علي القيسي
البنوك الربوية هي المسؤولة عن حالة الفقر المدقع في الاردن، ربما تستغربون هذا الكلام، ولكن سأتكلم عن حدود معرفتي في الاقتصاد وثقافتي الاجتماعية حول العديد من الحالات الفردية والاجتماعية، الموظف من أكثر الناس ارتباطا بالبنوك،، يطلب منه منذ الشهر الاول لتعينه فتح حساب في احد البنوك،، وهو أمر ضروري للموظفين،، هنا يفكر الموظف في أخذ قرض لشراء سيارة وهي حالة شائعة من اجل الذهاب والاياب الى عمله، قرض لمدة خمسة اعوام وكل شهر 150 دينارا تقريبا، ماذا بقي من راتب الموظف لو افترضنا كان مرتبه 420 دينارا، يبقى 270 دينارا، ماذا يكفي هذا الباقي هل يكفي لاسرة مكونة من زوجة وعدد من الاطفال؟ اجرة منزل ونفقات حليب ودواء للاطفال وفاتورة كهرباء وبنزين للسيارة وترخيص وتصليح وووالخ،
لو فرضنا الزوجة موظفة ايضا فالمشكلة تبقى فهي بحاجة الى مصاريف يومية ربما تساعده في اجرة المنزل ولكن الامر لايستقيم فالمشاكل بينهما نفقد الاسرة الراحة والهدوء،، مشاكل على الراتب وعلى النفقات وعلى الاولاد لاسيما اذا تم وضعهم في مدارس خاصة.
طبعا الزوجة تتقدم للبنك في الحصول على قرض لمساعدة زوجها في تامين مستلتزمات البيت والاطفال والواجبات وغيرها من النفقات، نعم هذه القصة للفقر في الاردن وربما في العالم،، البنوك تحجز رواتب الناس بناء على طلبهم وتبدأ المعاناة، لايوجد شخص في الاردن بعيدا عن قروض البنوك والفوائد الباهضة المترتبة على هذه القروض، مشكلتنا الكماليات (السيارات) (واجرة المنزل) هذه ما تهلك البيوت والاسر، والانكى ان القروض تتجدد بعد انتهاء القروض السابقة وهذه مشكلتنا مع البنوك وتداعياتها وسلبياتها هي من اسباب الفقر والحاجة، ولكن ليست كل المشكلة بالنسبة للفقر.