نظيرة السيد
ما تزال آلة الحرب الإسرائيلية تشن غارات متتابعة على غزة لم يسلم منها حي او بيت، هذا الخبر نسمعه يوميا عشرات المرات لتأتي بعدها الصور الحية التي تجسد حجم الكارثة وهمجية العدوان الذي يصر وعلى الرغم مما نراه ان المستهدف هي حماس وقيادتها وان آلة حربهم تريد ان تدفع خطرهم عنها وتحمي اطفالها ونساءها وشيوخها من صواريخهم التي تهدد امنها وسلامتها، يريدوننا ان نصدق ذلك ونقر به ونثمن كل ما يقومون به تجاه شعب اعزل لا ذنب له الا انه يدافع عن ارضه وكرامته ويريد أن يعيش بسلام في بيت بناه بعرق الجبين هدم امام عينيه وهو غير آسف على شيء كل ما بداخله يقول ان تحرير الأرض أثمن من كل كنوز الدنيا حتى وان وصل الأمر إلى أطفاله فلذة كبده لم يعد يهم فكل ما يحدث اهون عليهم من ان يعيشوا حالة الذل الى الأبد. الشعب الفلسطيني مؤمن بذلك ولن يستطيع أحد أن ينتزع ايمانه بقضيته وبحقه في العيش الكريم على أرضه، لذلك لا تجعلوه هدفا لكم وتقولوا اننا نبغي حماس فما نشاهده يعكس مشاعر الغل والحقد والكراهية المتجذرة في قلوبكم تجاه الفلسطينين وهذا ترجمتموه من خلال آلة القتل العمياء التي لولاها لما توغلتم ولما حققتم مبتغاكم، لكنكم ورغم ما تفعلوه لن تستطيعوا العيش بسلام حتى وان لم يبق الا طفل فلسطيني على هذه الأرض فهو سيبقى يهدد أمنكم واستقراركم. لذلك يجب أن تفهموا ان القتل والدمار لن يزيد الفلسطينين الا صبرا وتصميما على الحق الذي تحاولون ان تعموا العيون عنه بالقوة لذلك لن تفيد محاولاتكم وستبقون تخوضون المعارك وتجدون الشعب الفلسطيني بالمرصاد بالسلاح والحجارة وان لم يجدها فبالصدور، وهذا ما يحدث الآن ولن نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل لانه سبحانه وتعالى القادر على كل شيء ولا يمكننا وفي هذه الأيام العصيبة وما تمر به امتنا العربية من صرعات وويلات الا أن ننتظر رحمة ربنا لأن اسرائيل طالما ضربت بعرض الحائط كل القرارات والمواثيق الدولية ولم تحسب للعرب اي حساب وهي الآن تستغل الوضع الذي تعاني منه بعض الدول العربية واهتمام البعض بتزويد الأطراف المتنازعة بالمال والسلاح لمصالح نعرفها جميعا. الدول العربية نسيت أن هناك احتلالا وأن هناك وطنا الدفاع عنه وتحريره وإراقة الدماء من أجله ليس هباء بل شهادة في سبيل الله والوطن والعرض قد استحقها اهل غزة بكل ما تعني كلمة شهيد من معاني وقيم. أهلنا في غزة يقاومون ويستشهدون ويمكن أن يخسرون في الدنيا الفانية لكننا نقول لهم صبرا أهل غزة فإن موعد الشهداء والصابرين الجنة.