المحامي موسى سمحان الشيخ
لم ولن يكون اعلان ترامب التخلي عن حل الدولتين نهاية العالم، ولا تزال لمن يراهن من الرسميين العرب وسلطة رام الله على حل الدولتين، العدو الصهيوني لم يضيع الوقت نهائيا خلق حقائق صارخة على الارض، ابتلع الضفة وقطع اوصالها وحاصر غزة وعزلها عن العالم، وهذه ليست القصة كلها المطلوب من العنصري الرجعي ترامب ليس هدم حل الدولتين، ما هو مطلوب منه حسب رئيس دولة الكيان نتنياهو الموافقة نهائيا على يهودية الدولة، وضم الضفة، ونقل السفارة واخراج الغور الفلسطيني من اية تسوية، بل ان نتنياهو طالب صديقه ترامب بالموافقة على ضم الجولان، الغباء الامريكي الرسمي بلا حدود وعلى حد قول وزير صهيوني ما حاجة الفلسطينيين لدولة ثالثة ولديهم دولتين واحدة في غزة والاخرى في الاردن. دعاة حل الدولتين اليوم امام افلاس سياسي واخلاقي صعب فالدولة الواحدة المشتركة ثنائية القومية لن ترى النور لانها تصطدم بيهودية الدولة وامور اخرى كثيرة ليس اقلها الرفض الصهيوني ذاته والرفض التاريخي للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات وحتى لدى عرب 48 الذي يرى بعض المحللين ان الفكرة قد تروق لهم، اما الحل الآخر فهو استمرار - الابار تهايد - القائم فعليا على الارض، واستمرار معادلة مصادرة الارض، وملهاة السلطة القائمة - احتلال غير مكلف، او الدفع بالفلسطينيين الى احضان قادة عرب يبحثون لهم عن حلول سواء على حدود غزة او البحث عن صلة ما مع الاردن. في كل الاحوال فان افلاس الدولتين يجب ان يدفع الفلسطينيين الى الاقلاع نهائيا عن وهم التسوية التي لم تكن تحمل في طياتها اي خير للشعب الفلسطيني سيما تقرير مصيره وحقوقه الثابتة وفي صلبها حق العودة، الان ساعة الفصل فالاطر القائمة فلسطينيا وتحالفاتها العربية الرسمية ان وجدت لم تعد صالحة نهائيا لتصدر المرحلة، نهج مقاوم جديد يعلق مصالحة تاريخية مع شعبه الفلسطيني وعمقه العربي، اتحاد جناحي الوطن غزة والضفة ووحدة وطنية راسخة والرهان على دور الشعب سوف تعيد الامر الي نصابه، كفى عبثا وسخرية.