د.نضال العزب

أينك يا أبا مصطفى اينك أنت الوطن أواه لو تصحو أواه ، لو ترى أواه لو تسمع ماذا جرى ومن جلس مكان من ؟! نستدعيك فلا نر بديلا لسعة أفقك وحبك وحوارك وأبوتك لمن يخالفك دون إقصاء كنت صغيرا في يوم استشهادك واقفا، كنت بالخامس الابتدائي حين شاهدت والدي يرتعد ك "العصفور المبلول" ويستند للحائط ولا يتكلم معه أحد من انتحابه الشديد وغرقه بالدمع حين استشهد العملاق كالسنديانه واقفا وجلوسه على الأرض "نعم فلقد استشهد المعلم وصفي التل لمحاور الفارس الوطني. نعم المعلم الحاني على اليتامى والذي درس ماده الطبيعيات فأحبه تلاميذه حبا جما والتصقوا به وبحبه للأردن وعشقوا بدلة " الفوتيك وعنابته بالغراس والشجر الوطني كالزيتون واللوز، المحاور والصديق المختلف وذو العقلية النظيفة والهمة العالية الذي يتسع أفقه للحوار مع من يخالفونه الرأي ولا يلتقون معه، إلا أنه كان يصر أننا يجب أن نصب ونشترك في الوطنية رغم كل إختلاف فكان يستدعي والدي ويحاوره ويتبادل معه الرأي ويحضر معشوقته الارض ويحترم الناس ويحرص على قوتهم وكرامتهم، فليت الناس تعلمت منه سعة الأفق واخترام التواصل والبحث عن المشتركات! ليت الأخرين فهموا الاستقلال الوطني في الزراعة واحترام الارض وانتاج القمح. الأردنيون عطاشى، يفتقدون رموزهم وشخصياتهم الوطنية الماجدة التي صنعت واسست لوطن مهاب رغم شح الامكانيات والتهديد القادم... عطاشى للفكر الوطني الجامع ولمن حمل الفأس ودعا الناس لملأ كواييرهم بالقمح وزراعة الاشجار المعمرة كاللوز والزيتون وهم بذلك يبنون الاستقلال الوطني ويدعمونه، فلا عنوان للاستقلال الوطني دون استقلال اقتصادي هكذا خبرك السلطيون وانت ببدلة الفوتيك وخبروك "ان يملئوا كوايرهم" بمنتجاتهم هذا جزء من رؤاك فستبقى واقفا وسنبقى جنود رمزك ورمزيتكم.