بقلم : معاذ أبوعنزة
يُقال بأنه عندما انتهى الأمريكي صمويل كولت من صناعة أول مسدس في التاريخ والذي سُمي بإسمه ”كولت“ والمعروف بذلك إلى يومنا هذا قال فور إنتهائه : ”الأن يتساوى القوي والجبان“، ويشاع أيضاً بأنه عندما أتم مارك زوكربيرغ إختراع وتصميم تطبيق فيسبوك الشهير قال : ”الأن يتساوى المثقف و ......“، حيث أن هذه الجمل والعبارات على ما يبدو لم تأت من فراغ وكان أصحابها ذوي نظرةٍ ثاقبةٍ نحو المستقبل، إذ تحمل في طياتها العديد من المعاني ذات الدلالات والمؤشرات الخطيرة والتي يُمكن قياسها ومطابقتها بما يجري في الوقت الراهن من أحداث ومستجدات على الساحة المحلية.
حيث أن السلاح موجود حالياً في متناول يد الإرهابيين الذين إستهدفوا المدنيين العُزَّل وأفراد ومرتبات الأجهزة الأمنية ضمن سلسلة من العمليات الجبانة التي تهدف إلى زعزعة أمن وإستقرار الوطن كان أخرها عملية الكرك، في حين نرى أيضاً أن السلاح مع أفراد ومرتبات الأجهزة الأمنية الشجعان التي لم ولن تُرفع فوهات بنادقهم إتجاه الأبرياء والمواطنين بل كانت في وجه كل من تُسول له نفسه العبث في إستقرار وأمن الوطن.
في نفس الوقت نجد وللأسف أن وسائل التواصل الإجتماعي أصبحت للمعظمِ مِنبرَ مَن لا مِنبر له بالأخص لعدد لا بأس به ممن خدموا في مواقع المسؤولية المتقدمة سابقاً والذين إمتهنوا إصطياد العثرات والهفوات والنقد الهدام مؤخراً ليقوموا بالتنظير والتأجيج ضد مسؤولٍ هنا أو هناك في أزمةٍ كهذه تتطلب من الجميع الوقوف جنباً إلى جنب في مواجهة هذه الأزمة والإبتعاد عن توجيه أصابع الإتهام أو التقصير إتجاه أيٍ كان على الأقل إلى حين إنتهائها، إلا أن البعض منهم فضلوا مصلحتهم الخاصة وأولولها جُل إهتمامهم على المصلحة العامة، ليقوموا كعادتهم بإستثمار الظرف والفرص لتحقيق مآربهم الشخصية الرامية بشكلٍ كامل والمتجهة نحو إعادة إنتاج أنفسهم شعبوياً وتصفية حساباتٍ شخصية على حساب الوطن، وهنا نستذكر الحديث النبوي الشريف: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، وهذا يعني الإبتعاد عن النقد الهدام وتأييد البناء الهادف والذي يصب في مصلحة الوطن والمواطن.
كما نعلم في الوقت ذاته علم اليقين أن تناقل المعلومات ومقاطع الڤيديو التي يتداولها المواطنون أصبحت لتغطية الحدث من موقعه أولاً بأول للتسابق والتهافت لنقل الصورة الأقرب أو الأوضح أياً كان السبب، بحيث تنتقل هذه المقاطع بسرعة البرق أي كالنار بالهشيم والتي من دون شكٍ أو قصد قد تعرض حياة مواطنين أبرياء كانوا أم عسكريين للخطر ليكون ما تظنه أنت كمستخدم لهذا التطبيق بسيطاً عابراً بنظرك، مهماً خطيراً بنظر المتربصين.
عند النظر من حولنا أو تتبعنا لما يتم تداوله من تغريدات أو مقاطع صوتية على مواقع التواصل الإجتماعي بإختلافها أو تصريحاتٍ على المواقع الإلكترونية الإخبارية أو مداخلات على أثير الإذاعات، نجد أن المواطن والمسؤول وهنا نريد الحصر لا الجمع أصبح محللاً أمنياً مخططاً عسكرياً بإمتياز منتقداً موجهاً أصابع الإتهام والتقصير نحو مسؤولٍ هنا أو هناك، لست في صدد الدفاع أو التنظير أو الإستخفاف بالمخزون الفكري والثقافي والحس الوطني لديهم، فالخطأ وارد على الرغم من عدم وجود مجالٍ للخطأ، فالخطأ في مثل هذه الظروف والمعادلات يكافىء ويعادل روحاً إن لم تكن أكثر، إلا أننا لسنا في صدد التحليل ولا إستباق الأحداث قبل وقوعها، ولا نستطيع إغفال دور جلالة الملك القيادي العسكري الأبوي إتجاه منتسبي الأجهزة الأمنية وأبناء الأردن من مختلف المناطق وقدرته على إدارة الأزمة وتقيمها وتحليل وتفكيك رموز معادلتها والخروج بالنتائج المثلى.