الشاهد -
الشاهد - نظيرة السيد
تصوير تركي السيلاوي
انقضاء الايام العشرة الاوائل من شهر رمضان قامت الشاهد بجولة ميدانية على عدة اماكن رصدت فيها انطباعات وآراء اصحاب المحلات والاطعمة والمشروبات المميزة في هذا الشهر الفضيل والذين اكدوا بدورهم ان المواطن مقبل على شراء كافة مستلزمات الشهر رغم ارتفاع اسعار بعضها وحالة الركود الاقتصادي الذي يعاني منه البلد.
محل قطايف
صاحب محل قطايف في وسط البلد قال للشاهد انه يعمد الى تحضير هذه المادة منذ الصباح لان القبال عليها وان كان قليلا في الساعات الاولى الا انه يزداد ساعة بعد اخرى ولا يكون هناك متسع للوقت حتى (ليحك رأسه) كما قال وانه ورغم تحديد سعر الكيلو بدينار واحد الا ان بعض المواطنين يتذمرون من السعر ونحن في بعض الاحيان نتغاضى اذا لم يكن المبلغ كاملا ونعرف صاحب الحاجة وهناك طاولة وضعت خصيصا لمن لا يملك الثمن فما عليه الا ان يأخذ حاجته والله سبحانه بيننا وهو كفيل بالعباد.
مشروبات رمضانية
التمر الهندي يحتل المرتبة الاولى في الاقبال ومن ثم يأتي الليمون والخروب والجلاب والسوس الذي يشتريه قلة قليلة وهم كبار السن الذين اعتادوا عليه سابقا اما الشباب فيبدوا انهم لا يستسيغون طعمه.
احد البائعين قال للشاهد ان هذه المشروبات تباع في محلهم طيلة العام لكنها تلقى اقبال لا مثيل له في رمضان والكل يحرص على تواجدها فوق مائدته وهي جزء من طقوس الشهر الفضيل ونحن بدورنا نحاول ان نقدمها بشكل لائق ونظيف لنحافظ على السلامة العامة وصحة المواطن ونظافة البيئة، ونهيب بالجميع عدم شرائها من على جنبات الطرقات فهي غالبا ما تكون ملوثة ومياهها غير نظيفة ولا يعرف مصدرها.
محلات الحلويات
اكثر الحلويات التي تلقى اقبالا في رمضان بعد القطايف بالطبع هي الكنافة وغالبا ما يأتي المواطنون لتناولها في المحل ويعتبرون ذلك جزءا من طقوسهم الرمضانية التي تطول لياليها حتى ساعات السحور فاننا نعمل طوال الليل نقدم الخدمة لكل مواطن وهذه فرصتنا في تحقيق ربح يعوضنا عن الركود الذي نعاني منه طوال العام.
محلات الالبسة والزينة
الحركة في الاسواق بعد الافطار وصلاة التراويح تزداد من ساعة الى اخرى والمحلات التجارية من ملابس واكسسوارات وادوات زينة تفتح ابوابها طوال الليل تستقطب المواطنين الذين يأتون لشراء حاجاتهم للتحضير المسبق لعيد الفطر السعيد وهم بذلك يعتقدون ان الاسعار ترتفع في الايام الاخيرة من رمضان ويريدون ان ينتهزوا الفترة للشراء بسعر اقل بقليل وتوفير مبلغ مهما كان بسيطا.
قهوة ومكسرات وشيكولاته
اصنافها معروضة امامك تشتهيها وتدفعك دفعا الى شرائها فالوانها الزاهية احيانا تجعلك تتغاضى ولو قليلا عن محتواها فهي بمتناول يد المواطن العادي ورب الاسرة الذي تقع على عاتقه واجبات عائلية وعيديات وهدايا واحيانا كثيرة يستبدلها بعلب من الشكولاته وكيس من المكسرات يحمله لعائلته او اقاربه حتى لا يدخل عليهم ويده فارغة في هذا العيد.
اما رائحة القهوة فانها تزكم الانوف وتجعلك تشتهيها وتتمنى ان تحصل على فنجان قهوة تعدل به مزاجك وانت تتجول في السوق مما يدفعك دفعا الى شراء كمية منها حتى تشفي غليلك عندما تعود الى المنزل ناهيك عن انها رمز لعاداتنا وتقاليدنا الرمضانية وايام العيد فلا يكاد يخلو بيت من دلة قهوة سادة وفناجين مزكرشة تستمتع وانت تحتسي القهوة من خلالها.
زينة ومظاهر شعبية
اما التغييرات التي احدثتها امانة عمان في وسط البلد من زينة ونوافير جعلت المواطن يبتهج ويقبل على التجوال في قلب عمان، فهي تريح النفس وتهدأ الاعصاب وتعيدك الى ذكريات جميلة عاشتها وتعيشها قاع المدينة مما يؤكد انها الاساس في كل شيء ومهما تعددت وسائل الراحة والاستجمام يبقى لوسط عمان طعم ونكهة لا يمكن ان يفهمها او يحس بها الا من يرتادها.