المحامي موسى سمحان الشيخ
الرهان الرسمي الفلسطيني على الاجتماع الدولي الذي سيعقد في باريس في نهاية آيار لاحياء عملية السلام رهان في غير محله ويبقي السلطة الفلسطينية امام خيار الباب المغلق، امام خيار عبثية التفاوض ولا جدواه، ولعل السلطة تدرك قبل غيرها ان الاستمرار في الاستجداء الدولي والمراهنة على معادلات غير موجودة على ارض الواقع، الامر الذي يؤكد وباستمرار ان الخاسر الوحيد هو الشعب الفلسطيني والا فما معنى تضاعف الاستيطان مئات المرات في فترة وجيزة ووصول عدد المستوطنين في الضفة الغربية الى قرابة نصف مليون مستوطن ونهب اكثر من 60% من اراضي الضفة الغربية بفعل المصادرات اليومية والهدم والطرق الالتفافية، هذا مع تهويد مدينة القدس بالكامل تقريبا شهية نتنياهو المفتوحة تماما لابتلاع الجولان كما اعلن مؤخرا بان الجولان خط احمر هل ستخفف عن الاجهاز عن البشر والحجر في مملكتي يهودا والسامرة على حد وصفه؟ مؤتمر باريس والذي ستشارك فيه 20 دولة بالاضافة للامم المتحدة والاتحاد الاوروبي سيكون ملهاة جديدة، سيكون فرصة مدفوعة الثمن تماما في استمرار دولة العدو الصهيوني في اكمال مخططها التوسعي ودفن اوسلو سيئة الصيت والسمعة، اتفاقية العار الفلسطيني دفنها في التراب دون الصلاة عليها، فاسرائيل كدولة فوق القانون لم تؤمن يوما بحل الدولتين على علاته، ايؤمن بحل الدولتين من يعذب ويحتجز اكثر من 400 طفل فلسطيني وبعضهم دون الثامنة ومن يحتجز 60 امرأة ويضع في سجونه اكثر من 7200 سجين في معتقلاته، اليس هذا هو السراب بعينه، فلماذا الاصرار على المضي في التفاوض، ولماذا الاصرار على التنسيق الامني المقدس؟ عراب المبادرة الفرنسية ذاتها يؤكد وحرفيا (ان الاطراف متباعدة اكثر من اي وقت مضى ثم يردف - لاحظ التناقض - بانه لا يوجد حل آخر سوى اقامة الدولتين) اتحلم باريس وهو تدعو مجددا لاحياء المبادرة العربية لعام 2002 التي رفضتها دولة العدو جملة وتفصيلا؟ لدى السلطة الفلسطينية اوراق كثيرة، اوراق حقيقية وجادة عدا مسخرة التفاوض وطرق الابواب الموصدة واعطاء الفرصة تلو الاخرى للعدو لاستلاب كل شيء، لديها الانتفاضة التي تبشر بفجر جديد في حال دعمها او رفع يد التآمر عنها، لديها ثقافة المقاومة وتطوير ادائها وتوظيفها توظيفا حقيقيا، الا تشكل غزة نموذجا بصمودها في ثلاثة حروب رغم الحصار الظالم والاطباق عليها من كل الجهات، لدى السلطة شعب لم يترجل وعلى استعداد لتقديم التضحيات؟ فهل نحزم امرنا؟