المحامي موسى سمحان الشيخ
يقول نيرودا العظيم اعني الشاعر بابلو (اني لا أعتقد في ان الانسان يجب ان يعيش في وطنه واؤمن ان اجتثاث المرء من جذوره واستئصال البشر من تربيتها لهما خيبة تعكر وضوح الروح واحباط يفسد جلاء النفس). صدق نيرودا وامثاله ان حرماننا من وطننا وتشريدنا في كل صقع من العالم هو ما تفعله الصهيونية معنا وبنا في كل لحظة بينما العالم يختفي وراء اصبعه، قريبا جدا وكما في كل القوانين العنصرية التي اقرها كنيست العدو واستباحت كل شيء فلسطيني، اقول قريبا جدا سيقر قانون نهب الارض الفلسطينية الذي سينهي حل الدولتين نهائيا والى غير ما رجعة. ما علينا، الشعب الفلسطيني رغم كل كوارثه يصوغ رده ويثبت وجوده في كل لحظة، بالامس - الخميس - أحيا الفلسطينيون الذكرى 29 لانتفاظة الحجر، التي اكدت وجود فلسطين وشعبها على الخارطة الدولية، وادخلت مصطلح الانتفاضة والحجر والكوفية الى عالم الساسة ومن قبلهم الشعوب المحبة للحرية، نعم في مثل هذه الايام من عام 1987 انطلقت الانتفاضة الباسلة واستمرت لمدة 6 اعوام ونيف حيث توجت بحدث هو الاسوأ في التاريخ الفلسطيني المعاصر اعني اتفاقية اوسلو، وغني عن الذكر ان هذه الانتفاضة قدمت ما يزيد عن 1500 شهيد، وزاد عدد جرحاها الى قرابة 120 الف جريح وزج بعشرات آلاف الاسرى في سجون دولة الكيان، فيما شرد ما يقرب من 150 الف فلسطيني من بيوتهم، الا ان الشعب الفلسطيني مرغ كرامة العدو الصهيوني بالوحل وسقاه من كأسه ذاتها واثبت للصهاينة قبل غيرهم انه لا يمكن التعايش مع دولة الكيان وبأي شكل من الاشكال، لقد ضربت فكرة التعايش الوهمي بهذه الانتفاضة من جذورها. الشعب الفلسطيني اليوم وتعهده دوما في الميدان وكما فجر انتفاضة الحجر، فجر الانتفاضة الثانية، وهو اليوم يصنع انتفاضته الثالثة التي تصارع وسط اجواء غير مسبوقة فلسطينية وعربية، ومع هذا وذاك فشعبنا لن يلقي سلاحه سواء اكان حجرا او بندقية، رفع عرفات يوما غصن الزيتون فاغتالوه في المقاطعة، ومحمود عباس يرفع اليوم حل الدولتين ولم يجد مكانا يعود اليه حتى كساكن بعيدا عن صفد، نحن امام عدو يريد - ان استطاع - كل فلسطين، بل وكل ارض العرب قالت فتح يوما ومعها الفصائل: الحل ينبع من فوهة البندقية وما زال هذا الشعار صحيح مع الاعتذار لمؤتمر فتح السابع.