الشاهد -
علماء ومؤرخون انقسموا بين مؤيد ومعارض
الشاهد-ربى العطار
واجه الدكتور محمد نوح القضاة المرشح عن الدائرة الاولى في مدينة الزرقاء انتقادات عديدة بعد تصريحاته خلال افتتاحه لمقره الانتخابي عندما قال ان احد اسباب اختياره لمحافظة الزرقاء للترشح عنها (ليلتمس اثر النبي بأهل الزرقا الذي استظل تحت شجرة في منطقة السخنة) حيث علق العديد من ابناء محافظة الزرقاء وغيرهم على كلامه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بعضهم استهزأ بحديثه وبعضهم اعتبرها حملة ممنهجة على القضاة من جهات منافسة له في الانتخابات وهناك من اقتنع بحديثه لثقته المطلقة به وبثقافته وعلمه الواسع خصوصا وان تصريحات القضاة هذه لم تكن لاول مرة ولم تظهر بقصد ترشحه للانتخابات لكسب تأييد اهالي الزرقاء بل قالها قبل ذلك واثناء خطبة الجمعة في عزاء الشهيد راشد الزيود فقد ركز على نفس الموضوع الا انه لم يلق انتقادا من احد ولم تشن عليه هجمة كالتي شنت الان بسبب الانتخابات النيابية.
د.محمد نوح القضاة
واكد د.القضاة صحة كلامه لوسائل الاعلام واشار بانه تاريخيا كان هناك طرق للتجارة معروفة ومشهورة تقع فيها محطات مبيت اجبارية تتناسب مع التجار ومن جملة هذه المحطات الواقعة في الاردن، الازرق والسخنة وهي محطات ينزل بها التجار وقوافل التجارة للمبيت والاستراحة والعناية بالدواب وكانت تمثل نقاطا تجارية حيث لا تستطيع القافلة ان تواصل السير لاكثر من نهار واحد متواصل وقد نزل النبي عليه الصلاة والسلام في هاتين المحطتين مع عمه ابي طالب في رحلة التجارة الاولى. واضاف الدكتور القضاة انه في منطقة السخنة ايضا حصلت حادثة مقتل عتيبة بن ابي لهب الذي وضع (فرث الجزور) على رأس النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فدعا الرسول عليه الصلاة والسلام (عليه) فخرج عليهم اسد فاستله من بين كل التجار. واضاف القضاة ردا على تشكيك البعض بهذه المعلومات واتهامه بانه استغلها في حملته الانتخابية انه سبق وان اكد على مرور الرسول صلى الله عليه وسلم في محطات الازرق والسخنة للاستراحة اثناء تجارته بين الجزيرة العربية وبلاد الشام وكانت هذه عادة التجار وقوافلهم ان يستريحوا في نقاط تجارية معينة.
وقال القضاة انه سبق ان تكلم عن القيمة التاريخية لمدينة الزرقاء وتحديدا منطقة السخنة اثناء خطبة الجمعة وفي عزاء المرحوم الشهيد راشد الزيود ولم يعلق على كلامه او تصريحاته احد حينها. وتساءل القضاة عن السبب الذي دفع البعض للشن هذه الحملة التي لن تنال منه وهو مصمم على ترشحه لخدمة الاردنيين جميعا واهل الزرقاء اولهم.
د.محمد وهيب
وبدوره أيّد البروفيسور محمد وهيب من كلية الملكة رانيا للسياحة والتراث في الجامعة الهاشمية، ما قاله الدكتور محمد نوح القضاة، وقال إن قوافل قريش مرت من وادي الزرقاء لأنها اتخذته طريقاً خلال رحلاتها التجارية الى بلاد الشام فقد اكد المؤرخون ان رحلة قافلة قريش قد قادها الرسول عليه الصلاة والسلام مرتين لخديجة بن خويلد وصولاً الى جرش ماراً عبر وادي الزرقاء, والسخنة من ضمن منطقة وادي الزرقاء واشتهرت السُخنة عبر التاريخ بالينابيع الساخنة.
وفي موضوع مقتل عُتيبة بن ابي لهب قال البروفيسور وهيب بأن الدراسات اتبثث ان الحادثة حصلت كما ذكر الدكتور القضاة لكن موقع الحادثة كان في موقع حي جناعة في الزرقاء القريب من السُخنة وقد تبث ان اسمها قديماً هو حثيث وقد حُرف حديثاً الى اسم خربة حديد, وقد اصدرت الجامعة الهاشمية كتاباً عن هذا الموضوع بعنوان 'اكتشاف موقع حادثة عتيبة بن ابي لهب'.
د.محمد الخطيب
وما اكده الاثنان رفضه عميد كلية الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور محمد الخطيب فقال انه لم يثبت مطلقا ان الرسول عليه الصلاة والسلام مر بهذه المنطقة سوى في رواية موضوعة في كتاب تاريخي لابن العساكر يروي فيها عن المنطقة التي مر بها الرسول الكريم وهي المنطقة التي تعرف حاليا بام الرصاص وليس السخنة واكد الخطيب ان ما ورد على لسان القضاة لا اصل له في السيرة النبوية او في كتب التاريخ. د.احمد عويدي العبادي ومن جهته رد المؤرخ الاردني المعروف الدكتور احمد عويدي العبادي على ما قاله الدكتور محمد نوح القضاة وقال ان الامر اختلط على القضاة في لحظة عواطف جماهيرية لانه ثبت عبر كتب السيرة والتاريخ ان من بات في الزرقاء هو الكافر ابو لهب وابنه الكافر عتيبة حيث اكله الاسد بعد ان دعا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم. واشار العبادي انه لم يثبت في كتب السيرة والتفاسير وتاريخ العرب وفي مؤلفاته باللغتين الانجليزية والعربية ان يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد مر بالزرقاء بل سلك وادي السرحان واستراح في ظل الشجرة التي لا زالت شاهده على ذلك في البادية الاردنية الشرقية