الشاهد -
د.عصام الغزاوي
"أنا دخيلك" "داخل على الله ثم عليك" ... "فكني من ولاد عمي ودهم يذبحوني" ... ما أن سمع المرحوم عارف الخلايلة ( أبو عون ) هذه الكلمات من الرجل الملهوف الذي دخل عليه محله هارباً ومستجيراً من أبناء عمومته الذين يطاردونه بعد مشاجرة فيما بينهم، فما كان منه وهو إبن قبيلة عربية أصيلة ما زالت تحافظ على العادات والتقاليد العربية الأصيلة إلا قبول دخالته " ووقف بينه وبين أبناء عمومة الدخيل قائلاً "هذا دخيلي ولن أسمح لأحد أن يقربه " ... أمام هذا الموقف الرجولي الشهم ترك القتلة إبن عمهم ولكنهم وقبل آذان المغرب بربع ساعه عاد ما يقارب 15 شاب منهم ... مستنكرين ومتهجمين على المرحوم عارف لقبوله دخالة إبن عمهم ... وبعد أن أحسوا أن المرحوم عارف ينوي المقاومة ... أطلقوا عليه رصاصة الغدر وقاموا بالهروب من المنطقه ...
لقد إستشهد عارف الخلايلة صائماً بسبب شهامته ورجولته وأصالته ونخوته ، في منع القاتل من النيل من دخيله والمستجير به من جيرانه ..وللعلم فإنه وقبل حوالي الشهرين توفي جاره ( والد القاتل ) فقام عارف رحمه الله بالتبرع بكامل تجهيزات بيت العزاء من صيوانات وكراسي وغيرها لوجه الله تعالى بدون مقابل كون لديه محل تأجير هذه المستلزمات واعتبرها من حق وحسن الجوار. قبيلة بني حسن كل يوم تقدم نموذجا في التضحية والفداء والبطولة..بالامس زفت الشهيد راشد الزيود وبعدها شهداء مخابرات البقعه لؤي الزيود وأحمد الحراحشة واليوم زفت إلى مثواه الآخير المرحوم عارف الخلايلة الذي دفع حياته ثمن قبوله دخالة الدخيل، هذا هو قدرنا نحن الأردنيون نفدي الوطن بلا استعراض ونموت لأجل الكرامة !! رحم الله شهدائنا ورزقهم عليين!!