الشاهد -
اثناء انقلابهم على ذاتهم في التصويت على صندوق الاستثمار الخاص
الشاهد-عبدالله العظم
يبدو ان مجلس النواب ما زال يصر على تراجعه امام الشارع في القرارات التي يتخذها تحت القبة وانصياعه التام للحكومة على مدار السنوات الماضية التي شهدناها من ممارسات ومناقشات وخطابات رنانة مظاهر دعائية. فالمجلس المترنح والمتردد دائما لم يفلح مؤخرا وهو علي ابواب الرحيل في تسجيل موقف امام الرأي العام لا وبل بقي حاله بالرغم ان معظم اعضائه يهيئون انفسهم لانتخابات قادمة على امل العودة لمقاعدهم. ففي جلستهم الاخيرة من الدورة الجارية سجل النواب اخفاقا اضافيا امام الرأي العام في عودتهم عن قرارات كادت ان ترفع من اسهمهم امام ناخبيهم، حيث صوت المجلس اثناء الجلسة الاولى (صباحية الاحد الماضي) على مقترحين احداهما من عبدالكريم الدغمي في اضافة مادة على قانون صندوق الاستثمار الاردني الخاص لاجبار الشركات المستثمرة في الصندوق بفتح باب العمالة للاردنيين بنسبة لا تقل 75% وحظي المقترح بالنجاح باغلبية الحضور كما ووافق المجلس على مقترح النائب رولى الحروب في استثناء الشركات الاسرائيلية من اعمال الصندوق او المشاركة في استثماراته ولكن ما ان انتهى النواب من تناول الغداء والعودة الى الجلسة المسائىة الثانية ذهبت قراراتهم ادراج الرياح في انقلاب المجلس علي ذاته، حيث حطت على منصة رئاسة المجلس مذكرة موقعة من خمسة وعشرين نائبا يطالبون فيها اعادة التصويت على المواد المذكورة وبحسب النظام الداخلي فقد اعيد التصويت والغيت القرارات بناء على تصويت الاغلبية اذ رفض النواب فتح باب تشغيل وتوظيف الاردنيين على ارضهم ضمن مشاريع الاستثمار المدرجة على القانون ومنها في قطاع النقل بشبكة سكك الحديد والبنى التحتية والمدينة الترويحية الجبيهة المعطلة والخط الناقل للنفط من السعودية ومشروع الربط الكهربائي مع المملكة السعودية ومشروع مصفاة البترول ومواقع التخزين ومشروع مدينة خادم الحرمين الشريفين واية مشاريع اضافية يوافق عليها مجلس الوزراء بناء على تنسيب من المجلس بالاتفاق مع الشركة. واثناء التصويت على اعادة مقترح الحروب والغاء استثناء اسرائيل من المشاريع الاستثمارية تعارك النواب بين مؤيد ومعارض في تبادل عبارات الاتهام والطعن بالانتماء، حيث احتج النائب يحيى السعودي على اعضاء لجنة فلسطين التي يترأسها للوقوف ضد مقترح الحروب وافشاله وممثلي المخيمات ومن بينهم ردينة العطي وقصي الدميسي ومحمد الحجوج الدوايمة ووجه السعود اللوم بحديثه المعتاد للنواب المعنيين الذين خصهم بلجنته وكذلك لامت الحروب الفئة نفسها من النواب في شكواها امام النائب خليل عطية ومحمد القطاطشة فور انتهاء الجلسة الهامة في قولها ان ثلثي الذين وقفوا ضد مقترحي من النواب الفلسطينيين ومن ضمن الملاسنات والطعن في انتماء النواب قال السعود تحت القبة موجها كلامه للعطي في قوله انت من لجنة فلسطين ولا تنتمي لفلسطين وبادرته العطي بالرد في قولها انا فلسطينية اكثر منك وبلاش مزاودات وبدناش نستثني... ولاحقا ونتيجة لردرد فعل النواب عبر صفحاتهم على الفيس بوك فمن جانبها كتبت النائب نجاح العزة (في الوقت الذي عدنا فيه من فلسطين وقد رأينا ما رأيناه من الم وحسرة وخاصة عند زيارتنا الاخيرة لاسر الشهداء يصوت مجلس النواب على السماح لاستثمارات الكيان الصهيوني في الاردن من خلال قانون الصناديق السيادية .. اللهم اشهد انني قد حاولت وخاب ظني). كما وكتب النائب بسام البطوش قائلا: الحمد لله يا رب .. قد تكون اخر كلمات لي تحت القبة هي التي كانت في جلسة مساء اليوم ضد العدو والتطبيع معه .. يا رب لك الحمد.