الشاهد -
طفولتي كانت شقية ووضعي المادي سيء وبنك الاردن يشهد
هذا المجلس سيكون له طعم ولون مختلف عن المجالس السابقة
الحب هو الحياة وبدونه لا استطيع ان اعيش
نقطة ضعفي صراحتي وقول كلمة الحق
الشعب الاردني قادر على المحاسبة ولا ينسي من يقدم له معروفا
الشاهد-ربى العطار
كرس حياته لخدمة الناس وغض البصر عن اصولهم ومنابتهم وجنسهم فلم يبخل في يوم من الايام عن تقديم يد العون والمساعدة لكل من لجأ له فقد ورث هذا من والده الذي كان معروفا على مستوى منطقته بحل مشاكل الناس فحرص على الابقاء على صورته وعززها من خلال اعماله الخيرة التي يشهد له فيها كل من تعامل معه وهذا اهله لحصد الاصوات والفوز بالمعركة الانتخابية والحصول على ثقة ابناء دائرته. انه النائب الدكتور بركات النمر الذي التقت به الشاهد وسلطت الضوء على سيرته الذاتية واهم الانجازات والاعمال التي قام بها والمواقف التي تعرض لها.
* نود في البداية ان نتعرف على سيرتك الذاتية؟
- انا الدكتور بركات النمر المهيرات الفقهاء العبادي ولدت عام 1959 نشأت في منطقة البصة وعراق الامير درست مرحلة الابتدائية والاعدادي هناك ثم انتقلت لمدرسة وادي السير الثانوية ولظروف معينة نقلت لمدرسة رغدان الثانوية في جبل الحسين الا ان جوها لم يلائمني واضطررت للذهاب لمدرسة خاصة في جبل اللويبدة وهي مدرسة العربية وتخرجت منها وحصلت على معدل جيد الا ان والدي توفي فتغير مجرى حياتي فكنت سأذهب لادرس بالخارج الا اني بقيت في الاردن ودرست تخصص مساحة في الكلية العربية لمدة سنتين وعملت بعدها في وزارة الزراعة لمدة سنة ونصف ثم انتقلت لوزارة البلديات وسجلت في جامعة بيروت العربية وحصلت على بكالوريوس جغرافية الا انني وجدت ان عملي في وزارة البلديات ليس المكان الذي اطمح اليه، ثم انتقلت للعمل في وزارة الداخلية كجامعي ووجدت ضالتي عام 1991 عندما استلمت رئيس ديوان متصرفية وادي السير لمدة ثلاث سنوات كان الناس يعتقدون اني المسؤول الاول لشخصيتي ولحلي مشاكل الناس وتلمس احتياجاتهم فخدمت في وزارة الداخلية لمدة 25 عام بثماني محافظات واحلت على التقاعد قبل سنة وستة اشهر وخلال هذه الفترة كنت حاكما اداريا ومكتبي مفتوح للجميع وابذل قصارى جهدي في خدمتهم ومساعدتهم وكنت اقول للناس اني موجود كخادم لكم وكان زملائي من الحكام الاداريين يغضبون عندما يروني اتحدث في مثل هذا الحديث فكان 80% من وقتي مرهون للناس وبعد استقالتي فكرت بخوض الانتخابات النيابية ونجحت بها وانا الان نائب في المجلس الثامن عشر.
* ما هي الشهادات العلمية التي حصلت عليها؟
- حصلت في البداية على دبلوم متوسط في المساحة وعملت به حتى انهيت دراستي الجامعية تخصص جغرافيا وعملت بعدها بوزارة الداخلية على هذه الشهادة وحصلت على ذلك على ماجستير في الجغرافيا من الجامعة الاردنية تحت مسمى جغرافيا سياحية وكان موضوع دراستي حول تطوير السياحة على الساحل الشرقي للبحر الميت فلم يكن هناك طريق معبد على الساحل الشرقي وقت دراستي وزرت اسرائيل من اجل ان ارى ماذا فعلوا على الجانب الاخر على طول الساحل حتى لا يقل مستوى دراستي جودة عن ما يحدث وتوصياتي في شهادة الماجستير حصل عليها سمو الامير الحسن عندما حضر مؤتمر كازابلانكا في المغرب وكان وقتها لا يوجد دراسات عن البحر الميت سوى دراستين الاولى عن املاح البحر الميت والاخرى عن جيولوجية البحر الميت، واود ان انوه ان من يدرس جغرافيا يكون مثقفا بشكل كبير لان لديه معلومات وافية ويبحث في جميع العلوم ثم حصلت على منحة خصم 40% لدراسة القانون في جامعة الزيتونة وكنت في نفس الوقت ادرس الدكتوراة بعد ان حصلت على بعثة دراسية لجامعة النيلين في السودان واعتز اني ذهبت لهذا البلد واعتز اني تخرجت من هذه الجامعة وبعد ان حصلت على درجة الدكتوراة امتحنت لاعمل كدكتور في الجامعة وحصلت على المركز الاول واخترت ان ادرس في جامعة العلوم التطبيقية مادة الادارة السياحية لان رسالتي في الدكتوراة كانت تتحدث عن اثر الجريمة على السياحة وعلى الاقتصاد. وبعد تقاعدي لم اترك ثانية واحدة دون عمل فذهبت وانتسبت لنقابة المحامين وتدربت كمحامي وان شاء الله في 22/10 ساجتاز امتحاني وحصلت على معدل 80% في القانون فطوال حياتي وانا اعمل وادرس رغم ان وضعي المادي كان سيئا الا اني كنت حريصا على الدراسة وبنك الاردن يشهد اني كنت احصل منه على قروض لادرس.
* هل توقعت نجاحك بانتخابات المجلس الثامن عشر؟
- كان هناك تناحر بعشيرتنا وحرب بيننا العديد من الاشخاص كانوا يودون الترشح للنيابة لكني فكرت بخطة لتوحيد الناس على مرشح فاتفقنا بعمل انتخابات داخلية وحصلنا على اذن وزارة التربية والتعليم ووضعنا صناديق زجاجية في المدرسة واوراق اقتراع خاصة بنا وعندما خرجت النتائج ادركت ان مجتمعنا واعي فقد دخل معي بالمنافسة عدد كبير لا يقل عن 10أشخاص من مختلف المهن والتخصصات فقد حصلوا على اصوات تحت المئة باستثناء الدكتور حصل على 800 صوت وانا حصلت على 950 وادركت حينها اني نجحت بالانتخابات الداخلية ولم يبق امامي سوى الانتخابات الخارجية. واذكر انني لم ادخل بيتا او مكانا خلال الانتخابات النيابية الا وكانوا يذكروني بما قدمته لهم رغم اني في بعض الاحيان اكون قد نسيت هذه المواقف لكثرتها، فالحمد لله المواطن الاردني لديه قدرة على المحاسبة بهدوء ولا ينسى من يقدم له معروفا فالشعب الاردني طيب لا يجوز ان نجور عليه.
* متفائل بالمجلس الثامن عشر؟
- لدي يقين ان هذا المجلس سيكون مختلفا عن المجالس السابقة والاختلاف الذي اقصده سيكون للافضل ولن يكون من السهل ان تمرر عليه قوانين وتكون مجحفة واتفاقيات لا تصب بمصلحة الاردن. فالحكومة ليست منفردة بالمشهد السياسي ونحن مجلس تشريعي شركاء للحكومة، فانا متأكد انه سيكون لهذا المجلس طعما ولونا خاصا مختلفا عن المجالس السابقة.
* ما هي نقطة ضعفك؟
- معظم الشعب الاردني غيرمرتاح ماديا وناضل وكافح من اجل تحسين ظروف حياته لكن دون جدوى رغم ان القيادة الهاشمية ساعدت وحاولت الاصلاح الا ان الخلل بالمسؤولين والوزراء فمن يعمل كرجل دولة غير موجود في الاردن ربما هناك ثلاثة او اربعة وزراء فقط والباقي يوصفون بانهم موظفو حكومة وكانوا يتضايقون مني عندما اقول لهم هذه الحقيقة فنقطة ضعفي قول كلمة الحق اي صراحتي، ونقلت 12 مرة في حياتي العملية لاني كنت اقول كلمة الحق وسأبقى كما انا ولن اغير هذا الطبع.
* هل انت بعيد عن المجاملة؟
- اجامل احيانا لكن لا استطيع ان اسكت اذا زاد الامر عن حده.
* قرار اتخذته وندمت عليه؟
- ندمت اني درست علم وجدت بعدها انه ليس هذا العلم الذي اريده وهو الجغرافيا لكن اصلحت هذا الامر فيما بعد.
* نود ان تطلعنا قليلا على حياتك الاسرية؟
- حياتي الاسرية لم تكن سعيدة فكان لدي زوجتين احداهما ذهبت في حال سبيلها، فحياتي الاجتماعية الغير مستقرة كان سببها اني غير راض عن نفسي فكان لدي نزعة نفسية ان ما انا فيه ليس مكاني ولا موقعي وما زلت اريد اكثرمن النيابة وان شاء الله ساقفز في المستقبل قفزة اخرى، ولدي من الابناء ثلاثة ذكور واربع اناث ابني الكبير انهى دراسة القانون من جامعة فيلادلفيا ويعمل الان مستشارا في امانة عمان وابني الثاني يعمل محاسبا حصل على شهادته من بريطانيا، وابني الصغير انهى دراسة الماجستير وسنبحث له الان عن منحة دراسية لان النيابة لم تبق معي نقودا فلم اتخيل انها ستأخذ مني كل هذا رغم اني لم اشتر اصواتا، لكن اسطول النقل يوم الانتخابات كلفني عشرة الاف دينار والغداء الذي اكرمت فيه الناس الذين اكرموني وانتخبوني كلفني 46 الف دينار، والمهرجان كلفني 21 الف دينار والمبنى الاخير الذي احتفلنا فيه بالنجاح كلف 16 الف دينار وكان من المفروض ان يكون معي شركاء وهم اعضاء الكتلة لكنهم تخلوا عن كل ذلك. فالحمد لله اصواتي التي حصلت عليها (نقبات نقبات) بفضل محبة الناس، بناتي الثلاث هلا وهديل وهند متزوجات ويعشن مع ازواجهن وابنتي الصغيرة هي الان في مرحلة التوجيهي اسمها روشن.
* ما هي هواياتك؟
- التنويم المغناطسي وتعلمت هذه الهواية في الهند وكذلك الصيد باستخدام الكلاب ومن هوياتي ايضا النحت.
* لو كان بيدك مسدس وفيه طلقة فعلى من توجه هذه الطلقة؟
- على عدوي الحقيقي وهو الكيان الصهيوني، واطلب منه قبل ان اطلق الطلقة ان يفرج عن ارضي وعن مقدساتي فاذا افرج عنها ساتركه واذا رفض ساطلق النار عليه.
* الى اي حد انت متسامح؟
- متسامح الى ابعد الحدود لكني ممكن ان اضرب كردة فعل فاحاول دائما معالجة المواقف بحكمة ولا اذكر اني ضربت احدا طوال حياتي باستثناء اخي عندما رمى حجرا من بعيد واصاب رأسي وعندما سألني والدي ماذا حدث لك لم اقل ان اخي ضربني، فطفولتي كانت شقية وليست سهلة وعندما كنا صغارا كان لدينا غنم وكنت دائما احمل غصن زيتون وكنت مسالما وافرض الحل السلمي.
* ماذا يعني لك الحب؟
- الحب هو الحياة ودون الحب لا استطيع ان اعيش علاقتي مع النساء بريئة جدا وضمن الادب والحدود فالمرأة لديها الشيء العظيم لتعطيه للرجل.
* لديك اخطاء كثيرة لا ينفع فيها الاعتذار؟
- رغم اني اعتذرت من هذا الشخص لكن لم اسامح نفسي واخجل من نفسي عندما اتذكر ما كنت افعله، احد الشبان وفي ذلك الوقت من عمري كان يأتي بغنمه ويرعى في ارضنا وسيلنا وكنت اضع ركبي بصدره حتى يقوم اخواني بحلب الغنم بالقدر الذي نريده وكنا نعمل هذا الشيء يوم بعد يوم، وعندما كبرنا قال لي اكنت تعتقد اني لا استطيع مقاومتك وضربك لكني كنت احترمك، طلبت منه 12 مرة ان يسامحني وقبلت ركبه ورأسه والان اصبح بيننا احترام متبادل. واذكر كذلك اني كنت اصف احدى الفتيات بالبشعة وكانت تبكي دائما عندما اقول لها ذلك وعندما سمعني احد الشبان والذي كان يحب هذه الفتاة ابتعد عنها. فهذه من الاشياء التي اقدم عليها رغم انها كانت ونحن صغار في العمر لكني عندما كبرت لم اتصرف شيئا خاطئا.
* لو اتيحت لك الفرصة لكتابة تاريخ حياتك ووضعه في كتاب لعرضه على الناس هل تقوم بهذه التجربة؟
- سألت هذا السؤال لنفسي كثيرا، ووجدت اني لن ابخل على الناس بتجربتي فحياتي مكشوفة ولا اسرار لدي وانا شخصيا لا استطيع ان اخفي سري.
* طموحاتك وامنياتك؟
- قبل فترة اجريت معي مقابلة وسألوني هل تتمنى ان تصبح وزيرا او نائبا قلت افضل ان اصبح نائبا لان النائب اهم من الوزير، فالوزير يتعين من قبل شخص واحد اما النائب فيتعين بارادة شعبية وما يدور الان في مجلس النواب لغاية 7/11 شيء مزعج فلا داعي لما يفعله بعض النواب حاليا فمن يريد ان يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة عليه ان يقدم نفسه ومن يقتنع به سينتخبه ولا يجب ان يشغل المال الاسود الذي كان يشغل في الحارات والازقة تحت القبة، وانا شخصيا لن اخشى احدا اذا كنت ضمن الادب والقانون والدستور والنظام الداخلي لمجلس النواب.
* لمن توجه رسالتك عبر الشاهد؟
- اوجه رسالتي الاولى للناخبن بان يتابعوا مرشحيهم واداءهم وان يلتقوا معهم ويبينوا لهم اين ابدعوا واين اخفقوا، فاذا كان النائب يراقب اداء الحكومة فالمواطن يراقب اداء النائب. اوجه رسالتي الثانية للنواب واقول لهم لا يغركم انكم اصبحتم نوابا تتمتعون لمكانة اكبر مما كنتم عليها فنحن موجودون من اجل الدولة الاردنية التي يجب ان تبقى مصانة ومحفوظة.