حمد الحجاوي
الجزء الثاني: ولعلنا ان نتفق على ان ظاهرة التنمر خطيرة جدا، وتعد من اسوأ ظواهر العنف حيث انها تسبب اوجاعا نحن في غنى عنها، بكون كل منا لديه ما يكفيه وربما يزيد عن طاقته هموما واوجاعا لا يحسد عليها، لذلك نرى ان الاسلام منذ ان صدرت الرسالة المحمدية لخاتم واشرف الرسل انصف الانثى فمنحها الحرية الكاملة من وأد البنات والرق والعبودية بالاضافة تبيين كامل حقوقها، بينما كاد ان يصبح ظاهرة عكس ذلك لبعدنا عن الدين وتعاليمه السمحة، فقد ادى الى فقداننا حسن التعاون والتراحم والحنان بين الناس، واصبح الغالبية الكبرى يقول: اللهم نفسي، لأن هذا افقدنا دور الوالدين والاهتمام بالابناء وخلق نظام اسري ديمقراطي عكسي المتابعة وكأنها اصبحت ليست مهمة اساسية من مسؤولية الوالدين حيث اننا نتطلع ونقلد المجتمعات الغربية، ولا يهمنا عمل المرأة في غير المكان المناسب وبهذا نقلنا الحياة من بسيطة الى معقدة، وايدنا قضية التهجير التي تتمناها الغالبية الكبرى من الوطن او من القرية الى خارجها خلف لقمة العيش كمااننا تعلقنا في المفهوم الخاطىء لباعدوا النكاح، مماادت هذه الامور الى فرض دور المربية (الخادمة)، كما تحدثني طبيبة اختصاص صدرية وتقول: عندي ولد عمره ما يقارب الثلاث سنوات لا يقبلني ولا يقبل والده بينما يقبل الخادمة، ومن الظواهر المؤذية ايضا عندما نعود انا وزوجي الى البيت يجلس كل واحد منا على كنبة ونتابع على اجهزتنا الخلوية ما نشتهي، ومن الصعب التحدث معا وفيما اذا اراد احد منا ان يحتسي فنجان قهوة او كوب شاي يكلف الخادمة بتجهيزه واحضاره له، ولكنني اعترف اذا اراد ان يشبع نفسه جنسيا يبدأ وينتهي وكأن لا احد يعيش مع الآخر، وهذا سبب رئيس ان يتم الطلاق لابسط الاسباب، وان كان فهو ليس نهاية المطاف، لذلك بدوري ارشد الى اتباع نقاط هامة للترابط الاسري ومنها العودة الى النبع والحب الاسري حيث ان الاسرة نواة المجتمع وحل المشاكل ضمن نطاق الاسرة ونداء الآباء والامهات للابناء ليرفقوا بالوالدين احسانا وفي الاتحاد قوة والزوجة الصالحة هي الاساس، ودليل ذلك ما قاله الشعراء في حق الام والاب. الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق اذا كان رب البيت للطبل ضاربا فشيمة اهل البيت كلهم الرقص ولا بد لنا ان نبعد عن التنمر كي لا نقع في فخ العنف الاسري والتفكك الاسري وكيف تتعاملين مع ابنائك، وكم ذكرت كرم الله الانثى بمنحها الحرية الكاملة، وأد البنات والرق والعبودية، وكرم الله الانثى بانه انزل فيها سورة النساء ولا يوجد سورة للرجال وسيدتنا مريم العذراء عندما ارادت وضع سيدنا عيسى عليه السلام قال الله في كتابه العزيز (وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي واشربي) و(كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها زرقها، قال لها من اين لك هذا، قالت: من عند الله) لذلك لا بد من التوبة الصادقة، قال تعالى (وتوبوا الى الله جميعا لعلكم تفلحون) آية المؤمنون و(استغفروا ربكم ثم توبوا اليه) وعلينا ان نتحمل ونصبر لاننا مستهدفون وقد غزانا الفكر الغربي واخذنا منه ما هو ضدنا وضد مصلحتنا وقذفنا ما هو صالح ان كان هنالك فيه امرا صالحا، فعلينا بالصبر وقال تعالى (يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) و(انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب) وهذا يتم بالصدق حيث قال تعالى (فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم) والتقوى وقال تعالى (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله والغنى) رواه مسلم ولا بد في ذلك من الاستقامة قال تعالى (فاستقم كما امرت) (ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) فينشأ من ذلك الامر بالمعروف قال تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) وتعظيم حرمات المسلمين وبيان حقهم قال تعالى (من قتل نفسا بغير نفس او فسادا في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا) والصدقات عن ابي مسعود البدري رضي الله عنه، عن النبي عليه السلام قال (اذا انفق الرجل على اهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة) متفق عليه، وتابعوني في الجزء الثالث يا رعاكم الله.