الشاهد تلتقي القائم باعمال النقيب

95% من موظفي الدولة يعملون باجسادهم لا بعقولهم

مشكلة القطاع العام انه لا يتعامل مع القطاع الخاص كشريك

هذا البلد ليس له علاقة بالديمقراطية لذلك لن ارشح نفسي للانتخابات النيابية

عملي بالنقابة تطوعي ولا اتقاضى عليه اي اجر

الشاهد-ربى العطار

عاش طفولته في بلدة الصريح وتربى هناك حتى انهى دراسة الثانوية العامة وسافر بعدها الي يوغسلافيا سابقا عام 1978 ليباشر دراسة الجامعة ونجح في الحصول على شهادة الصيدلة، وعاد بعدها الى الاردن ليباشر عمله وتولي عدة مناصب في وزارة الصحة وكان اخرها مساعد الامين العام، تم تعيينه مؤخرا نائب لرئيس اللجنة المشتركة المسؤولة عن تسيير اعمال نقابة الصيادلة بعد حل مجلس النقابة لاستقالة ستة من اعضاء المجلس، انه الصيدلي اسماعيل السعدي القائم حاليا باعمال النقيب في نقابة الصيادلة، وفيما يلي نص المقابلة التي اجرتها الشاهد معه للتعرف على عدة امور خاصة بعمله وحياته ولتسليط الضوء على المشاكل التي تعاني منها نقابة الصيادلة.

* نود في البداية التعرف على عائلتك؟

- متزوج وزوجتي صيدلانية وكانت ضمن الستة الذين استقالوا من مجلس النقابة السابق، ولدي ولد وخمس بنات، الولد اكبرهم درس في بريطانيا هندسة معمارية ويعمل الان هناك ابنتي الاولى طبيبة تتخصص الان في امريكا ومتزوجة والثانية صيدلانية تعمل في شركة ادوية سعودية في عمان والثالثة مهندسة درست في الجامعة الامريكية في بيروت وحصلت علي ماجستير في ادارة المشاريع من جامعة هارفرد، والرابعة تدرس اقتصاد في الجامعة الاردنية وحصلت علي بعثة تبادل ثقافي بين الجامعة والجامعات الامريكية لانها الاولى على الدفعة وستذهب فصل دراسي بتمويل من امريكا والخامسة تدرس ماجستير في الجامعة الالمانية، فلم يحصل اولادي علي اي منحة من الاردن بل حصلوا على منح من امركيا ومن الجامعة الامريكية في بيروت، وكنت ديمقراطيا مع ابنائي فدرسوا ما يرغبون بدراسته ولم اجبرهم على اي تخصص.

* من هو قدوتك في الحياة؟

- لا يوجد شخص معين اعتبره قدوتي، فالحياة تتغير والظروف تختلف.

* هل هناك قرار اتخذته وندمت عليه؟

- اتأنى كثيرا وافكر كثيرا ولا اخذ قراري الا بعد تفكير فلا اتسرع حتى لا اندم

* ايهما اكثر انتصاراتك ام هزائمك؟

- انتصاراتي اكثر وانا سعيد بما انا عليه الان وبما وصلت اليه ولا ينقصني شيء.

* لو اتيحت لك الفرصة لاعادة كتابة تاريخك هل تكتبه بكافة تفاصيله؟

- افكر حاليا بهذا الامر لكن هناك ا لكثير من الاشخاص الذين اساؤوا يل لم اعد اتذكرهم، واذكر قبل فترة التقيت باكثر شخص اساء لي في حياتي خلال حضوري احد الحفلات ورحبت به وجلس بجانبي، فانا لدي قناعة بان اي انسان يسيء لا بد ان يحاسبه الله.

* هل تعاني من اصدقاء المصالح؟

- لدي مبدأ ان من يسيء لك احسن له واحيانا كنت اسمع من يشتمني ولا اشعره اني سمعت ولا اكترث ثم يرجع لي ويعتذر ويشعر بتأنيب الضمير ويعتذر عما بدر منه.

* الا تشعر ان اصدقاءك يستغلون تسامحك احيانا؟

- الانسان العاقل يفهم من يستغله ومن لا يستغله

* هل تحاسب نفسك في نهاية اليوم لتعرف اين اخطأت واين اصبت؟

- عملت في وزارة الصحة ثلاثين عاما ولم اكن ارد طلب اي شخص واذكر عندماكنت مساعد امين عام للشؤون المالية والادارية طلب مني احد الاشخاص ان احل مشكلة كان يواجهها ولم استطع ان احلها واعتذرت منه وفي نفس اليوم عندما ذهبت للنوم حلمت بالحل وفي اليوم التالي اتصلت بصاحب العلاقة واخبرته بالحل، فاي انسان اذا اراد ان ينجح بوظيفة عليه ان يعطيها ال 24 ساعة حتى وهو نائم عليه ان يفكر بالعمل، وكنت اقول ان 95% من موظفي الدولة موجودين في عملهم جسما وليس عقلا وهنا الكارثة لذلك لا نشهد التطور المنشود في القطاع الحكومي.

* هل تضطر احيانا للجوء للكذب الابيض؟

- عودت نفسي ان الكذب غير موجود بحياتي فحبل الكذب قصير لذلك من الافصل ان يكون الانسان واضح ولا مانع من مجاملات بسيطة. * هواياتك؟ - احب المشي وامشي يوميا اكثر من 2 كيلو واذهب لشراء الخبز مشيا كما احب الاهتمام بحديقة المنزل.

* موقف غريب تعرضت له خلال عملك؟

- لا اذكر موقفا غريبا تعرضت له فانا استوعب الجميع ولدي مبدأ ان المواطن بسيط اذا عاملته بشكل جيد ومحترم وخلال عملي في الوزارة لم اتعرض لمشكلة مع احد، لكن مشكلة القطاع العام انه لا يتعامل مع القطاع الخاص كشريك ومن الاسباب التي جعلت احد الوزراء يقاعدني اني اسهل معاملات القطاع الخاص فكان يحب ان اعقد الامور واذل المواطن من وجهة نظرهم، فمشكلتنا في الامة العربية اننا عندما نعرف حل المشكلة لا نوجه من يبحث عن الحل بشكل صحيح.

* هل سترشح نفسك للانتخابات النيابية المقبلة؟

- ترشحت في عام 2010 ولم يحالفني الحظ لذلك لن اعيد هذه التجربة رغم محاولات ابناء منطقتي في الصريح فانا مقتنع ان هذا البلد ليس له علاقة بالديمقراطية.

* الى اين وصلت مشكلة نقابة الصيادلة ومتى ستجرى الانتخابات؟

- بعد ان حل المجلس السابق لاستقالة ستة من اعضاء المجلس شكلت الحكومة لجنة لادارة شؤون النقابة لحين عقد الانتخابات ورئيس اللجنة يجب ان يكون من وزارة الصحة وهو عطوفة امين عام وزارة الصحة وانا نائب من القطاع الخاص كما تحوي هذه اللجة على عضوين من وزارة الصحة واربعة اعضاء من القطاع الخاص، وبعد حل المجلس تم تعديل القانون فاصبحت مدة المجلس ثلاث سنوات بدل سنتين وتغيرت تركيبة اعضاء المجلس فكان المجلس يحوي اربعة صيادلة اصحاب صيدليات وثلاثة موظفين، وثلاثة للمستودعات واصبح على القانون الجديد اربعة صيادلة واربعة موظفين واثنين للمستودعات.

وكان هناك حيرة هل ستكون الانخابات تكميلية على النظام القديم او الجديد وهل ستكون لدورة جديدة وحدث هناك خلاف ثم قال ديوان التشريع انها ستكون دورة كاملة وستجرى بشهر 5 واعلنا عن انتخابات في هذه السنة وكل شيء كان جاهزا وتفاجأنا بان قام بعض المترشحين بالطعن باخرين بانهم لا يحق لهم الترشح ثم بعثنا مرة اخرى قبل اسبوعين تقريبا لديوان تفسير القوانين للبت النهائي بالموضوع فهو لم يكن واضحا ونحن الان بانتظار ردهم فاذا كانت تكميلية ستكون لغاية شهر 5 واذا كانت كاملة ستبقي ل 3 سنوات واذا كانت تكميلية يترتب عليها ان بعض الصيادلة لا يحق لهم الترشح لانهم كانوا قبل دورة فيجب ان يكون بين الترشح والاخر دورة كاملة، ونحن الان نقوم بدورنا في ادارة النقابة لكننا لسنا متشبثين بالموقع.

* الممكن ان ترشح نفسك لانتخابات نقابة الصيادلة؟

- لا افكر بالترشح لا الآن ولا مستقبلا لذلك انا اعمل بحيادية ولا علاقة لي بالانتخابات، وللاسف اعضاء الهيئة العامة المهتمين والذين يريدون انتخابات هم اعداد قليلة.

* هل المماطلة بالانتخابات مقصودة؟

- المشكلة بالصيادلة هم الذين شوشوا على بعضهم البعض وهم من استقالوا، الدولة لم تقل لهم استقيلوا وزوجتي كانت عضوا بملجس النقابة الذي استقال ولم تشاورني حتى بالاستقالة هم استقالوا لخلافهم مع النقيب، والقانون يسمح للدولة بتشكيل لجنة لادارة النقابة والادارة اي مؤسسة،و لكن نحن كلجنة لا يوجد لنا اي هدف ونحن مع الديمقراطية وندير انتخابات فيها عدالة وان تعطى الفرصة للجميع بالمشاركة.

* اهم الانجازات التي قدمتموها كلجنة للنقابة؟

- بتاريخ 8/6/2016 استلمت اللجنة المشتركة لنقابة الصيادلة مهامها الموكلة اليها من قبل دولة رئيس الوزراء بعد ان قدم (6) من اعضاء مجلس النقابة استقالتهم من عضوية مجلس النقابة عدد اعضاء نقابة الصيادلة حاليا ما يقارب 18570 صيدلي ومن اهم الاعمال التي قامت بها اللجن. تحسين خدمات التأمين الصحي للصيادلة حيث تم رفع سقوف التأمين الصحي للصيادلة داخل وخارج المستشفى مع الحفاظ على نفس رسوم التأمين الصحي والتخفيف على الصيادلة والتقليل من مشقة تسديد الالتزامات المالية المستحقة عليهم تجاه النقابة من خلال استحداث خدمة الدفع الالكتروني من خلال مختلف البنوك في العالم (فواتيركم)، الانتهاء من افراز ارض ناعور و البالغ مساحتها الاجمالية (59,980) وبعدد قطع (75) قطعة وقد تم تشكيل لجنة لمتابعة فتح الطرق والشوارع لهذه القطع.

رأيك بالمشاكل التي تحدث لبعض الصيدليات الكبرى التي تمثل مجموعات والتشكيك بعدم قانونية البعض وان هناك قضايا غسيل اموال وتم تحويلها لمكافحة الفساد؟

- القانون يسمح بعمل هذه المجموعات وقد حسنت من مظهر الصيدليات ومن طريقة التعامل ونأمل ان تكون كافة الصيدليات بهذا المستوى وبهذا الترتيب فيجب ان ترتقي الصيدليات حتى تكون خدماتها افضل، وبلا شك رأس المال هو المسيطر في البلد ليس فقط بالصيدليات بل بكل شيء فقد اصبح منافسا لا يرحم وهناك بعض الصيدليات تضررت، لكن نحن كنقابة غير مسؤولين من اين تأتي اموالهم فهذا الامر من اختصاص مكافحة الفساد والبنك المركزي فليس لدينا طريقة لمعرفة هل هذه الاموال مشروعة ام لا والى الان لم يثبت عليهم شيء وكان حجز تحفظي على اموال احدى المجموعات في البنوك لكنها صيدليات ما زالت تعمل.

* كيف تتصرفون كنقابة مع الصيدليات التي تسمح لغير الصيادلة بالعمل بها والبيع؟

- يجب ان تفتح الصيدلية باسم صيدلي اما من يقوم بالتفتيش هي وزارة الصحة وكذلك المؤسسة العامة للغذاء والدواء هم الذين يتأكدون من وجود الصيدلية او اي مخالفة داخل الصيدلية واذا وجدت مخالفة ترسل لنا ونقوم بدورنا بعمل مجلس تأديبي ونتخذ فيه الاجراء المناسب حسب نوع المخالفة.

* ماذا تتأمل بالايام القادمة؟

- اتأمل ان تجرى انتخابات نقابة الصيادلة دون ان يشوبها اي مشاكل ولولا حبي لمهنتي لما قبلت ان اتواجد في هذا المكان فانا اعمل كمتطوع ولا اتقاضى اي شيء من هذا العمل.

* لمن توجه رسالتك عبر الشاهد؟

- اوجه رسالتي للصيادلة بان يحبوا نقابتهم وان يتفاعلوا معها وينتخبوا ولا يكونوا سلبيين لانها مستقبلهم فعليهم المشاركة بكثافة حتى يخرجوا مجلسا قادرا على تحمل المسؤولية.