الشاهد -
في حوار شامل وموسع تحدث فيه عن واقع المدينة والاماكن السياحية
الازايدة: ليست لدينا بطالة وشبابنا لا يريد ان يعمل
نخدم الاماكن السياحية ونتمنى تعاون المجتمع المحلي معنا
نعاني من تزمت المقاولين وعدم التزامهم
لدينا 800 موظف والفائض اكثر مما نحتاج
الشاهد-نظيره السيد
تصوير - محمد الفاعوري
تعاني مدينة مادبا والمناطق المحيطة بها من عدة مشاكل، خاصة بعد الاكتظاظ السكاني وزيادة عدد القاطنين بهذه المدينة من وافدين ولاجئين وممن قصدوا المدينة للعمل بها والاستفادة من كونها مدينة سياحية تحيط بها معالم سياحية ودينية تلقى اقبالا واعجابا من مختلف السياح ومن يتبعون لكافة الاديان، هذا الامر جعل المدينة محط اهتمام ولفت لها الانظار مما يتطلب المتابعة وتحسين كافة الخدمات المقدمة والتي كانت في السابق محط انتقادات ومطالبات من السكان بضرورة توفير كافة الخدمات التي يحتاجونها في حياتهم اليومية والغير متوفر بالقدر الكافي الذي يتطلبه وضع المدينة وما لها من مكانة وحققت شهرة واسعة على الصعيد العالمي مما جعل مسؤولية خدمتها والعناية بها مضاعفة اسوة بالمدن الاخرى التي هي في مكانتها.
اهالي المنطقة
الشاهد واثناء متابعتها لشكاوي بعض اهالي المنطقة ومشاهدتها لواقع هذه المدينة والمعالم السياحية التي تقع ضمنها او قريبة منها وجدت ان هناك الكثير من السلبيات الخاصة بالمدينة والمناطق التابعة لها. حيث قال المواطنون ان البلدية تحاول القيام بواجبها تجاه المدينة لكن هناك الكثير من الخدمات التي تحتاجها وهي غير متوفرة لنا وطالما طالبنا المسؤولين بزيارتنا وتفقد اوضاع المدينة الا انهم غالبا ما يمرون من هنا لزيارة الاماكن السياحية ولا يلتفتون لوضعنا او يهمهم العمل على تنمية المجتمع المحلي لمدينة مادبا والمناطق التابعة لها.
رئيس البلدية
كل ما قاله المواطنون وتفاصيل شكواهم وضعتها الشاهد على طاولة رئيس البلدية المحامي مصطفى المعايعة الازايدة والذي بدوره اجاب باسهاب على استفساراتنا وشرح الاسباب التي ادت الى وجود هذه المشاكل والمعاناة التي تتكبدها البلدية للسيطرة على الوضع بعد التغييرات التي طرأت على المدينة في السنوات الاخيرة وقال انه وبالرغم من ان البلدية غير مسؤولة مباشرة عن المعالم السياحية المحيطة الا انها تقوم بواجبها تجاهها ايضا وتقدم لها الخدمات وكل ما يحتاجه وتحاول قدر الامكان التعاون مع المجتمع المحلي في هذه المناطق مشيرا الى انه وبعد ترأسه للبلدية بدأ يسعى هو وكادره الوظيفي للنهوض بالمدينة ومحاولة توفير كافة الخدمات اللازمة وحل المشاكل العالقة (الى حد ما). موازنة البلدية
في البداية شرح الازايدة الى موارد البلدية والتي من الرسوم والضرائب التي يدفعها المواطن عن طيب خاطر ونحن نلمس مدى تعاون المواطن في دفع الرسوم قبل الغرامات وقال انه ومنذ استلامه لمهامه عام 2013 كانت الميزانية بحدود 4 مليون دينار اما الآن فهي تفوق ال 10 ملايين وهذا بدعم من معالي الوزير الذي يحاول النهوض بالبلديات ويعمل على تقديم خدمات كافية للمواطنين (كونه كان رئيس بلدية سابق ويعرف حاجة البلديات) وقد طلب من الحكومة رفع قيمة المحروقات الى 160 مليون دينار وهذا ادى الى زيادة نسبة البلدية وادى الى النهوض بالموازنات مع زيادة نسبة التحصيل من المواطن.
التعيينات
اما من الناحية الادارية والجهاز الوظيفي في البلدية قال الازايدة انه يفوق ال 800 موظف وهذا العدد اتخم ميزانية البلدية ولكنه ناتج عن تعيينات عشوائية كانت تتم في السابق ونحن نحاول قدر الامكان تقليص العدد او تحويل الفائض حسب النواقص والمواقع التي تتطلبها حاجة البلدية.
النظافة
فيما يتعلق بعمال النظافة هناك عمال يعملون على مدار الساعة من خلال ثلاث شفتات الاول من الساعة السابعة صباحا الى الواحدة والثاني حتى السابعة مساء والثالثة من العاشرة الى الثالثة صباحا الا ان البلدية تعاني من نقص في عمال النظافة رغم اننا فتحنا باب التعيين وهناك شواغر لعمال وطن اردنيين الا انه لم يتقدم لنا سوى (50) عامل اردني وهناك عزوف من الاردنيين الشباب عن العمل في هذه المهنة ونحن نمنح العامل الاردني راتب يصل الى 300 دينار بفارق 100 دينار عن الوافد للتشجيع والدعم والحد من البطالة التي يعاني منها الشباب. سياسة الباب المفتوح
واشار الازايدة الى آلية التعامل مع المواطن وقال انه يعمل الى سياسة الباب المفتوح وان لا يكون هناك حاجز بينه وبين المواطن وهو يعرف كل المشاكل التي يعاني منها لانه في العمل البلدي منذ 23 سنة وكان مستشارا قانونيا في الوزارة وهذا جعل لديه مخزون خبرة وتجربة تؤهله لايجاد حلول لكل القضايا والمشاكل ومحاولة السيطرة على الوضع وخدمة المواطن بشكل افضل.
الاكتظاظ السكاني
وحول زيادة عدد سكان المدينة في السنوات الاخيرة ولجوء اكثر من 30 الف سوري اليها ناهيك عن الوافدين المصريين والعراقيين اي بمعنى اخر ان هناك اكثر من 50 الف من الاخوان العرب موجودون في المدينة وهذا عبء على الموازنة وعلى جهاز التنظيفات والخدمات الذي لم يعد يقدر على خدمة كل هؤلاء والاكتظاظ الحاصل في المدينة.
البطالة
اما عن مشكلة البطالة والتي نحن دائمو الحديث عنها قال اننا وحسب اطلاعي وتعاملي مع الشباب لا تعاني من البطالة، بل من عزوف الشباب الاردني عن العمل كما الوافد العربي وقد حاولت انا شخصيا توفير وظائف لاردنيين للعمل في المطاعم والمخابز والفنادق ومحطات الوقود وعمال نفايات لكنهم لم يلتزموا ولم يحافظوا على لقمة عيشهم، يتغيبون عن العمل ويعطلونه مما يجعل رب العمل يلجأ للعامل الوافد. من هنا اقول ان البطالة التي نتحدث عنها نحن من اوجدها بالترفع عن العمل والالتفات الى صغائر الامور وعدم معرفة الشباب اين تكون مصلحتهم ومصدر رزقهم.
الاماكن السياحية
وعن الخدمات التي تقدمها البلدية للسياح وافتقار بعض الاماكن السياحية الى الكثير من المرافق والخدمات قال الازايدة ان الاماكن السياحية هي هوية مادبا ومرت بها الحضارات القديمة جميعها وبها ثلاثة اماكن حج مسيحي جبل نيبو، المغطس، مكاور يرتادها السواح من خارج وداخل المملكة والسياحة الداخلية تشكل ما نسبته 30% اما الخارجية فهي مسوقة جيدا باماكنها السياحية وبها الكثير من المرافق وفنادق الخمس نجوم ونحن نحاول تقديم افضل خدمة للسائح الاجنبي على اعتبار انه ضيف ونسمع شكواه ورأيه في الخدمات التي تقدم له، ونحن وعلى الرغم من ان الكثير من المعالم السياحية القريبة خارج حدود البلدية وخدماتها ليست على البلدية، لكن وعلى اعتبار انه واجب وطني وله مردرد على البلدية نقدم الخدمات ونحاول التعاون مع المجتمع المحلي والمطاعم والفنادق المحيطة (رغم رفض البعض) لتقديم كافة الخدمات ونشر عمال وآليات في العطل والمناسبات التي يكثر فيها السياح نوزع عليها الاكياس لجمع النفايات وعدم تركها في المنطقة كذلك بعد العطل نقوم بالاشراف على هذه الاماكن وننظفها وتهيئتها لاستقبال افواج سياحية ومتنزهين اخرين.
حفر ومطبات
وحول عدم صلاحية بعض الطرق المؤدية الى هذه الاماكن الموجودة داخل قصبة مادبا قال الازايدة ان البلدية تعاني من المشاريع التي ينفذها المقاولون وخاصة مشاريع سلطة المياه، حيث ان المقاول وعند الانتهاء من اي مشروع يترك مخلفاته ويرحل ويتركنا نعاني من الحفريات التي ادت الى تهالك الشوارع واصبحت (كالرقعة بالثوب ليست مثل اصله) تنعكس على عملنا الذي هو في الاصل عمل المتعهد الذي يجب ان يعيد الوضع الى ما هو عليه الا اننا وجدنا ان بعض المقاولين متنفذين ولا يهمهم احد ولطالما قدمنا شكوى عليهم امام المحافظ لاجبارهم على تصليح الاخطاء التي ارتكبوها او دفع غرامة نتيجة ما تسببوا به من اضرار.
شبكة المياه
كما قلت سابقا فان كل هذه الحفر التي ينفذها المقاول تتعلق باعطال في شبكات المياه التي فيها حل آني للمشكلة وليس الجذري لان الشبكات معظمها قديم ومهترىء وبحاجة الى صيانة دائمة ومد خطوط جديدة يتطلب موازنة كبيرة تتحملها وزارتي المياه والاشغال العامة وبعدها البلديات.
مستشفى النديم
وعن مدى حاجة المدينة الى مستشفى آخر نظرا للاكتظاظ الذي يشهده مستشفى النديم الحكومي قال الازايدة ان المستشفى الى حد ما يقدم الخدمة الكافية للمواطن وهو مؤهل بالكوادر الطبية والاجهزة ا لا ان الاكتظاظ السكاني الذي بدأنا نعاني منه في السنوات الاخيرة اوجد ضغطا كبيرا على هذا المستشفى وايضا صعوبة المواصلات منه واليه مما دفع البلدية الى العمل فتح شارع من دوار الطيارة الى المستشفى مباشرة حتى نخفف الضغط المروري في المدينة وايضا من الجنوب قمنا بفتح شارع يمكن طلبة الجامعة الامريكية من التنقل من والى جامعتهم دون الدخول الى المدينة والمعاناة من الاكتظاظ والازدحام المروري ولدينا الكثير وهذا جزء من الخطة المرورية التي تنفذها البلدية بالتعاون من المحافظة وادارة السير بتكلفة مقدارهها 300 الف دينار وهي موضع تنفيذ ووجدت ارتياحا كبيرا من اهالي مادبا واصحاب السيارات العمومي والخصوصي. هذا بالاضافة الى الكثير من الخدمات التي تتعلق بشكاوى المواطنين الذين دائما ما نحاول ان نلتقيهم ونسمع شكواهم ونجد حلولا لها قدر المستطاع وضمن الامكانيات.