الشاهد -
عائشة الخواجا
إن الذي لا يحب نفسه ولا يعتبرها إمامه الأعلى ويرعاها ويطورها ويثني عليها ويجازيها ويسائلها ... لا يمكن له أن يتهيأ أمام الله ثم الخلق ليرعى الآخرين أسوة بمثله الأعلى ... فأنت حين تهلهل نفسك وتهمل شخصك وتتركها على هواها في سبيل الشروع بالخمول والخمود ... يتملكك الجمود ... فتتجاوز عن زلاتك وأخطائك دون محاسبة ومحاكمة للذات ... وتنشغل بارتكاب الحنق والأذى ضد الآخرين ... فهذا هو سبب جنوح القتلة نحو الأبرياء يسومونهم سوء العذاب لأنهم فقدوا الإحساس بأنفسهم الجلمودية ... فانفلشت فيهم حياتهم وحياة الآخرين رخيصة بلا ثمن ! (2 )
الكتابة الفائضة الفياضة التي تغترف من ترسبات الإحساس والمشاعر التي اختزنها الكاتب دون التنازل عنها ... واختزنها في حجيراته القلبية المتكاثفة ليوم يطلع فيه القمر نهاراً ... يرى الكاتب أنه الوحيد المحتفظ بضمادات جراحها فيشاهد على سطح اللوحة أو الورقة رغوة وردية اللون زكية العبير ...كأنها حبات ورد من جنائن الروح ... يراها تطفو لذيذة النكهة والطعم ويكون لها لون عيون الأيام التي احتوتها فخزنتها ... فيعثر عليها الكاتب ليتعافى من ترسبات الدم في شريانات نفس القلب. (33)
..لا تستهن بالأثير يا صديقي ...فالشاشة التي تحتضنها تلك القريبة من صدرك وأصابعك تنقر عليها بموسيقى النبض أحياناً ... وموسيقى المخ المتناسقة بين الشعور والكلام ... هي تلافيف الحنان حين يقابلك على الطرف الآخر قلب يبحث عنك في بحور الأثير المسمى بالعنكبوت ليلتقيك بنبض تخترق ضرباته محيطات العالم ليقول لك إن العالم بين يديك طالما أنت قادر بكلماتك على الوصول إليه ... فقل كلاماً ناصع الرواء حتى يخرق الفضاء ... فالعنكبوت حمى الأنبياء في كل فضاء أتدري