المحامي موسى سمحان الشيخ
الديمغرافيا الفلسطينية - القنبلة الموقوته - تماما كالكفاح المسلح الفلسطيني ككل فعل صمود وتمكين تخشاه دولة العدو، وفي مواجهة ذلك تعمل دولة الكيان الغاصب ضمن استراتجيات متعددة على استئصال كل ما هو فلسطيني فتدفع بقضية الهجرة الفلسطينية من الضفة الغربية او القطاع بقوة منقطعة النظير او قل بنفس حرصها على استقدام يهود من شتى بقاع الدنيا، الاستعمار الاحلالي هكذا نظرة بسيطة على ممارسات دولة الاحتلال بهذا الصدد وحده مقترنا ببقية الممارسات الصهيونية المعروفة يشير الي ان اكثر من 400 الف فلسطيني اجبروا غالبا وفي العقود الاخيرة علي ترك فلسطين كمهاجرين. اليوم تشهد الضفة الغربية وتحديدا منطقتي القدس وبت لحم تشهدان هجرة نشطة باتجاه امريكا وحتى امريكا الجنوبية كفنزويلا مثلا، يجري الامر على قدم وساق بتشجيع قوى ومنظمات صهيونية وبتعاون مباشر من السفارة الامريكية اعني القنصلية اياها في الشيخ جراح، كمثال حسي واحد احد الشباب في قرية ريمون برام الله يقول بل يصرخ تخرجنا من الثانوية العامة 44 طالب لم يبقى سوى اربعة علي ارض القرية المنكوبة و40 رحلوا ضيوفا في بلاد العم سام. وفي المنافي الاخرى التي تعج بالفلسطينيين المقهورين. للانصاف فان اسبابا عديدة تدفع الفلسطينيين للهجرة ووجود الاحتلال بممارساته العنصرية على رأسها، ولكن عدم وجود عمل، والمشاكل الامنية والحواجز والسجون كاحدى تداعيات الاحتلال وقلة الراتب وجد عمل كلها عوامل تدفع بالهجرة القسرية ومن يبغي المزيد يجد ذلك واضحا في عدة دورات عبرية وليس عربية تتحدث عن التفنن في (كيف تجعل الفلسطيني مهاجرا). الهجرة على قدم وساق افراغ الارض - الشباب تحديدا - معادل موضوعي لابتلاع فلسطين ومركز الاحصائيات الفلسطينية يتدحث في استطلاع اخير عن حقائق مؤلمة حيث ان 45% من سكان قطاع غزة الصامد والتي تبلغ فيه نسبة الفقر والبطالة قرابة 70% يرغبون في مغادرة قطاع غزة سيما خلال فترات الحروب وابان مرارة الحصار المفروض عبريا وعربيا عليها. كما تشير الاحصائية ذاتها الى ان 40% تدفع قلة فرض العمل والجوع للهجرة بينما 23% وفقا للاحصائية ذاتها لم يعودوا قادرين على تحمل قسوة الاحتلال ووحشيته وبطشه، وهناك قرابة 10% يشكون تغول السلطة وغياب الحياة الديمقراطية، فلسطين تضيع والعرب يخلقون في حروبهم الطائفية في كل يوم فلسطين اخرى.