الشاهد -
بعد فشلهم في تشكيل قوائمهم تحولوا نحو الطرق التقليدية
كتب عبدالله العظم
الحركات السياسية والاحزاب وعلى رأسها الاسلاميون واليساريون بدأت تتعامل في تطبيقها لقانون الانتخابات بذات الطريقة التي تعاملت معها قوائم المرشحين الغير منظمين سياسيا وحزبيا، وعلى طريقة الصوت الواحد، التي يفترض ان يطهرها القانون الحالي بصيغته تعددية الاصوات. قالاسلاميون اتجهوا في ملء قوائمهم مؤخرا نحو تنويع قوائمهم من قوميين وعشائريين وغيرهم، لدعم من يتصدر القائمة ويقصد فرز مرشح واحد من كل قائمة على الاقل، وليس كما كان متوقعا منهم في ان يسود قوائمهم من ذات الحزب والجبهة او ائتلافهم مع قوى حزبية اخرى مثل التقارب السلوكي الديني والمعني به الوسط الاسلامي بل ذهب الاسلاميون والمنشقون الى الابعد من ذلك اذ شكلوا بعض القوائم لدعم اشخاص لا ينتمون لحركتهم اخذين بعين الاعتبار مبدأ التقارب ومثال ذلك تشكيلهم لقائمة يتصدرها نقيب المحامين الاسبق صالح العرموطي والي سبق وان كانوا سببا في تصدره للنقابة عند رشحه للمحامين. وفي سياق الانقلاب الذاتي والذي لم تتمكن فيه الاحزاب والقوى والائتلافات من استغلال القانون والذي وضع على اسس ورواسي حزبية سياسية فقد لجأت كل الحركات المتواجدة على الساحة من اسلاميين ويساريين وقوميين وليبراليين وغيرهم الى الاستجداء بالعشيرة من خلال مرشحيها واصبح الخطاب العشائري في مقدمة آليات استقطاب الناخبين حيث طرح مرشحو الاحزاب والحركات انفسهم امام حشد من عشائرهم وبذات الطريقة التقليدية في حين ان هذه الفئات سبق وان هاجمت قوانين الانتخابات السابقة ووصفتها بقوانين العشيرة. ولان القانون وجد اصلا لتحفيز العمل الحزبي وتنميتها سياسيا ولان القانون جاء متقدما كثيرا عن بيئة المجتمع بكامل اطيافه والعودة به الى مربع الصفر من القوى الحزبية السياسية فانه لا يحمل اي مؤشر من مؤشرات ذلك من خلال التطبيق الواضح ومن خلال استخدامه بطريقة الصوت الواحد، والمشاكل والصعوبات التي تواجه المرشحين في تشكيلهم للقوائم لاكبر دليل على ان القانون بكل جمالياته وقوته وانفراده عن باقي القوانين التي سلفت باننا ما زلنا نراوح مكاننا.