الشاهد -
في اللقاء الذي اجرته معه الشاهد حول آخر المستجدات على الساحة الحزبية والسياسية
المناكفة اسلوب سياسي ليس شريفا ولا نظيفا
حاوره عبدالله العظم
بالتزامن مع انتقال المبادرة الاردنية للبناء (زمزم) الى مرحلة اشهارها تحت مسمى حزب المؤتمر الوطني الاردني ومرحلة الانتخابات الجارية وخوض اعضاء من الحزب المعترك الانتخابي بين رحيل الغرايبة في المقابلة التي اجرتها معه الشاهد حزبهم لا يعتبر حزبا طائفيا او اسلاميا وبعيدا عن مربع الاسلام السياسي للاسهام في توسع النطاق بالتمثيل الشعبي الاردني والابتعاد عن عنصر المناكفة والالتزام بمعايير العمل الحزبي المنظم الذي يقوم على التنافس يبن القوى السياسية على اسس برامجية.
كما ووجه الغرايبة جملة من الانتقادات للمرحلة الحزبية السابقة ليس على الصعيد المحلي وحسب بل وعلى الصعيد العربي ودول الاقليم، لابتعاد القوى الحزبية والسياسية عن المبدأ الديمقراطي والبرامجي والعمل على اسس طائفية ودينية وعرقية.
وفي سياق مستقبل الحياة السياسية استبعد الغرايبة دخول المجلس الثامن عشر القادم مع حكومة برلمانية بالرغم من توافق القوى السياسية ورأس الدولة لوجود بعض المعيقات التي تحتاج الي وقت مشددا على مبدأ التدرج للوصول لهذه الغاية وفيما يلي اللقاء الكامل معه.
* انطلاقا من تسجيل وترخيص حزبكم الذي صدر قبل ايام، هل كان لديكم توجه او نية بان تصلوا الى قبة البرلمان تحت مظلة حزبيه، في حين انه كان بالامكان تأجيل ذلك الى ما بعد الانتهاء من الانتخابات الجارية.
- الغريبة تقدمنا بطلب ترخيص لحزب المؤتمر الوطني بما يزيد عن (900) مؤسس ووجدنا في هذا الظرف مناسبا وقد استثنت الجهات الرسمية او استبعدت (290) لاسباب منها الازدواجية الحزبية والارقام الوطنية وغيرها وثم طلبنا من الجهات الرسمية والمعنية في ان يرخص الحزب بالعدد الموجود المسموح لهم والذين ليس عليهم اية ملاحظات بالمقابل لم يكن لدى الجهة المسؤولة موانع في ان يلحق مع قائمة المؤسسين الاسماء التي يتم تصويب اوضاعها وهذا شجعنا اكثر.
* هل واجهتم مناكفات من احزاب اخرى واعني الاخوان المسلمين؟
- الغرايبة نحن حزب رسمي ومسجل واتخذنا قرار بالمشاركة بالانتخابات حيث سيمضي اربع سنوات على البرلمان ولا يجوز ان نبقى متفرجين ومشاركتنا ليست واسعة وليس بثقل كبير انما دخولنا سيكون بشكل رمزي واخترنا بعض الدوائر التي يمكن ان يكون لنا فيها فرصة ممكنة للتنافس ونود ان يكون لنا داخل البرلمان عدد من النواب حتى لو كانوا بقدر، ولكن سوف يشكلون نواة لاستقطاب وتحالف مع الاخرين ورفع اسم الحزب والمشاركة السياسية من خلال البرلمان وردا على سؤالك اولا نحن لا نعتبر انفسنا حزبا اسلاميا ولسنا منشقين عنهم ولا مناكفين لهم، وعندما اعلنا حزب المؤتمر الوطني قلنا للجميع انه حزب وطني اردني ولكن الاردنيين بلا مسميات دينية او مذهبية ولا عرقية وابتعدنا تماما عن ما يسمى بمربع الاسلام السياسي ولا نلزم انفسنا بهذه الحدود انما نحن حزب يريد ان يسهم في تمثيل الشعب الاردني ولكل اردني يقيم على هذه الارض ومن يريد الاسهام في خدمة بلده يمكن له ان يكون عضوا معنا ولذلك فقد وضعنا خطوطا لنا في عدم دخول مناكفات او مخالفات مع اطراف وقوى سياسية كبيرة كانت او صغيرة كما واننا رفعنا شعار التوافق للبحث عن مساحات المشاركة وتقليص مساحات الاختلاف لاننا نتطلع الى بناء ثقافة حزبية جديدة. ونحن نعتقد بان المرحلة السابقة لها احزابها ولها قواها الحزبية ونحن بذات الوقت امام مرحلة جديدة وما نود ان نقوله للناس من خلال هذا الحزب اننا بحاجة الي ثقافة حزبية ايضا جديدة وعمادها الانتقال من مربعات التنافس الديني والمذهبي والعرقي الى مربع التنافس على برامج.
* هل من توضيح اوسع لهذه الصورة وهل فشل الاسلام السياسي؟
- الغرايبة ما اود قوله بان المرحلة العربية برمتها سابقا وعندما كان فيها الاحزاب تمثل ديانات وطوائف اعتقد انها مرحلة غير صحية. كما وانه من الواجب مراجعة كل القوى السياسية في المرحلة السابقة وتقويمها وليس فقط الاسلام السياسي وحده ومثال ذلك نرى في انتخابات العراق احزاب عرقية والانتخابات تجري ايضا على اسس عرقية وطائفية وليس على اسس برامجية او كفاءات ولا مواطنة فالشعيي ينتخب شيعي والسني ينتخب سني والكردي ينتخب كردي وهكذا، واعتقد ان هذه الحالة يشترك فيها الجميع من الدول العربية ويلاحظ ذلك ايضا في لبنان وهو اول نموذج للمحاصصة دروز، موارنة، شيعة، سنة، وبقيت هذه الاحزاب تمثل طوائفها وانحصرت الانتخابات في المذهب والطائفة وهذا اسم فيه تفرقة للامة ويضيق الجدران بين مكوناتها الى درجة ان اصبح العربي يقتل العربي في الوطن نفسه وهذه مسؤولية كل القوى السياسية وانا لا احمل المسؤولية لطرف بعينه فكل الاطراف ساهمت في وصول الشعوب الى هذه الحالة بالوطن العربي. وبالتالي نحن بحاجة الى ثقافة جديدة والاحزاب يجب ان لا تمثل طوائف انما يجب ان تقوم علي اسس وبرامج سياسية.
* ما هو دوركم في مرحلة الانتخابات الجارية وكيف نظمتم انفسكم في القوائم والدوائر وهل لديكم اسماء غير معلنة؟
- الغرايبة اعطينا الحرية في القرار والمشاركة بهذه الانتخابات فمن يستطيع ان يخوضها بطريقة فردية له الخيار وليكن ومن يستطيع خوضها عبر قوائم فليكن ومن اراد ان يدخل في تحالفات له ذلك.
* اين مراكز قواكم بين الدوائر؟
- الغرايبة اعتقد اننا متواجدون في العديد من الدوائر في المحافظات واخص بذلك محافظة اربد - القصبة ولدينا فيها قائمة تحمل اسم الحزب وكذلك نحن متحالفون معهم في القوائم ولا نريد ان يكون الاسم عائقا امام بناء التحالفات وليبحثوا عن اي اسم يرونه مناسبا، وهذا التوجه اصبح ضروريا في التعامل مع القانون.
* هل لديكم تحالفات في تشكيل كتل ما قبل البرلمان؟
- الغرايبة بالمستقبل نعم وعند صدور نتائج الانتخابات فسوف نشكل كتلة وتحالفات مع من يتوافق معنا ممن تتقارب برامجهم من اهدافنا وعملنا البرامجي ونطمح عمل ائتلاف وطني واسع داخل القبة في طرحنا لسياسة توافقية وتشجع التحالفات السياسية داخل القبة.
* تتوقع ان نصل الى حكومة برلمانية في البرلمان المقبل؟
- الغرايبة بارادتنا او بغير ارادتنا يجب ان نسير نحو ديمقراطية مكتملة ويشكل متدرج وآمن واعتقد ان الذهاب لحكومة برلمانية امر متفق عليه بين القوى السياسية وبين رأس الدولة وهذا تم الاعلان عنه بمنتهى الصراحة والوضوح ولكن هذا ربما يحتاج الى وقت والى تدرج ويحتاج الى حياة برلمانية سياسية صحيحة وحياة حزبية واعتقد انه حتى الان الحياة الحزبية بحاجة لاعادة بناء.
* هل تعتقد باننا سوف نستمر بالقانون الجاري في انتاج مجالس اخرى قادمة على ذات القانون؟
- الغرايبة انت تعرف انه منذ عام 93 ولغاية اللحظة كنا على قانون الصوت الواحد ومبدأ الصوت الواحد نشىء عليه ثلاثة وعشرين جيلا واعتقد انه اصبح هنالك تكيف بين الناخب والمرشح مع هذا القانون وهذا القانون الجديد مختلف يقوم على قوائم تتناسب مع حياة حزبية وليس مع عشائرية او مناطقية بالتالي هو قانون احزاب وهذه التجربة ستحصد نتائجه وبالعام القادم سنذهب لمعالجة الصعوبات والثغرات التي واجهتنا في تطبيق القانون.
* من خلال ما هو ملحوظ لدينا ماذا تقول لمناكفيك؟
- الغرايبة الساحة تتسع لمن يريد ان يخدم وطنه واعتقد ان اسلوب المناكفة هو اسلوب سياسي طفولي ساذج ربما يكون من سمات المرحلة المنصرمة وان كثرة المناكفة والتركيز على اخطاء الخصوم وتصيد الاخطاء ادى الى حالة سياسية نشاهدها في دول الجوار وفي اليمن وليبيا وفي كل العالم العربي ولذلك ان قوة اي حزب هي بقوة برنامجها وقدرتها على حل المشكلات ولذلك هناك قوى عمرها عشرات السنوات تقوم على عنصر المناكفة واظهار عيوب الخصم واخطائه وهذا اسلوب ليس صحيحا وادى الى حياة سياسية ممزقة وادى الى خندقة وادى الى بناء جدران في مكونات الامة الواحدة ونحصد ثمارها جميعا في هذا الوقت ولذلك نحن في الاردن في مرمى الخطر ونحن لسنا بعيدين عما يجري في دول الجوار ومن يقول باننا محصنين فهو مخطىء لان الحالة السياسية العربية في الاقليم والدول العربية موجودة لدينا لاننا نشكل امتدادا قوميا ومروريا وامتدادا اسلاميا ودينيا واعتقد انه يوجد تشابه في هذه المسائل وذلك ممن لا يتعظ من الدرس الموجود ولا يقرأ المشهد قراءة صحيحة اعتقد انه يذهب بالاردن الى مستنقع العنف من حيث انه يدري او لا يدري ويجب التركيز على الخطاب على مساحات التوافق والابتعاد عن المناكفة والتكفير والتخوين والذهاب الى البناء والمنافسة يجب ان تكون بالبناء والخدمة وتقديم ما هو افضل وما هو احسن وللاسف نرى البعض يريد ان يظهر قوته من خلال ضعف خصمه وهو اسلوب سياسي ليس شريفا ولا نظيفا وليس منتجا.