د.نضال العزب
يقول الله تعالى تحيتهم فيها سلام ... حيتني وقالت: بونجوروا ... لم أجبها واطرقت وفكرت في أمة بلا هوية، سيما وأن الوالدة والوالد سلطيان وامهما سلطيتان وابوهما من وادي الاكراد في السلط الحبيبة ... لم اجبها وهل من التهذيب ان لا ارد على التحية بأحسن منها؟ ... ولأقول لها »بون جورات« سعادتك.. لكني خفت ان تستمر اللعبة وننتقل للهاي والهايات ... والباي والبايات .. فيعتقلني اهلي في السلط .. منذ دخولي للكمالية .. على مشارف مدينتي العتيقة.. تذكرت حينها وفي احد فنادق عمان، وعند الغداء، كيف نظر الي بروفيسور بريطاني - وهو يفتح علبة الطعام - محملقا »تكاد عيناه تخرجان من حجاجهما« والحجاج حفرة العين العظمية.. فهمت نظرته، فهو آت - عبر البحار - للعاصمة العربية لا ليتغدى هامبورغر مع لحسة مايونيز ولا لكي يأكل »كيك« افطره منذ الولادة .. وزهقه.. رحل للعاصمة العربية لا لكي يستقبله موظف الاستقبال بملابس فرنسية وبطربوش فرنسي وبلهجة عجماء غير متقنة ومكسرة ويا ليتها صحيحة... رحل الرجل البالغ من العمر الثمانين كي يجد بلدا وهوية وفكرا وسلوكا ومروءة.. ام رحل كي يشاهد سروالا ساحلا ومشطبا وشعرا منكوشا ... إنها نعم اسئلة الهوية وملامح الهوية ومقدماتها .. التي يجب أن نعبر بها عن ذواتنا المسلوبة ... وقبل ان يقول لي قائل ما بالك يا رجل؟؟ الناس يذبحون وأنت مشغول بهذه القضية لاجيب ان مسألة الهوية هي مسألة الوطن والتعبير عن الذات الحقيقية والتمسك الاصيل بها مظهرا وشكلا ومضمونا يجعل المقابل يحترمك ويهابك لا العكس ... فما الذي يضير اكبر محاضر لو ارتدى زيه الوطني وعبر بلغته الحقيقية وترك للمترجم عمله، تماما كما يفعل الالمان حين لا يتنازلون عن لغتهم ويضطرون من يدخل ارضهم ان يعلم أنه على الارض الالمانية ... وامبراطورة اليابان تفعل الشيء عينه وتستقبل الكبير والاكبر بلباسها .. ولا يضير ذلك صناعة الكمبيوترات .. فها نحن أمة بلا هوية فلنجرب الاعتزاز الوطني والقومي ولنر من يحترم العالم...!!