المحامي موسى سمحان الشيخ
دولة العدو الصهيون هي الابن الشرعي للامبريالية العالمية وتحديدا الولايات المتحدة الامريكية، اوجه التشابه بين الولد والمولود اكثر من ان تعد او تحصى - هذا ليس موضوعنا اليوم - موضوعنا ببساطة يحاول ان يرصد من خلال الرقم والممارسة والصورة تزايد العنصرية في المجتمع الاسرائيلي وليس ضد العرب فقط الامر الذي قامت عليه الحركة الصهيونية على اساسه من الفها الى يائها وانما ايضا ضد الاثيوبيين وكما في امريكا ضد السود، جنون يبلغ حد الهستيريا المطلقة، ففي دولة العدو يغسلون البرك ويطهرونها بعد استحمام يهود الفلاشا تماما كما يطلق الشرطي الامريكي النار على الزنجي الامريكي دون ان يسرق رغيف خبز يقتات به ومن الملاحظ زيادة نسبة العنصرية في عهدي نتنياهو وسيد البيت الابيض الحالي مع الاعتذار لبشرته الجميلة. كما تشير الاحصائيات ان نسبة السجن والاعتقال في دولة العدو هي الاكبر والاعلى في العالم، ونشرت ابحاث مطولة تشير الى ان عرب 48 يتعرضون لتمييز دائم مقارنة مع اليهود ضمن سياسة التعالي والارتياح التي تمارسها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة، النيابة العامة لدولة العدو ترصد نسبة 88% من يهود الحبشة تتم ادانتهم مقابل 25% من يهود دولة العدو بينما ترتفع النسبة لدى عرب 48 الى قرابة 50%. الامر ذاته في التمييز العنصري الصارخ بحياة المجتمع الامريكي في مواجهة السود والهساينين حيث ارتفعت نسبة الاعتقال في امريكا من ربع مليون الى مليوني ونصف سجين اي اكثر من 1,5% من سكان الولايات المتحدة هل لخص الامر ميشيل فوكو في كتابه (تاريخ الجنون في مرحلة الحكمة) حينما تحدث عن مسلسل الاعتقالات الكبيرة ومن شابه اباه فما ظلم. الاخطر من هذا وذاك تجذر العنصرية ومدى قوتها في اوساط الجمهور لدى دولة العدو، صور متعددة، شكنازيم وسفارديم، عرب ويهود، سود وبيض فلاشا وغير فلاشا وحتى في اعادة التأهيل في مواجهة الجريمة المتصل، المتصاعدة في دولة العدو يرتقي التمييز لاعلى مستوياته ففي الوقت الذي يقضي القضاء الصهيوني - على رأس وزارة القضاء - صهيونية متعصبة فظيعة - على اعادة تأهيل 74% من الفتيات اليهود الذين ليسوا من اصل غير اثيوبي، يوصي القضاء ذاته فقط ب 55% للفتيان العرب، بينما يحظى 19% من الفتيان الذي يتحدرون من اصول اثيوبية. اما مئات القوانين العنصرية التي تسن يوميا ضد المواطنين العرب سواء في الضفة الغربية او لدى عرب 48 فحدث ولا حرج، ومع هذا فتلك واحة الديمقراطية التي يعيشها الغرب - مع انهم يعرفون حقيقتها - الاسوأ نماذج عربية تسعى ليل نهار لاسترضاء دولة الكيان.