بقلم عارف العتيبي

التقيتها في صحراء الحرية، وكانت صبية ذكية .. عربية، واسمها حرية منسية وبلا هوية. سألت الصبية ببراءة واستحياء ورجاء، عن وحدتها في الخلاء وعلى ارض قفراء في باحة صحراء. قالت بنت خير الجهاد: ابتعدت عن ارباب الفساد والجبناء والعملاء والدخلاء، والوسطاء الذين سرقوا الغذاء والدواء، والذين اكلوا حقوق الايتام والفقراء وارواح الشهداء الابرياء. قلت لها: يا ابنة العدالة والحق والعطاء والبهاء والضياء .. يا شقيقة المجاهدين والمناضلين الشرفاء الاوفياء .. يا ام النصر والفخر والاقوياء الاتقياء .. (نحن لانرث الارض من الاباء، بل نستعيرها من الابناء، لنعيدها اليهم بالجهد والوفاء، وبكل العزيمة والايمان والاباء). قالت الحرية السليبة: لم اجد للقيم والمجد حمية وطنية ولا قومية، بل رأيت رموزا للنكبة .. همجية رجعية وثنية، وارباب فساد ورعاة وصولية، شللية انتهازية وقبلية، ولصوص زادوا المديونية والعثرات الاقتصادية. قلت للحرية اليتيمة: نعم لقد باعوا البلاد بلا انتماء لانهم في الاصل غرباء قطعوا الصفاء والضياء، وساروا مع الشيطان على درب الفناء، وغلفوا البلية بالثناء والعناق وحفلات الغداء والعشاء.