الشاهد -
عمره 23 عاما ومن يراه يعتقد انه طفل في الخامسة
والده: 40 ديناراماذا تفعل يا صندوق المعونة؟
الشاهد-خالد خشرم
كان عمره اشهر عندما اصطحبته والدته لاعطائه المطعوم الخاص بمرض شلل الاطفال في المركز الصحي التابع لوكالة الغوث، وبعدان تلقى المطعوم وعادت به والدته الي البيت بدأت علامات الضعف وارتفاع درجة الحرارة تظهر عليه وماهي الا ساعات وفقد الطفل (آنذاك) علي محمد حسن وعيه وقام والده بارساله الي اقرب طبيب خاص في المنطقة التي يسكن بها وقدم له العلاج ولكن دون اجراء اي فحوصات لمعرفة سبب ارتفاع الحرارة وزيادة الشحنات في جسده وبدأت حالته تزداد سوءا الي ان اخذ يفقد الوعي عدة مرات عندما قام والده بمراجعة مستشفى البشير (لأنه غير مؤمن صحيا) ليكتشف الاطباء بان هناك ضمور بالعضلات بسبب حقنة التطعيم التي اعطيت له في المركز الصحي التابع للوكالة، وبدأت حالته تسوء يوما بعد يوم وذويه يحاولان من مستشفى لآخر دون فائدة، وقد اقعده المرض في المنزل طوال مرحلة الطفولة وها هو الان شابا في عمر ال 23 عاما وهو على هذه الحال ومنظره يوحي بانه طفل عمره خمس سنوات يرقد على فراشه دون حراك.
والد علي
والده تحدث للشاهد عن الاسباب التي ادت الى مرض ابنه وقال ان خطأ طبيا دفع ابني بسببه الثمن غاليا وها هو يرقد على فراشه امامنا ولا نستطيع ان نفعل له شيئا حتى اننا عاجزون عن تأمين مستلزماته من علاج وفوط وانا لا املك شيئا في جيبي لانني مريض ولا اقوى على العمل، وكنت اتلقى معونة من صندوق المعونة الوطنية قيمتها 40 دينارا بسبب حالة ابني علي لكنهم قطعوها عني لانني احمل رخصة سوق عمومي وانا لا استفيد منها بسبب المرض لكن الادارة في الصندوق لم تقتنع بذلك وقطعت المعونة، فانا اعاني من السكري والضغط واجريت عملية فتح شريان للقلب وايضا والدة علي هدها التعب ومرض ابنها امامها لا تقدر ان تفعل له شيئا واصيبت بمرض الصرع وهي الان تعاني من نوبات متكررة وبحاجة الى مراقبة وعلاج (وقد تسببت في حرق منزلنا في احدى النوبات التي اصابتها) وانا لا استطيع ان افعل شيئا وهما امامي ابني وزوجتي اراهما يتعذبون ولا اقدر على فعل شيئا.
اهل الخير
بعض اهل الخير الذين يقدمون المساعدات لهذه العائلة قالوا للشاهد انهم استغربوا تصرف والدته عندما زاروا علي في منزلهم بعد ان تهجمت عليهم ولكنها عندما افاقت من نوبتها عادت واعتذرت لهم، وعندما عرفنا حالتها والتشنجات التي تصيبها ونوبات الصرع اشفقنا على هذه الاسرة وحاولنا تقديم المساعدة قدر الامكان لكن الامر يحتاج الى دخل شهري منتظم وعلاج متواصل لهذه الاسرة التي ابتلاها الله سبحانه وتعالى ومبلغ 40 دينارا لا يساوي شيئا (كيف اذا تم قطعه؟) فاين التنمية الاجتماعية والمعونة الوطنية من كل ذلك لان هذه الاسرة هي احوج ما يكون للمساعدة ومن يرى منزلهم يشفق على حالهم والمنظر العام والحالة يرثى لها فلا يكفيهم المرض بل ان الفقر والعجز والحاجة حول حياتهم الى جحيم وهذه ارادة الله لكن الرحمة موجودة ولا بد ان يكون هناك اناس يقدمون له المساعدة لكن ليس باستمرار ووضعهم يتطلب حلا من المسؤولين في وزارة التنمية وصندوق المعونة الوطنية وخاصة في هذا الشهر الفضيل، شهر الخيرات الذي تكثر فيه العطايا والهبات له ليس لمن لا يستحق ونترك اناس هدهم المرض وجوعهم ضيق ذات اليد والسبب خطأ طبي لم يتحمل مرتكبيه نتائجه.