زاوية المحامي موسى سمحان الشيخ
كل شجرة زيتون في الدنيا لها أهل، إلا في فلسطين المبتلاه بأسوأ إستعمار إستيطاني عنصري، بين الصهاينة والزيتون عداوة تاريخية نادرة الوجود في قاموس الثورات التحريرية كل يوم، بل كل ساعة ودقيقة تعمد قطعان المستوطنين محميين بجنود دولة العدو المدججة بالسلاح والقهر والحقد يعمد هؤلاء ليس إلى جني المحصول الزيتوني الذي ينتظره الفلاح الفلسطيني المعدم والمنسي من قبل قومه العرب وحتى الفلسطينين الرسميين، نقول فينتظر بقدوم موسم قطاف الزيتون بفارغ الصبر فيأتي هؤلاء فيقتلعون الشجر من جذوره ويذهبون بالثمر بعد أن ينكلوا بفلاحي وفلاحات فلسطين المعذبين والذين لا بواكي لهم على وجه البسيطة، مأساة تتكرر كل يوم يأخذ فيها الزيتون الروماني القديم والزيتون المزروع الغذائي الحقيقي الذي يؤمن بتحرير فلسطين وبحق العودة حقا وصدقا، هذا الحقد على الزيتون الأخضر لا يعادله إلا إصرار الصهاينة على إستئصال الزعتر، نعم الزعتر من الجبل الفلسطيني والأرض الفلسطينية، حينما لم تفلح حل أساليب إقتلاع الفلسطيني من أرضه من إعتقال وتخريب وجدار عال وإستطيان مستمر وطرق التفافية وتجريد من كل مقومات الحياة حينما لم يفلح ذلك كله ولن يفلح فالأرض في مكانها والتاريخ شاهد، بعد مصادرة الأرض جاء جنون إقتلاع الزيتون أحد مصادر عيش الفلسطيني المستلب، إلا أن الفلسطيني ـ ورزقه على الله ـ مصمم على البقاء على ما تبقى من أرضه، فالزيتون رمز وأي رمز للأرض المقدسة رمز سلام ومحبة، من يعدم الزيتون، من يسرق عرق الفلسطيني، من يثكل به ويدفع به إلى حافة الموت، من يفعل ذلك كله هل سيذوق يوما زعتر فلسطيني وزيتون فلسطيني وزيتها؟؟، هل سيكون له متسع في أرض تلفظ الغزاة كما تلفظ وسخ أقدامها، ومن كل مواطن الشتات يأتي الفلسطيني المشرد ليحتفل بموسم الزيتون..