المحامي موسى سمحان الشيخ
في ذكرى وعد بلفور الذي شرد شعبا بكامله من ارضه حارما اياه من ابسط حقوقه، وضيع شرف امة سادت العالم يوما وهي الآن تتمزق قطعة قطعة وسط هذا وذاك هناك من يدعو بريطانيا للاعتذار عن جريمة العصر وهي لن تعتذر ولم تعتذر، ما الذي يدعوها لذلك كقوة استعمارية غاشمة وهي ترى العرب على ما هم عليه من تفتت وضياع واحتراب وطائفية واصرار غبي على تقسيم المقسم واضاعة ما تبقى من كرامة دعونا اذن نخرج الى عالم العنصرية الاوسع والاقذر وهو العدو الصهيوني الذي يعد العدة لابتلاع الارض والانسان الفلسطيني. وقفة قصيرة امام كنيسيت دولة العدو في دورته الشتوية الحالية والموجه بشكل اساسي نحو عرب 48 مستهدفة بيوتهم هذه المرة بعد ان حرمتهم من ارضهم ومن كافة حقوقهم المدنية والسياسية، فبعد ان سن وشرع كنيست العدو عشرات القوانين العنصرية نراه يتجه اليوم لاكمال خطته نحو سياسته الكبرى المسماة (اسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي) والخطير هنا كما في سياسيات نتنياهو ورهطه ان المتزمتين المتدينين الحريدم ك (يهودات هتوراه) و (شاس) يسيرون في الركب ذاته بعد ان فكوا تمسكهم الشكلي بالتوراة كما يفهمونها كأنهم لم يعودوا ينتظرون المسيح لاقامة دولتهم وعلى يمين هؤلاء من ناحية فعلية كل القوى السياسية الاسرائيلية بما فيها حزب العمل الذي له 24 نائبا في الكنيست الحالي والذي هو اشد عدواة في ممارساته اتجاه العرب عامة والفلسطينيين خاصة رغم ان بعض اليسرجية العرب والفلسطينيين اكلوا فيه مقلبا وما زالوا. لم يكتف برلمان دولة العدو باقرار 14 قانونا عنصريا بالقراءة النهائية في الصيف الحالي وخطا خطوات باتجاه اقرار 11 قانونا آخر وجميعها تقطر عنصرية وحقدا وهي في كليتها قوانين غير مسبوقة في جميع انحاء العالم هذا بالاضافة الى 57 قانونا آخر مدرجة على جدول الاعمال ومطروحة من قبل المعارضة والكتلة الحاكمة على حد سواء. لن يجد نتنياهو واركان حكومته صعوبة في اقرار قوانينه العنصرية البائسة فالموازنة التي تدور حولها الخلافات عادة وتقود الى حل الحكومات هذه الموازنة شبه مقره وموافق عليها ولن تغيرها معارضة كتلة حزب العمل باصواته 24 صوتا او كتلة يوجد مستقبل التي لها 11 صوتا هاجس نتنياهو الحقيقي يتمثل في اقرار قوانين تدمر عشرات آلاف البيوت لدى عرب 48 بحجة عدم الترخيص، اما عينه فهي على القدس مقدسات وسكانا ويسعى لاقرار قانون يرحل بموجبه عائلات المقاومين الفلسطينيين ومحاصرتهم، لقد مضى قرابة 18 شهرا على تشكيل حكومة نتنياهو الحالية تغيرت خلالها تماما خارطة فلسطين المحتلة فاين سنقيم دولتكم يا عرب التسوية.