أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية اخبار محلية ما قصة ازمة أطباء الإقامة وسماوي ؟

ما قصة ازمة أطباء الإقامة وسماوي ؟

31-12-2024 01:42 PM
الشاهد - روي الدكتور ممدوح العبادي تجربة مثيرة في حل قضية تخص الأطباء المقيمين في مستشفى الجامعة الأردنية عام 1991 حيث تم تحميل الأطباء تكاليف طعامهم وشرابهم خلال ساعات الدوام الطويلة، وهو ما اعتبره العبادي قرارًا مجحفًا، بصفته نقيب الأطباء.
وأشار العبادي في كتابه السياسي " الأمين" إلى أنه قاد جهودًا لحل المشكلة عبر التفاوض مع إدارة الجامعة، رغم مقاومتهم، وبفضل إصراره على موقف الأطباء، تم إلغاء القرار بعد تدخل رسمي من وزارة الداخلية، ما يُظهر دوره الفعّال في الدفاع عن حقوق الأطباء.

وتاليًا النص كما ورد في كتابه :
" في بداية شهر شباط 1991 ، طلب زيارتي طبيب اسمه رمزي سماوي وهو من الأطباء المقيمين في مستشفى الجامعة الأردنية، ليعرض علي مشكلة نحو 80-100 طبيب من الأطباء المقيمين في المستشفى، في أعقاب إصدار إدارة الجامعة تعميماً بتحميلهم دفع ثمن طعامهم وشرابهم اليومي خلال الدوام الذي يصل إلى 48 ساعة متواصلة، بينما تتحمل المستشفيات العامة والجامعية هذه التكاليف، حسب ما هو معمول به سابقا. فطلب سماوي تدخل النقابة، وكنت أعرف توجهاته الشيوعية لقربي من شقيقه. وللوهلة الأولى، خشيت أن تكون القضية سياسية وليست مطلبية، فسألته أن يحضر في زيارة أخرى ومعه عشرة أو عشرون من زملائه الأطباء المقيمين الاجتماع في النقابة.
وبالفعل، حضر عدد منهم، وبدا عليهم التنوع في التوجهات الفكرية والسياسية، وتبين لي أن قضيتهم مطلبية بحتة.
قلت له: سأقف إلى جانبكم، ومن ثم ها تفت رئيس الجامعة الأردنية آنذاك الدكتور محمود السمرة، فأعرض بدوره عن مناقشة الأمر، وطلب مني محادثة مدير مستشفى الجامعة الدكتور مصلح الطراونة، وهو زميل وصديق حميم لكنني كنت ضد قراره المجحف.
قلت لرئيس الجامعة: «لا يمكن لي أن أتحدث مع مدير المستشفى وهو طبيب وعضو في الهيئة العامة للنقابة، بل الأصل أن تعالج أنت الأمر وتناقشه بصفتك رئيسا للجامعة الأردنية.

اتفقنا على عقد اجتماع في الجامعة في مكتب الرئيس، وحضر الدكتور الطراونة، وخضنا في نقاش مطوّل، وبرّر قراره هذا بأن هناك 10 ملايين دينار ديون على مستشفى الجامعة، وأن الظروف المالية صعبة، فقلت له : هل تعتقد بأننا سنبيع أرض الطراونة لسداد دين المستشفى؟ هذا إجراء معمول به في كل مستشفيات الأردن، هؤلاء الأطباء شباب، وحرام يدفعوا، كلنا عندما كنا مقيمين، طول عمرنا بنوكل وبنشرب مجانا .. طال الحوار، ولم يستجب الدكتور الطراونة، بينما كان رئيس الجامعة يلتزم الصمت، فقررت أن أنهي اللقاء وغادرت.
لاحقاً، أبلغت الدكتور سماوي بأنني سأجتمع بأطباء الإقامة في اليوم التالي، الساعة التاسعة صباحاً عند كفتيريا المستشفى، قبل أن أذهب إلى عيادتي في الزرقاء. تجمع عشرات من الأطباء في صالة الكفتيريا، وقلت لهم بشكل مباشر : أنتم محقون في مطالبكم، وسأعمل على قضيتكم بإخلاص، عليكم أن تثقوا بي وألا تخذلوني. وإذا كنتم مستعدين لخوض المعركة سأكون في المقدمة ولن أتراجع، وأريد أن أطلب طلبا منكم بأن توافقوا بالإجماع على اعتماد مسار النقابة، وبالفعل، طلبت منهم أن يتوقفوا عن العمل من الساعة الثانية عشرة ظهرا إلى الساعة الثانية بعد الظهر باستثناء قسم الطوارئ، وأن يعودوا بعدها إلى العمل كالمعتاد، على أن يبدأوا الإضراب يوم الثلاثاء، وكان يوم اجتماعنا السبت.
غادرت متجها إلى عيادتي في الزرقاء، وبعد ساعات قليلة أخبرتني السكرتيرة بأن شخصاً يطلبني على هاتف العيادة عرف عن نفسه بأنه وزير الداخلية، فتلقيت المكالمة وإذا به سالم مساعدة وزير الداخلية، يقول لي: «يا دكتور ممدوح .. شو هذا الإضراب وما الإضراب اللي بدكم تنفذوه؟»، فشرحت له القضية، وأتبعها بالقول: «على كل حال يا دكتور أمامي تقرير مفصل عن الموضوع، والتقرير يؤكد أحقيتهم في المطلب، أتمنى عليك أن تهدأوا وستكون القضية منتهية إلى يوم الثلاثاء. بعد يومين تم إلغاء القرار و الأمور سارت على ما يرام".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :