المحامي موسى سمحان الشيخ
كارثة اوسلو لا يمكن الخروج منها فعليا الا بزوال اسبابها وبانتهاج خط وطني واضح التخوم والمعالم، فالسلطة تعلن اليوم انها تريد التوجه للجنائية الدولية وتمديدها في الوقت ذاته لادارة ترامب التي اقامت الدنيا بتصرفاتها الحمقاء والعنصرية المعادية لحقوق الانسان اي انسان فكيف اذا كان هذا الانسان عربيا فلسطينيا؟ وما دام الشيء بالشيء يذكر وان التاريخ يعيد نفسه احيانا على شكل مساخر على رأي الحاج ماركس فان الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قال بتاريخ 9/10/96 وهو في ذروة حماسه يومذاك لاتفاقية اوسلو قال ابان اجتماعه مع رئيس دولة العدو (عيزرا وايزمن) في قيساريه (اجتمعنا كأبناء عمومه وفتحنا صفحة لمصالحة تاريخية بلا عنف). وكعادة دولة العدو لم تف بأي وعد قطعته على نفسها خلال مسيرة الارض مقابل السلام عبر كافة مراحل التفاوض وفعليا على الارض وبقية المسلسل معروف، رفض الشعب الفلسطيني ذلك وفجر الانتفاضتين الاولى والثانية والثالثة شغاله وصمدت غزة في ثلاثة حروب. لقد انتهى المسلسل بان ابن عم الزعيم الفلسطيني البارز والمحترم ياسر عرفات ابن عمه شارون حاصره في المقاطعة - حصار عربي ودولي - وقتله مسموما وهذا من بركات اوسلو وفضائلها منقطعة النظير واليوم يعيد التاريخ نفسه في كل لحظة وفي كل خطوة سواء في عهدي الليكود او العمل. الرقم يتحدث كان عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس عشية التوقيع على اتفاقيات اوسلو حوالي (110) الاف مستوطن من بينهم (20 الف) في القدس المحتلة منذ عام 1967 بينما التقديرات والاحصائيات اليوم تتحدث عن (640) الف مستوطن من بينهم (240) الف من القدس المحتلة عام 67 الحديث اليوم لم يعد عن تسمين او توسيع مستوطنات فحسب نتيجة للنمو السكاني الطبيعي وسد حاجات المستوطنين والمهاجرين على قلتهم في المدة الاخيرة، الاستيطان اليوم يأخذ بعدا آخر، هو ضم الضفة الغربية وعلى الفلسطينيين ان يبحثوا عن ضفتهم ووطنهم في مكان آخر، الاسوأ والاقذر ان هناك من الرسميين العرب من يفهم هذا الدور ويتحالف مع دولة العدو. الاستيطان اليوم يصل الى منطقة ج ويتمدد هناك هذا رغم ان اتفاقية اوسلو قضت ونصت بعدم بناء اي مستوطنة جديدة، بينما دأب الاحتلال على توسيع القائم وانشاء بؤر استيطانية جديدة يتم تحويلها الى مستوطنات ثابتة كما فعل مع 30 بؤرة استيطانية ويعمل على تثبيت 40 بؤرة قائمة وغالبيتها مقام على اراض فلسطينية بملكية خاصة وهو يسعى اليوم الى سن قانون جديد - مطروح امام الكنيست - لالتهام ما تبقى من ارض فلسطين. هذا هو عدونا وهو في سباق مع الزمن لمحو كل اثر عربي واسلامي، عدونا لا يخفي مراميه واطماعه، تصريحاته، خطواته، تحالفاته، تنم في كل لحظة بل وفي كل خطوة عن رغبة فعلية في اغلاق ملف فلسطين وفقا لمشيئته الاستعمارية العنصرية، فاين نحن اقول بان في وسعنا وكشعب فعل الكثير الكثير، هل نفعل ؟