الشاهد -
عطر الوطن الشيخ مصطفى العدوان..
كتب : محمود كريشان
تمر علينا الذكرى الرابعة والعشرين لرحيل فقيد الوطن والرياضة الاردنية المرحوم الشيخ مصطفى ماجد العدوان احد ابرز الشخصيات الوطنية والرياضية التي تفانت بالعطاء الهادف والاسهام بوضع مداميك مؤثرة في البناء الشبابي والرياضي. ففي العشرين من شهر ايار عام (1992) غادرنا الشيخ العدوان يانعا ، شامخا ، شهما ، واردنيا (فوق العادة) بالانتماء والصدق ، حيث عرفه الناس هنا رجل موقف ومبدأ ، لا يتراجع عن الحق ولا يخشى فيه لومة لائم. كان (رحمه الله) مثل سوار يزين معصم الفيصلي والرياضة في بلدنا ، مؤكدا في كل موقف بأنه رجل الخير في بلد البركة ، يقدم خدماته لجميع الرياضيين ، ويعطف على من كبا بهم حظهم ، ومن هم بحاجة للمساعدة ، مجسدا حقيقة المخلصين للقيم والمبادئ ، حريصا كل الحرص على الروح الرياضية التي لا تفسدها المنافسة الشريفة ، متسلحا بالزعامة في قلوب الجميع ، للدرجة التي جعلت (نظرة) واحدة منه تكون كفيلة بجعل الجماهير تلتزم بالتشجيع المغلف بالروح الرياضية مستجيبة لنظراته الثاقبة. مصطفى (الشيخ) الذي ورث الزعامة قيادة وخلقا وكرما وتعففا ، كسيف اردني مشع براق لامع في ساحة الوطن وميادينه، مهيبا وفي عيونه بريق عز.. وفي طباعه حدة نسر.. وبصدره قلب عطوف نابض بالشفقة.. وزنده كف مفتوح.. كريما كسابا وهابا. مصطفى العدوان.. الشيخ ابن الشيخ.. المتواضع بلا ضعف ، والقوي بلا عنف.. هو العزوة عند الضيق ، وتقرأ في ملامحه تعقل الشيوخ وحماس الشباب.. الكاظم للغيظ.. الوادع.. المتعفف بصورة ستبقى مشعة مشرقة في سفر الوطن. مصطفى (الشيخ) غادرنا تاركا في قلوب محبيه لوعة تلطفها ذكراه العطرة وبصمات خيره..وهذا هو الفيصلي يواصل مسيرة الشموخ برئاسة شقيقه الوفي الشيخ سلطان العدوان.. ورحم الله مصطفى رحمة واسعة بقدر نواياه الناصعة ومحبة الناس له.. ومن دفتر الشاعر (حيدر محمود) نقرأ: ما زال قلبك الكبير نابضا بالحب ، والطيبة والحنان وفيصليك الأثير ما يزال فارس الميدان. شرح صورة. مصطفى العدوان مقال كريشان الملعون أبوها..!/ محمود كريشان .. رغم انه (تمأسس) على ادبيات (رسمية) ومرجعيات (قبلية) .. الا ان (عقيل) ومع مرور الهزائم، وتوالي الجراح الغائرة، في صميم تضحياته، قرر عدم الرضوخ للواقع المؤلم، بأن يغرد خارج السرب!!. وفي تلك الامسية العمانية في (الكت كات) خرج (عقيل) عن صبره وصمته وقال على الملأ: لقد نهبوا البلد، وسطو على ثرواتها، حتى التي في باطن الارض، ووضعوا اياديهم على كبرى الوظائف وارفع المناصب، واستباحوا المال العام .. جهارا نهارا!! في تلك الاثناء.. استغرق (عقيل) بالتفكير طويلا، بوجه البلد الجديد، بأرق رسم معالمه واضحا حدق بالمشهد اكثر، وكيف ان احد كبار الفاسدين واللصوص، (يسرح) و (يمرح) في لندن، متمتعا بالمال المنهوب من ثرى الجنوب .. وقس على ذلك، هكذا قال (عقيل) في قرارة نفسه!!.. وامام تلك الافكار المشحونة، والكلام الساخن، تدارك (عقيل) الامر، وتذكر اطفاله وزغب الحواصل وراتبه الحكومي، مستذكرا حكمته المشهورة: (لا تأمن للملعون ابوها .. الايام)!! وبحسه الأمني، ومهارته في تخريج وتهريب المعاني .. قال (عقيل) وعلى الملأ ايضا: نحن جميعا للوظيفة الحكومية .. تابعون وفي جيب الحكومة كلنا .. قابعون لذلك لا نخرج عن النص ولن نغرد خارج السرب!.. عقيل.. تمكن بدهائه من استدراك ما فاض من وهم! خاصة عندما لمح شخصا بملامح بدوية يجلس بمحاذاة طاولة (عقيل) المعهودة، وكان يراقب الوضع عن كثب.. فجأة ومن دون سابق انذار، نهض (البدوي) وعلى رأي القاعدة الانجليزية (ارفع قبعتي) اجلالا .. رفع البدوي (عقاله) من فوق (شماغه الاحمر) تبجيلا لـ (عقيل) على ذكائه...!!