أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية شايفك حماس …في ثلاثة ساحات .. منها الأردن ؟….كلام...

حماس …في ثلاثة ساحات .. منها الأردن ؟….كلام في القادم الأصعب!

11-02-2025 12:12 PM
الشاهد - الدكتور محمود عواد الدباس.


من يشاهد تعبيرات السجناء الفلسطينيين بعد نقلهم عبر حافلات من السجون الإسرائيلية و يشاهد أيضا الطريقة التي يتم استقبالهم بها في مدن وقرى الضفة الغربية نتيجة لاتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل و حماس . يدرك أن هؤلاء الأسرى وعائلتهم ككل باتوا منحازون إلى حركة حماس . المشهد الذي يتكرر في كل مرة يبدأ المحررون برفع إشارة النصر ثم يلي ذلك تقديم عبارات الشكر للمقاومة و الترحم على شهداء غزة . ماذا يمكن أن نفهم من رؤية تلك المشاهد على المدى القريب . أعتقد أن الأمر لا يحتاج إلى تفكير كثير. وهو أن هؤلاء المحررين مع عائلاتهم هم في صفوف المقاومة بكل تأكيد. في الاستنتاج الأوسع فإن ذلك يعني أن حماس في حالة تمدد داخل الضفة الغربية بعد سيطرتها على غزة رغم كل طروحات ومحاولات استبعادهم من حكمها . يقابل ذلك انحسار في نفوذ ( فتح) داخل الضفة الغربية. عدا أنه لا وجود لها في غزة .

نذهب نحو الساحة الجغرافية الثالثة في تمدد حركة حماس .و هي هنا في الأردن لسببين اثنين اجتماعي و سياسي . السبب الاجتماعي يأتي نتيجة التداخل في التركيبة الاجتماعية بين الأردن و فلسطين .أما السبب السياسي فيتمثل في جماعة الإخوان المسلمين فهي أساس قاعدتهم السياسية في الأردن وخاصة من الأردنيين من الأصول الفلسطينية مع التأكيد أيضا على وجود تأييد سياسي لحماس داخل الأوساط العشائرية الأردنية من الذين يرون في المقاومة حلا وحيدا رغم أنهم ليسوا من الايدلوجيا الإسلامية . مع الإشارة هنا إلى انتهاء الثنائية السياسية التي كانت بين الأردنيين من الأصول الفلسطينية حيث كان يوجد مؤيدون لفتح وآخرون مؤيدون لحماس . لكن في السنوات الأخيرة فقد تمكنت حماس عبر الإخوان المسلمين من ابتلاع قواعد فتح في الأردن . كثيرون تركوا إيمانهم بفتح وذهبوا نحو الأيمان بحركة حماس . ولعل أبرز الأمثلة على ذلك وسأكتفي بذكر مثال واحد. عندما تمكنت قائمة أهل الهمة (اتجاه إسلامي ) في انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية من ابتلاع قاعدة قائمة( العودة ) والتي لم تحصل على أي مقعد واحد في اتحاد طلبة الجامعة الأردنية . وفقا لذلك يمكن القول إن حماس هي هناك في غزة والضفة الغربية وهنا في الأردن . هي هنالك بشكل عسكري وهي هنا بشكل سياسي . هذه التحولات داخل الأردن وعبر استحضار التاريخ البعيد فإنه يمكن القول إن (حماس ) اليوم تعيد تاريخ حركة (فتح ) عندما كانت كبرى التنظيمات الفلسطينية إبان عقدي الستينات و السبعينات من القرن الماضي.

في قراءة القادم . لا أدرى على وجه الدقة إذا كانت حركة حماس تسير نحو إشعال الضفة الغربية أكثر مما هو الآن . خاصة أن قاعدتها داخل الضفة الغربية بأتت اقوى مما كانت عليه قبل طوفان الأقصى في أكتوبر من العام ٢٠١٣ م. بذلك إذا تم إشعال الضفة الغربية إلى درجة الانفجار . يكون السؤال ما هي درجة ردة فعل الطرف الإسرائيلي .هل سيكتفى بما يقوم به اليوم في مخيمات الضفة الغربية .أم أن ردة الفعل ستكون ذات الرد كما تم في غزة . والسؤال الآخر ما هي تداعيات ذلك على أهالي الضفة الغربية ومن ثم ما هي تداعيات ذلك على الأردن ؟. في الإجابة على الأسئلة أعلاه. يمكن القول أنه إذا اشتعلت الضفة الغربية كما اشتعلت غزة سابقا ما بين حماس وإسرائيل .فإن الإجابات المطلوبة تصبح أسئلة جديدة . فهل يفعل الاردن ما فعلته مصر عندما أغلقت معبر (رفح) لمنع النزوح الفلسطيني من غزة .نكرر هل يفعل الاردن ذات الأسلوب و يغلق حدوده لمنع نزوح سكان الضفة الغربية من هناك إلى هنا. أم يفتح الأردن الحدود لدواعي إنسانية وإسلامية وقومية .

ختاما . لمعرفة ماذا سيحدث في الضفة الغربية فإن ذلك يتطلب معرفة ما تنوى حركة (حماس) القيام به هناك والى أي درجة من التصعيد. سواء أن السبب في قيام حماس بذلك التصعيد العسكري داخل الضفة الغربية سيأتي كردة فعل منها على عدوان إسرائيل على أهالي الضفة الغربية أو أن السبب في قيام حماس بذلك هو إعادة تجربة (طوفان الأقصى) وهذه المرة في الضفة الغربية ؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :