أخر الأخبار

برسم الهزيمة

07-12-2016 03:32 PM

المحامي موسى سمحان الشيخ

كيان العدو الصهيوني ومنذ قيامها في عام 48 لم تكن اكثر من جيش يبحث عن دولة، لم تكن العربة امام الحصان قط العصابات الهاجانا والبالماخ وشتيرن وسواها لم تكن اكثر من جيوش صغيرة متنافرة يحكمها قادة عنصريون ولها هدف محدد هو سلب الارض الفلسطينية تحت شعارات تلمودية فارغة. مستندة لشعارات علمانية مراوغة لقادة العدو، اخيرا وعشية ما يدعى حرب الاستقلال في عام 48 استطاع بن غوريون توحيد العصابات العنصرية في جيش واسموه - يا للغرابة - جيش الدفاع. هذا الجيش المدرب القوي استطاع الحاق هزائم عديدة في الجيوش العربية المحيطة بدولة الكيان لاسباب معروفة للجميع واهمها عدم امتلاك هذه الجيوش لارادة سياسية فعلية في القتال ولاسباب معروفة ايضا. ولقد رفع هذا الجيش امام انتصاراته امام جيوش استعراضية كرتونية - الا ما ندر وفي حالات فردية - رفع شعار: حدود اسرائيل الى حيث تصل الدبابة الاسرائيلية والبسطار الاسرائيلي. فالحرب دوما خارج حدود فلسطين المحتلة وفرضها كقانون دائم ازلي هذا الجيش اليوم - وبغض النظر عن مستوي تسليحه العالي ومستوى تدريبه المميز لم يعد كما كان ابدا حتى ولو لم يصدق القادة العرب الاشاوس ذلك وحتى بعض جنرالاتهم الذين يتمتعون بامتيازات مرعبة دون ان يقدموا اي جهد او مجهود حربي لبلادهم التي تنفق عليهم مليارات الدولارات وتراهم شعوبهم وهم يبتسمون فرحين بهزائمهم وصغارهم، نعم هذا الجيش لم يعد كما كان، والا فكيف نفسر انتصار المقاومة في جنوب لبنان عليهم مرتين واجبارهم على ترك الجنوب مدحورين اذلاء بما في ذلك معداتهم (والماركافا) خير شاهد، وغزة هاشم العظيمة هزمتهم ايضا في ثلاثة حروب حشدوا لها كل طاقاتهم واجبرت كل مستعمرات الغلاف على الرحيل لداخل دولة الكيان وعطلت مطار اللد وقصفت تل الربيع مئات المرات. جيش العدو اليوم يشهد انتشار ظاهرة البزنس بين ضباطه، حيث اضحت ظاهرة متفشية في صفوفه، ويشهد عزوفا وتهربا من قبل الشباب في دولة الكيان تحت شعارات وهمية كاذبة بعضها ايديولوجي وبعضها شكلي وقد وصلت هذه النسب - نسب الرفض - لمعادلات عالية قياسا بالسابق مما دفع الصحافة الاسرائيلية القول بتهكم (الجيش الاسرائيلي هو روضة للاطفال مع الشوكولا والخبز الذي لا يسمح به وزير الصحة) هذه الظاهرة ظاهرة العزوف عن دخول للجيش وبشتى الذرائع اصبحت ثقافة سائدة بين اجيال كثيرة من شباب دولة العدو اخذت عدة صيغ واشكال مثل (من حقي) (لن اذهب الى كرميلا) ونحن هنا لا نقلل من قوة واهمية جيش العدو فالدور المناط به وطبيعته وتركيبته لا تحمل الوهن الشديد انما هو في الحقيقة جيش تحول مؤخرا الى شراذم تطارد شباب الانتفاضة في القدس والخليل والضفة وتحرس المستوطنات، انه جيش برسم الهزيمة في حال توفر الارادة السياسية للقتال ودعم من يرغب في قتاله من عرب وفلسطين.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :