الشاهد -
الشاهد تنقل تصريحات وردة فعل الشارع الاردني بكافة اطيافه حول الموضوع
لا شك ان مناهجنا بحاجة الى تطوير وتعديل بل ربما تغيير جذري لمواكبة تطور العلم والشارع المصرفي وتغيير اسلوب التلقين التقليدي وتدريب الطلاب على التفكير الابداعي والمنهج العلمي لينعكس على تفكيرهم فنحن بحاجة الى تطوير اساليب التواصل والتحاور وقبول الاخر في مناهجنا الدراسية وهذا يتم من خلال المحافظة على الصيغة الاسلامية الوسطية وليس التخلي عن الاسلام في مناهجنا وعلمنة المناهج ارضاء للاخرين، فلا يعقل ان تقوم الحكومة بتغييرات جذرية في المناهج التعليمية بحجة تطويرها فهذا التطوير اقتصر كما قال عدة مختصين على الغاء الصبغة الاسلامية من المناهج كالغاء المظاهر الدينية وحذف آيات قرآنية واحاديث، وشطب صورة سيدة محجبة في كتاب الصف الثالث واستبدالها باخرى متبرجة بالاضافة الى حذف درس كامل حول سورة الليل واستبداله بدرس آخر حول السباحة وتم استبدال درس اداب الطريق والذي ان محوره الحديث النبوي الشريف حول آداب الطريق الى درس عن اشارات المرور، وفي درس يتحدث عن ابن بطوطة تم حذف الجملة التي تحدثت عن ابن بطوطة وانه تعلم القرآن والشعر منذ الصغر بالاضافة الى استبدال درس العدو في القرآن الكريم بدرس الحمامة الصغيرة والاشارة الى القدس الشريف اولى القبلتين بغير حقيقته. كل هذه التغييرات اجرتها وزارة التربية بصمت وكانت تعتقد انها سوف تمر الا ان الشارع الاردني كان بالمرصاد وراقب وتابع كل ذلك فواجهه بسخط وغضب شديد خاصة من قبل الاردنيين الذين يتوقون لتعليم ابنائهم القيم والعادات الاسلامية التي يقولون انها بعيدة كل البعد عن الارهاب والتطرف كما يدعي البعض (وكانت الحجة لاجراء التغيير) مؤكدين رفضهم القاطع لهذه السياسة بكل السبل المتاحة. ورفضت نقابة المعلمين الاردنيين على لسان الناطق باسمها الدتكور احمد الحجايا التعديلات التي طالت المناهج مؤخرا واصفا انها اعتمدت على سياسة مجافاة نصوص القرآن الكريم والاحاديث النبوية.
وأكد الحجايا على موقف النقابة الداعم لتطوير المناهج واثرائها بطريقة تخدم بناء العقول وبناء الأجيال، بعيدا عن استبعاد واضح ومقصود للنصوص الدينية التي اثارت استهجان التربويين والرأي العام خلال الفترة الأخيرة، بعد تداول ونشر عدد كبير من الصفحات داخل المناهج التي مسها التعديل. وتؤكد نقابة المعلمين الأردنيين على ضرورة تمسك المعلمين بكل ما يعمق الهوية الدينية والوطنية وغرس قيم الدين والاخلاق في نفوس الطلبة. والذرائع التي يريد البعض من خلالها مكافحة الارهاب والتطرف ما هي الا ممارسات قد تولد اساليبا أخرى في التطرف وقد تخلق بيئة خصبة للنشء الذي سيسعى لصناعة وإنتاج فكر التطرف وقد يصبح عرضة للاختطاف الفكري. ومن الناحية القانونية أشار الحجايا إلى أن قانون نقابة المعلمين وحسب نص المادة 5 فقرة ج هو الذي جعل من النقابة عاجزة عن التدخل في سياسات التعليم والمناهج، لافتا إلى أن النقابة ستسعى بكل جهدها لدراسة كل التعديلات التي ستجعل من النقابة شريكا أساسيا في العمل مع وزارة التربية والتعليم.
وفي تطور لاحق عقد مجلس نقابة المعلمين اجتماعا طارئا للتباحث حول ما طرأ من تعديلات على المناهج مؤخرا وقرر مجلس النقابة في جلسته تشكيل لجنة ازمات خاصة تعنى بمتابعة التعديلات على المناهج وفور انتهاء اجتماع المجلس عقدت اللجنة المشكلة برئاسة الاستاذ حسن العتوم اجتماعها الاول واعلنوا من خلال هذا الاجتماع رفضهم وتزويدهم بالتعديلات الاخيرة على المناهج التي مست القيم الاسلامية والعروبية والقضية الفلسطينية، وطالبوا باقالة وزير التربية والتعليم فورا لاخطائه المتلاحقة بحق المعلمين والطلبة باعتباره يتحمل المسؤولية الكاملة عن التشوهات التي وقعت على المناهج والمطالبة ايضا بمحاسبة كل من كان له يد عبثت بالمناهج الوطنية الاردنية، حكما ستعقد لجنة الازمات بخصوص المناهج اجتماعها بشكل دوري ومستمر لمتابعة كل ما يرد اليها من ملاحظات في الميدان وفروع النقابة.
حزب جبهة العمل الاسلامي
ومن جهته طالب حزب جبهة العمل الاسلامي من خلال تصريح صادر عن مسؤول الملف الوطني في الحزب المهندس خضر بني خالد الحكومة بالعودة عن السلبيات التي لحقت بالمناهج التربوية والالتفات الى التطور العلمي الحقيقي النافع بايد تربوية اردنية من داخل الاردن، واعتبر الحزب ان التغييرات التي حدثت على المناهج يقصد منها ابعاد الاجيال القادمة عن دينها وعروبتها واصالتها وتاريخها وعاداتها وتقاليدها. واضاف بني خالد ان القيام بهذه التغييرات في هذا الوقت وتحت فزاعة التطرف انما هو مساس واضح بتراثنا وقيمنا فهذا التوجه مستنكر ومرفوض في اي بلد مسلم وان محاولة ربط الاسلام بالتطرف انما هو استغلال لحالة الوضع الراهن من قبل قوى تتربص الدوائر بهذه الامة وتبني النوايا الماكرة لها.
الدكتور عطا الله الحجايا
وبدوره عبر استاذ اللغة العربية في الجامعة الاردنية الدكتور عطا الله الحجايا عن استيائه وقال عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) ان ما جرى على المناهج مؤخرا هي عملية (تطهير) وليست (تطوير) ففيها اعتداء فاضح وواضح على القيم والعادات والتقاليد. وطالب بتوضيح حول ما قيل مؤخرا من قبل موظفين كبار (كما وصفهم) عندما قالوا ان احدى السيدات دخلت الوزارة وطلبت مناهج اللغة العربية والتربية الاسلامية وبدأت تخط بقلمها وتحذف ما تشاء وتعشب الكتب من كل آية او حديث او حملة توحي بانتماء الى الاسلام والعروبة وسط ذهول من الوزير وعدم تدخله.
واضاف انه سيقدم دراسة متكاملة ومقارنة حول هذا التخريب الذي جرى على المناهج.
د.احمد زياد ابو غنيمة
وبدوره علق رئيس تحرير مجلة علوم الصيدلة د.زياد ابو غنيمة ونشر مقالا بعنوان (إتقِ الله في أبنائنا وبناتنا) وانتقد في مقاله وزير التربية والتعليم د.محمد الذنيبات، وقال انه تفوق على كل وزراء التربية والتعليم الذي سبقوه في حرصه الشديد على تفريغ مناهجنا من كل المظاهر الدينية والوطنية استجابة ” لدواعش التنوير” و” لغُلاة العلمانية” .
واضاف ان الشعب كان يعتقد انها حرب تخوضها الدولة على ” الإرهاب ” ومنابعه في الداخل والخارج ، والجميع معهم في حربهم على الإرهاب الذي يحاول الإساءة لديننا الحنيف، الا أن وزير التربية والتعليم وقسم المناهج لديهم رأي آخر في هذا الشأن ، فقد وجدوا أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وقصص الابطال من حُماة الوطن هي منبع ” الإرهاب ” في مناهج أبنائنا، فأزالوها عن بكرة أبيها.
فعالية شعبية كما أقام المئات من اولياء أمور الطلبة والاكاديميين وأعضاء من مؤسسات المجتمع المدني وبحضور أعضاء من النقابات المهنية ونقابة المعلمين فعالية أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة عمان، استنكروا فيها التعديلات التي طرأت على المناهج الدراسية تحت مزاعم التطوير والتغيير. وأكد المعتصمون على أن الفكر الذي ادّعى تطوير المناهج ما زادها إلا تشويها وما حدث هو حرب على القيم الدينية والقومية والروح العربية وسلخ الناشئة من كل قيمة تؤمن بتاريخ هذه الأمة وتحترم تراثها. وطالب المعتصمون خلال الفعالية بمحاسبة كل مسؤول ساهم في هذه الجريمة وكف يد العابثين من خارج الوزارة عن التدخل في رسم السياسات وعلى ضرورة تحميل وزير التربية والتعليم المسؤولية الكاملة عما جرى وإقالته على الفور.
نقابة المهندسين
استهجنت نقابة المهندسين الأسلوب الذي تعاطت به الحكومة مع هذه التعديلات ، حيث وصفها البعض بأنها تهدف لازالة نصوص وصور تشجع على الارهاب ؛ وتم استعمال نصوص قرآنية مجتزأة للتدليل على أن القران الكريم يحض على القتل ، وتعتبر النقابة ذلك مساسا بحضارتنا الاسلامية العربية وتراثنا وثقافتنا، ومحاولة واضحة لاقصاء الجيل القادم عن القيم التي تربى عليها أبناء وبنات هذا الوطن الذي نفخر بأنه مثال يحتذى للتعايش والسلم المجتمعي. وتستهجن النقابة استبدال صورة المرأة المحجبة وحذف عدد من الايات القرآنية والمعلومات التاريخية والارشادات والتوجيهات النبوية، وتعتبر أن التعديلات الأخيرة هي ممارسات قد تولد أشكالا أخرى من التطرف لا يرغب بها أحد. وتطالب نقابة المهندسين الحكومة ووزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في التعديلات التي جرت على المناهج من خلال لجنة مختصة في هذا المجال .
د.ياسين عايش
وكشف عضو لجنة الاشراف على المناهج في وزارة التربية والتعليم د. ياسين عايش عبر حسابه على (الفيس بوك) خفايا التغييرات التي طرأت على المناهج تم بأيد خفية ووصفها بأنها معادية للاسلام. حيث قال من الإنصاف أن يقال إن بعض أعضاء لجنة الإشراف على التأليف وبعض أعضاء قسم اللغة العربية في المديرية العامة للمناهج مسكونون بهواجس الخوف من زمرة من المنتقدين الذين أقل ما يقال عنهم إنهم معادون للإسلام ، فلا يريدون أن ترد في الكتب المدرسية مصطلحات الجهاد وسير السلف الصالح".
المدارس الخاصة
وبدوره قرر اتحاد المدارس الخاصة تدريس جميع ما حذف من المناهج من آيات قرآنية وأحاديث نبوية ودروس وطنية كالقدس وتوزيعها على الطلاب كنشاط. وطالب الاتحاد من خلال بيان تم اصداره ان يتحمل وزير التربية مسؤولياته حسب القانون ويقدم استقالته فورا ومحاسبة كل مسؤول عما حدث حسب وظيفته وتغريمهم ما تحملته خزينة الدولة من جراء هذه الطبعات الجديدة واتلافهم للقديمة. وسحب المناهج فورا والرجوع الى المناهج الاصلية وتوزيعها على نفقة الوزارة، كما طالب الاتحاد بعمل تحقيق ما حدث ونشره بكل شفافية وصدق للرأي العام، بالاضافة الى اشراك بعض من المؤسسات التعليمية الخاصة في مجلس التربية والتعليم.
نقابة الاطباء
من جهتها حذرت نقابة الاطباء من مخاطر المساس بمبادىء وثقافة المجتمع الاردني العربية والاسلامية من خلال التغيير الذي تشهده المناهج الدراسية. واشار نقيب الاطباء الدكتور علي العبوس في بيان صحفي اصدره ان مجتمعنا ديني في فطرته وانه سيبحث عن الدين شئنا ام ابينا وان الدولة اذا لم تتحمل مسؤولياتها في نشر الدين على يد من عرف عنهم العلم والحكمة (عبر مناهجنا) سيبحث شبابنا عمن لا نضمن علمهم وحكمتهم ولربما كان ذلك بابا للارهاب. جواد العناني صرح نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الصناعة والتجارة والتموين د.جواد العناني
عبر صحيفة البيان الاماراتية ان الحكومة الاردنية ليست خجلة من تعديل المناهج فقال (نحن نريد مراجعة المناهة لاننا اكتشفنا ان في بعضها ما يحفز على الارهاب) فيجب ان نعلم الطلبة الحب والتجانس لا ان يحمل السيف ويبدأ بالقتل).
جون كيري
وزارة التربية والتعليم من خلال مديرة المناهج وفاء العبداللات وفي رد على سؤال عن مدى تدخل قوى خارجية بالتغييرات التي طالت المناهج الاردنية نفت ذلك نفيا قاطعا ودافعت العبداللات عن موقف الوزارة وقالت ان هذا المنهاج تجريبي وليس نهائيا. ولان الشيء بالشيء يذكر فاننا نورد تصريحات وزير الخارجية الامريكي جون كيري العام الماضي في احدى المؤتمرات واثناء حديثه عن الارهاب انه قال بالحرف الواحد سنتصدى للارهاب ونواجه من خلال المدارس ودور العبادة وقصد كيري هنا البلدان العربية ومنها الاردن الذي تضمنت مناهجه الكثير من الآيات القرآنية والاحاديث النبوية التي يجب الغربلة من وجهة نظره بانها تحرض على الارهاب.
وزارة التربية والتعليم
وحول ما تداولته وسائل الاعلام ووسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي حول الكتب المدرسية الجديدة في الايام الماضية اصدرت وزارة التربية والتعليم بيانا اكدت خلاله ان من تناول موضوع المناهج والكتب المدرسية وقع في خطأ كبير حين قام بمقارنة الكتب المدرسية في طبعتها الجديدة لعام 2016 مع الكتب التي طبعت عام 2015 وتم الغاؤها، اذ ظهر ان الاغلبية منهم لم يقرأوا تلك الكتب ولم يطلعوا على ما فيها من مادة علمية واكتفوا بالشائعات والاحكام المسبقة، متجاهلين ان هذه الكتب جديدة بالكامل وليس تعديلات هنا وهناك كما زعم البعض دون ان يعودوا الى ادارة المناهج للاستفسار، ولو كان الامر ادخال تعديلات على كتب قد استقرت لما طرحت للتجريب لمدة سنة وان الكتب عندما تستقر بشكل نهائي لا توضع عليها عبارة (علمابان هذه الطبعة تجريبية) وبناء على ذلك فان اصدار البعض احكاما ارتجالية بحذف آيات من القرآن الكريم واحاديث نبوية شريفة دون النظر الى بناء المناهج والكتب المدرسية كوحدة واحدة امر غير وارد وليس في محله. واشار البيان ان الكتب الجديدة هدفت الى تطوير مهارات التفكير والتحليل لدى الطلبة والابتعاد ما امكن عن حالة التلقين والحشو الزائد وركزت على قيم الامة وحضارتها ووسطيتها وثوابت عقيدتها الاسلامية وليس كما زعم البعض انها دخلت في معركة مع القيم الاسلامية وانسلخت عنها. وانتقد البيان ما قام به اصحاب الحملة غير الراشدة من تضليل وافتراء واضح وما قالته بعض الجهات قد يكون هدفه عرقلة مسيرة وزارة التربية والتعليم في جهودها لتطوير العملية التعليمية التي يشهد لها المنصفون داخل الاردن وخارجه وذلك خدمة لاهدافهم الخاصة واعادة الحالة الى ما كانت عليه. واكدت وزارة التربية والتعليم في بيانها انها حين تؤلف الكتب المدرسية وتحدد مضامينها وتضع ادلتها منطلقة من الاطار العام للمناهج والتقويم والاطر العامة وانتاجات العامة والخاصة للمباحث فانها تلجأ الى تكليف اصحاب العلم والخبرة والتجربة ممن يتصفون بالموضوعية والحيادية والاطلاع على التجارب المماثلة ثم تعرض نتاج هؤلاء على مجلس التربية والتعليم لدراسته ومناقشته ولا يقر الا بعد دراسته دراسة وافية والوقوف على ادق تفاصيله والتأكد من مناسبته. واكدت الوزارة انها لن تسمح لاي فئة بتسييس التعليم والتلاعب بعقول ابنائنا كنز الامة الثمين وتوجيههم حسب الاهواء وانها تسير وفق فلسفة التربية واهدافها حسب ما جاء في الدستور الاردني وقانون التربية والتعليم. ورحبت الوزارة من خلال بيانها بكل رأي او اقتراح بناء من ذوي الخبرة والاختصاص واهل الرأي حول الكتب المدرسية الجديدة وهو ما سيكون موضع اهتمام الوزارة ولجان الاشراف على هذه الكتب وهم نخبة من المختصين ممن يشهد لهم بالامانة العلمية والموضوعية والحيادية لدراسة بعض الملاحظات والتأكد من مضمونها والتعامل معها بما يضمن تطوير العملية التربوية وفق فلسفة التربية واهدافها.