د. محمد طالب عبيدات
تشرفت وثلة من الهيئة الادارية لجمعية المركز السعودي لتأهيل وتدريب الكفيفات بزيارة لمكتب صاحب السمو الامير خالد بن فيصل بن عبدالله بن تركي آل سعود سفير المملكة العربية السعودية في المملكة الاردنية الهاشمية، بهدف مناقشة دعم وقفيات مستدامة الدخل للمركز، لغايات إستدامة عطاءه للكفيفات على أرض الله الواسعة.
فالمركز السعودي لتأهيل وتدريب الكفيفات صرح إنساني يتنفس برئتين إحداها سعودية والأخرى أردنية، وهو مثال ونموذج للتشاركية السعودية-الأردنية لتقديم الخدمات المثلى في التعليم والتدريب وبناء الشخصية والصحة النفسية المجانية لفتيات كفيفات من ذوي الإحتياجات الخاصة إبتلاهن ربّ العزّة بفقدان بصرهنّ دون بصيرتهنّ، على سبيل إدماجهن في المجتمع الإنساني وتهيئة البيئة المناسبة لهنّ ليكنّ فاعلات ومبدعات ومعطاءات، والمركز يمثّل قصة نجاح كبيرة بأهدافه ورؤيته ورسالته وإدارته ومدرّساته وطالباته وبرامجه وفعالياته وأنشطته.
ولقد تحدّث سمو الأمير فأسهب الحديث عن تنامي العلاقات الأردنية-السعودية والتي هي متينة وأخوية ووصفها سموه أنها في أوجها حيث هنالك إتفاق وتوافق كامل بين قيادتي البلدين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وهنالك تكاملية وتجذّر للعلاقة التاريخية بين الشعبين الشقيقين على السواء، فالتواصل والإتصال والتنسيق وعلى المستويات كافة بإستمرار لغايات خير البلدين الشقيقين.
والبلدان الشقيقان شركاء في رؤى محاربة التطرف والارهاب وإظهار الصورة الحقيقة للإسلام دون تشويه، وهما يمتلكان رؤى تشاركية للإنضمام في التحالفات الدولية والإسلامية المشتركة لهذه الغاية، وتطلعات البلدين تقول بأننا لن نسمح لأي كان بأن يشوّه الصورة الناصعة البياض لديننا الحنيف، ولن نسمح لخوارج العصر بأن يعيثوا فساداً وإفساداً في الأرض، ولن نسمح لأحد بأن يعبث بعقول شبابنا ومجتمعنا، ولذلك فالرؤى مشتركة والتنسيق مستمر في هذا الصدد.
صاحب السمو السفير على الجانب الإقتصادي يسعى بكل طاقاته لغايات تعزيز الاستثمارات السعودية في الاردن للمساهمة في خلق فرص عمل للأردنيين في الداخل لتمكين الاردن إقتصادياً، وهذا موضوع جلّ مهم لغايات أن يخلق البيئة الإقتصادية الآمنة والداعمة للأمن الإجتماعي والسياسي والعسكري المستقر في بلدنا الحبيب والحمد لله رب العالمين بفضل قيادتنا الهاشمية وجيشنا البطل وأجهزتنا الأمنية الكفؤة ومواطننا الواعي.
وهذه لفته كريمة من سموه يستحق الشكر والثناء عليها لإستشعاره لتحدّي رئيسي ومهم لما يواجهه شبابنا هذه الأيام من شبح البطالة وتضاؤل فرص العمل كنتيجة لضحالة فرص الإستثمار التي تعتبر الحاضنة الرئيسة لخلق فرص العمل وتنمية الإقتصاد الوطني الأردني على سبيل التنافسية والجودة.
وهنالك إشادة وثقة من سموه بالكفاءات والعمالة الاردنية ودورهم في العمل والانتاجية والانجاز في الشقيقة المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي الشقيقة على العموم، فالأردنيون يمتلكون الكفاءة والهمّة والخبرة للمساهمة في بناء ونماء دول الخليج الشقيقة حيث هنالك عشرات الآلاف من العمالة الأردنية المدرّبة والكفؤة والتي ساهمت وما زالت تساهم في إنشاء البنى التحتية والفوقية للأشقاء، والنظرة الرسمية والشعبية عن الأردنيين إيجابية والحمد لله تعالى.
صاحب السمو السفير حقق لمركز الكفيفات وقفية دائمة والحمد لله تعالى من محسنين سعوديين بحيث تحقق دخلا مستداما للمركز لغايات الرواتب وإدامة وصيانة البناء واللوجستيات وحاجات المركز وغيرها، حيث أن المركز بحاجة ماسة لذلك على سبيل خلق إستدامة الدخل وتحسين مدخولات العاملات فيه، وكذلك تحقيق الأهداف والتطلعات التي أنشيء المركز لأجلها، حيث أن هنالك إشادة كبيرة بدور مركز الكفيفات وما يقدمه لخدمة المجتمع المحلي والاقليمي في مجال تأهيل وتدريب الكفيفات والذي بات يشار له بالبنان على مستوى إقليم الشرق الأوسط على السواء.
ولن ننسى الجهود الضخمة والتي تستحق الشكر والتقدير من كل مسلم وعربي والتي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين لغايات إدارة وإستدامة شؤون الحرمين المكي والمدني والتي تستحق الاحترام والشكر ليس من زائريهما فحسب بل من كل المسلمين، فالحمل ثقيل ورغم ذلك أبدعت الشقيقة السعودية في رعاية شؤون الحرمين الشريفين، ونرجو الله مخلصين أن يكون ذلك في ميزان حسناتهم.
ولن يفوتني التعريج على السماحة والتواضع الجم وسعة الافق والاطلاع والصراحة وغزارة المعرفة السياسية والعسكرية والامنية وغيرها من السمات التي يلحظها مجالسو سموه، فنبل صفاته وأخلاقه تجعلنا نحترم الشخص أيّما احترام.
بصراحة العلاقة الاخوية بين قيادتي المملكة العربية السعودية والمملكة الاردنية الهاشمية والشعبين الشقيقين يشار لها بالبنان وهي في أوجها وقمّتها هذه الايام، والشكر للشقيقة السعودية واجب علينا لما يقدمونه من مساعدات ومنح وهبات واستثمارات لغايات دعم إقتصادنا الوطني والمساهمة في تحقيق تطلعاتنا.
وزير الأشغال العامة والاسكان الأسبق