علي القيسي
المتابع للأعلام والصحافة والفن قبل رمضان يصاب بالدهشة بسبب الاهتمام غير المبرر في استقبال هذا الشهر الفضيل .
هذا الامر يحدث كل عام هالة من الاعلام الدعائي تسبق وتزامن وتواكب رمضان ، وكأن هذا الشهر الفضيل فضاء واسعا للتسويق والترويج للمواد التموينية والاستهلاكية التي تقول للمواطن المؤمن الصائم هذا هو شهر الشهوات والغرائز والاكل والتخمة.
اختزلوا رمضان فقط بالبطن والتخمة وليس في العبادة والتقرب الى الله في هذا الشهر الذي من صامه ايمانا واحتسابا غفر له ودخل الجنة .
ايضا ما يثير الدهشة والامتعاظ والغضب المسلسلات التلفزيونية الهابطة التي تغزو فضاء رمضان الرحماني الروحاني ..برامج ومسلسلات طبخت وانتجت واخرجت على عجل بهدف المادة اولا ..والهاء الناس عن عبادتهم ثانيا. نشاهد في فضائيات عربية المسلسلات والبرامج والمسابقات التي تؤدي غرض ورسالة ترويجية ودعائية لاصحابها بغض النظر عن مضمون ومحتوى وجودة هذه الترهات والابتذالات التي تسيء لاذواق وعقول المشاهدين . ترى اين النصوص الرصينة التي تبعث في هذا المجتمع القيم الاخلاقية والدينية . اين المسلسلات الاسلامية ذات الرسالة الهادفة الى بث مشاعر الرحمة والتسامح والمحبة والسلام الذي يتخلق به ديننا الحنيف . للاسف رمضان اصبح لدى بعض الناس سوقا واسعا وجاذبا لكل مايشوه الشهر الكريم ويفسد قدسيته ومكانته عند المؤمنيين المسلميين . ثمة مسلسلات يجب ايقافها لمدى تفاهتها وابتذالها وسخافتها وذلك في محطات تلفزيونية عربية كثيرة وليس فقط حلقات رمزي جلال التي لاتدل على شيء ولاتحمل معنى ولا رسالة الا رسالة العنف والخوف والرعب والمبالغة في تحميل الامور اكثر من ان تتحمله وتسيء الى الكثير من المبادىء والقيم الانسانية الاجتماعية .