الشاهد -
يعتبر ملتقى اجتماعيا ترفيهيا داعما للفن والفنانين القدامى
الشاهد - فنون
تحرص مجموعة من كبار السن وآخرين من فئات الشباب والشابات بتردد على حضور أمسيات فرقة «الرواد الكبار» التابعة لأمانة عمان مساء كل يوم ثلاثاء من كل اسبوع لاستماع الى أجمل الاغاني التي يحرص عدد من الفنانيين الاردنيين تقديم وصلات غنائية متنوعة في المركز الحسين الثقافي برأس العين. وتشهد أمسيات «بيت الرواد» حضوراً متميزاً ، لا يقتصر على كبار السن ، بحيث تتواجد الأسرة بكافة أجيالها ، فترى الجد إلى جانب أبنائه وأحفاده ، إضافة إلى ضيوف عرب وأجانب وفي بعض الأحيان تقدم مشاركات عربية وأجنبية موسيقية وغنائية. وتنقسم أمسية الرواد التي تقدم مساء كل ثلاثاء الى فقرتين ، تشمل الفقرة الأولى موشحات اندلسية حيث يؤديها الفنانون جميعاً إضافة إلى كورس الرواد والذي يشارك فيه متذوقون للفن الأصيل ، فيما تشمل الفقرة الثانية غناء فرديا للفنانين الرواد ، حيث يقدمون اغانيهم إضافة إلى تقديم أغنيات أساطين الطرب العربي منهم : محمد عبد الوهاب و أم كلثوم وعبد الحليم و فريد الاطرش وغيرهم. ويضم «بيت الرواد» ، فرقتين موسيقيتين: فرقة بيت الرواد وفرقة تخت الموسيقى العربية ويحتوي الصالون على قاعة تدريبات وعروض ومكتبة موسيقية متخصصة تحتوي كتبا وتسجيلات تضم ما لا يقل عن خمسين ألف عنوان وقاعة استماع وتذوق موسيقي ، ومعرض صور وكتب ومقتنيات موسيقية إضافة إلى هيئة تعليمية من الأعضاء لتعليم أصول الموسيقى العربية التقليدية وفق أسس ومعايير الأصالة ويقيم صالون الرواد ندوات وأمسيات ثقافية يدعى إليها أدباء وكتاب ومثقفون لتقديم شهاداتهم الثقافية كل في مجال تخصصه. أعادة الاعتبار وقد بذلت وزارة الثقافة مساعي كبيرة في إعادة شراء خدمات فرقة «بيت الرواد الفنية» التابعة لأمانة عمان وقد نجحت في إعادة الاعتبار لهذه الفرقة ، وأن تقديم الدعم مجددا للفرقة التي قدمت للمشهد الفني الأردني الكثير يعيد الحياة والنشاط لها وللفنانين والرواد الذين عاصروا الأغنية الأردنية القديمة ذات اللحن الجميل والكلمة الرائعة ، وبما يضمن استمرارها ودعمها في تقديم رسالتها الفنية الأصيلة ، وأن الرواد هم ضمير الأمة وأنهم من أسسوا لدى الأردنيين فكرا معينا ، وأنهم أفنوا عمرهم في تقديم الرسالة الفنية الصحيحة ، وأنهم يشكلون حجر زاوية في الثقافة الأردنية مؤكدا بأننا نحتاج في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها الأردن والمنطقة إلى الكلمة الأصيلة المؤثرة التي تعبر عن التراث الأردني وهوية الأمة.
اليوم العالمي
وأطلقت أمانة عمان «بيت الرواد» في حفل أقيم بمناسبة «اليوم العالمي لكبار السن» في تشرين أول 2008 ، فيما يقول صاحب فكرة «بيت الرواد» الموسيقار صخر حتر : اقترحت باجتماع في وزارة الثقافة أن يكون افتتاح إحدى الحفلات بأمسية لفنانين «أردنيين رواد» ، إلا أنني فوجئت بالرفض ، فشعرت بغصة ، فهؤلاء الفنانين ، من امتعوا المستمعين في عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينيات ، يستحقون الوفاء والتكريم وليس العقوق ومن هنا جاءت فكرة «بيت الرواد» ، وهي عبارة عن صالون موسيقي ثقافي أعضاؤه فنانون في مجالات الموسيقى المختلفة ، العزف والغناء والتلحين ، وهم من الرواد الذين اثروا الفن الأردني ، وتزيد أعمارهم على خمسين عاماً ، حيث يمارسون فيه فنون الموسيقى والغناء ويقدمون فنهم للجمهور من كبار السن ومن المتعطشين للفن الأصيل ولدينا زهاه 34 فناناً ، نسعى إلى ضم غيرهم من فنانين وموسيقيين.
جمهور يتنامى
ويستمر أعضاء الرواد الكبار بتقديم فنهم وخبراتهم الممتدة عبر عقود من الزمن ، حيث اسسوا ، وساهموا محليا وعربيا ، فالى جانب ريادتهم في مجال الاغنية والموسيقى الاردنية والعمل على نشرها والتعريف بها وتطويرها حتى اصبح لها موقع مميز على خريطة الغناء العربي ، لما تتميز به من مفردات معبرة ولها دلالاتها ، لانها خارجة من الوجدان الجمعي الاردني وتعبر عنه ، وايضا لجمال اللحن وعذوبته وتاثيره في المتلقي ، فالاغنية الاردنية تنتمي للنقاء ، والعنفوان، وهي دائما محملة بالقيم النبيلة ، وبالطبع وان لدينا اصواتا اردنية متمكنة ومميزة، وان بعض الرواد من مطربين وموسيقيين لهم مساهماتهم في الاغنية والموسيقى العربية، سواء من خلال اقامتهم بالدول الشقيقة ، او مشاركة زملاء في الفرق الموسيقية ، ولذلك فان هذه الخبرة والتجربة ، تطل علينا كل اسبوع في مركز الحسين الثقافي ، وتحديدا في قاعة المؤرخ سليمان الموسى ، ازاء جمهور ذواق ، ومتابع ، يحرص على حضور امسيات الرواد ، وهو جمهور يتنامى ، ويتفاعل مع ما يقدمه الرواد من الوان غنائية وطنية وعاطفية ، الى جانب الموشحات والتنويعات الموسيقية من عيون التراث الموسيقي العربي.
الفنان لا يتقاعد
ونوهت الفنانة سلوى العاص لقد أعاد «بيت الرواد» الحياة والحيوية للفنانين حيث يجتمع الفنانون الرواد ممن ساهموا في صنع الأغنية الأردنية وخصوصيتها ليقدموا أفضل ما عندهم. وتضيف: من يتابع امسيات الرواد يرى بأن الجمهور متعطش للفن والطرب الأصيل من فئات عمرية مختلفة لا تقتصر على كبار السن ، فهناك الشباب من كلا الجنسين ولا ابالغ إن قلت إن جمهورنا هو من النخبة حيث يتواجد الكتاب والروائيين واصحاب الفكر والرأي والسياسة. وتقول الفنانة سلوى عندما غنيت أول مرة كنت في الثالثة عشرة من عمري وكان ذلك قبل 52 عاماً والآن تجاوزت السبعين عاماً ولكني لا أزال قادرة على الغناء ولا أرى في ذلك مانعاً فالفنان لا يتقاعد وانا لا اغني في اي مكان فأنا احترم نفسي واضعها حيثما يجب ان تكون حيث يليق بمكاني وتاريخي الفني إضافة إلى تقديم محاضرات عن الفن الأردني في الجامعات والملتقيات الثقافية.