الشاهد -
نوره جلال: مطلقة وتعيش مع ابنائها الثلاثة في غرفة واحدة
نعمة عبدالله: منزلها مهدد بالسقوط في اي لحظة
الشاهد-خالد خشرم
كثيرة هي المآسي والهموم والنكبات التي تعيشها بعض الاسر المستورة من فقر وبطالة ومرض والقائمة تطول ولكن المؤلم والمحزن انه اذا فقدت وانعدمت الاساسيات للنخوة ونصرة الملهوف والمستغيث والفقير والمريض فعلى الدنيا السلام. الشاهد طرقت ابوابا لعائلات مستورة وهذه العائلات تعاني المرض والعوز قصصهم تحرك الحجر قبل البشر لنضعها على طاولة المسؤولين والمعنيين في وزارة التنمية الاجتماعية. الحالة الاولى
الحاجة نعمة عبدالله ارملة وتعيش لوحدها في المنزل، ولا يوجد لديها معيل يستر حالها ويخرجها من المأزق التي تعيش فيه. تقول الحاجة نعمة للشاهد انها تعيش في منزل غير صالح للسكن او المعيشة ومهدد بالهدم في اي لحظة في منطقة جاوا، حيث تعيش بين الفقر والجوع والحرمان دون وجود اي معيل يساعدهم، ويساندهم في المنزل.
اضافت تقول ان فواتير الكهرباء تراكمت عليها ووصلت قيمتها الى ( 800) دينار ولا امتلك فلسا واحدا من هذا المبلغ حيث ان التيار الكهربائي مهدد بالانقطاع في اي وقت بسبب تراكم الفواتير التي لا استطيع سدادها ولا امتلك قرشا واحدا من هذه القيمة، حيث ان الفقر اغلق جميع الابواب في وجهي، بالاضافة الى ان فواتير المياه تراكمت ووصلت الى (500) دينار، حيث ان سلطة المياه قامت بقطع المياه عن منزلي بسبب تراكم هذه الفواتير التي لا امتلك منها فلسا واحدا، حيث ان وضعي وصل الى خط الفقر امام الحرمان والمعاناة والفقر الذي اعيشه لوحدي. الحاجة نعمة تقول بان اولادي لا يقومون بزيارتي ولا يعلمون شيئا عن الوضع المأساوي الذي اعيشه لوحدي في المنزل، حيث ان فقدان المعيل سبب رئيسي لوصولي الى هذا الوضع الصعب الذي اعيشه بعيدا عن الاولاد حيث انني كنت احصل مبلغ من المعونة الوطنية وهو (42) دينارا، الا ان المعونة الوطنية قامت باقتطاعه عليّ بعد ان علمت ان احد من ابنائي يعمل في القطاع الحكومي لذلك قطعته عليّ فالمبلغ الذي كنت اخذه من المعونة الوطنية كنت اسدد به جزءا من فواتير المياه وفواتير الكهرباء، فبعد الاقتطاع اصبحت لا امتلك شيئا من الاموال استر به وضعي المأساوي الذي يرافقني كل يوم. حيث ان ابني الكبير تركني لوحدي ولم يكلف نفسه بان يسأل عني ويطمئن عني، حيث انه خرج من المنزل ولم اعرف عنه شيئا، ليطمئن قلبي عليه، فبعد وفاة زوجي ورحيله عنا تساقطت علينا الهموم والمشاكل والمعاناة بالاضافة الى الوضع المأساوي الذي اعيشه في المنزل لوحدي دون وجود اي معيل يساعدني او يرأف لحالتي الميؤوس منها التي ترافقني كل يوم. فبعد سبعين عاما من عمري لا اريد سوى السترة والقدرة على العبادة والطاعة واعادة المعونة لي. فاتمنى من اهل الرحمة والشفقة بان ينظروا الى حالتي ومد يد العون والمساعدة لي، هذا كل ما اتمناه.
الحالة الثانية
الشاهد بدورها زارت السيدة نوره جلال وهي سيدة مطلقة تبلغ من العمر (34) عاما حيث لديها ثلاثة اطفال اكبرهم سبع سنوات، تقول نوره للشاهد انها تعيش في غرفة واحدة بجانب المطبخ والحمام وتدفع اجرة هذه الغرفة 80 دينارا شهريا، اضافت تقول بانها تعيش هذه الحالة الصعبة من اجل ابنائي الثلاثة والحفاظ عليهم من الضياع بدون وجود معيل يساندهم ويساعدهم في المنزل، تقول نوره بانها شربت كأس المرار والعذاب من طليقها الذي حرمها من كل شيء حيث انني عشت معه 13 عاما ولم ار فترة هذه السنوات السعادة او الفرحة او الحياة فكل ما رأيته هو العذاب والفقر والحرمان، فجاهدت كثيرا وكثيرا بان اصلحه ويعود الى صوابه لكن لا جدوى من ذلك فالوضع كما هو لم يتغير ولم يصوب فبقي العذاب يرافقنا اينما ذهبنا، فبعد الطلاق طلبت منه ان يدفع النفقة في نهاية كل شهر لاعيل به ابنائي واستر عليهم واحتضنهم فرفض ان يدفع النفقة الشهرية فقمت برفع قضايا كثيرة عليه من اجل الحصول على نفقة لكن لا جدوى من ذلك فقمت بسجنه واحتسبت امري لله. فالله وحده قادر على يأخذ حقي وحق ابنائي، خوفا من ان يضيعوا في هذه الحياة، تقول السيدة نوره بانها ذهبت للمعونة الوطنية من اجل الحصول على معونة، الا انها رفضت وقالت لي نحن لا نعطي النفقة للمطلقات اللواتي اعمارهن اقل من اربعين عاما وكررت زيارتي الى المعونة الوطنية لابلغهم قصة طلاقي واشرح لهم عن حالتي المأساوية والصعبة التي اعيشها انا وابنائي لكن كأنك تتحدث مع نفسك ولا توجد آذان صاغية تسمعك وترأف على حالتك، فبعد ان شاهد صاحب المنزل الوضع المحرج الذي امر به شعر معي وساعدني ورفض ان يأخذ مني قيمة الايجار الشهرية التي ادفعها للسكن في هذه الغرفة انا وابنائي، فقام بوضعي في هذه الغرفة دون ان يأخذ شيئا مني. فسبحانه وحده هو قادر على كل شيء حيث انني دخلت حياة الفقر والحرمان منذ دخولي للحياة الزوجية، حيث لم اعلم يوما من الايام ان وضعي سيكون بهذا الشكل المأساوي الذي اعيشه الان حيث انني لم اتذكر يوما من الايام انني عشت في سعادة وابتسامة، حيث ان والدي فارقا الحياة واشقائي يعيشون لوحدهم ولم اعلم عنهم شيئا. فاتمنى من اهل الخير مساعدتي والوقوف معي والرأفة لحالتي التي اعيشها بجانب الحياة المأساوية التي اعيشها انا وابنائي.