات انتحارية.ومع اقتراب قوات التحالف من الموصل، شن "داعش" هجمات مفاجئة في أجزاء أخرى من البلاد، في محاولة لتشتيت انتباه قوات التحالف وشغل اهتمامهم ومواردهم في مكان آخر. إذ شنت بعض خلايا "داعش" النائمة هجوما مفاجئا على الرطبة، وهي بلدة في محافظة الأنبار على بعد مئات الكيلومترات من مدينة الموصل. هناك أيضا مخاوف من أن الجماعة الإرهابية تستهدف السكان المدنيين لاستخدامهم كدروع بشرية ضد زحف قوات التحالف، كما فعلت في معارك سابقة في العراق. يُحرق "داعش" أيضاً في آبار النفط في المناطق الغنية بالنفط، في محاولة لصد فعالية قوات التحالف الجوية عبر تعتيم مجال الرؤية لديهم. واستخدم عناصر "داعش" المتفجرات والنفط ليضعوها في ودائع الكبريت في مصنع للكبريت بالقرب من القيارة الخميس الماضي، واستمر الحريق لعدة أيام، ونشر انبعاثات سامة في الهواء ما اضطر المئات لتلقي العلاج الطبي، وعقّد العمليات العسكرية في المنطقة. ويمكن القول ان القوات العراقية سيطرت على مختلف المناطق في الموصل مما يؤشر الى نجاح العملية العسكرية العراقية على تنظيم داعش الارهابي .