الشاهد -
تمام تعيش وبناتها بين الحشرات والذباب
حليمة تقتات من جمع الخضار والفاكهة الغير صالحة
الشاهد-خالد خشرم
كثيرة هي المآسي والهموم والنكبات التي تعيشها بعض الاسر المستورة من فقر وبطالة ومرض والقائمة تطول ولكن المؤلم والمحزن انه اذا فقدت وانعدمت الاساسيات للنخوة ونصرة الملهوف والمستغيث والفقير والمريض فعلى الدنيا السلام. الشاهد طرقت ابوابا لعائلات مستورة وهذه العائلات تعاني المرض والعوز قصصهم تحرك الحجر قبل البشر لنضعها على طاولة المسؤولين والمعنيين في وزارة التنمية الاجتماعية. الحالة الاولى
دخلنا الى منزلها وكانت تجلس على السرير وتنظر حولها في كل ارجاء المنزل وهي لم تكن تشعر اننا نراقبها او نرصد حركاتها انها السيدة تمام حسن ارملة تسكن في منزل متواضع في مخيم الحسين، رحل عنها زوجها وترك لها (بالاضافة الى ما تعانيه من امراض) ابنتين تعانيان من اعاقة ولا يستطعن خدمة انفسهن وهي المريضة التي تسير على قدم واحدة بسبب مرض السكري تقوم على خدمتهما في هذا البيت الغير صحي المنتشر فيه الذباب والحشرات والروائح الكهريهة. عندما شاهدتنا بدأت تمام بشرح معاناتها لتقول انني منذ تزوجت ورزقت بهاتين الابنتين رحل عني زوجي مبكرا وتركني اصارع الحياة لاصاب بمرض السكري ولم تعد احدى قدماي قادرة على الحركة لكني حاولت ان اخدم بناتي المعاقات وحصلت لهن على راتب شهري مقداره (90) دينار من التنمية الاجتماعية وهذا المبلغ لا يكفيهن شراء (فوط) للاستعمال الشخصي لانهن لا يقدرن على المشي بتاتا او الذهاب لقضاء حاجتهن، وهن كما ترون يعشن معي في هذا البيت الغير صالح لسكن البشر وقد حاولت ان اجد جهة تتكفل بخدمتهن ورعايتهن الا انني لم اجد واستسلمت معهن وها نحن نتابع حياتنا المأساوية هذا البيت المحزن، ولكننا من خلال صحيفتكم نستنجد باهل الخير لمساعدتنا والرأفة بنا وانتشالنا مما نحن فيه.
الحالة الثانية
حليمة ايضا ارملة توفي عنها زوجها وتركها لوحدها دون معيل او انيس وهي ايضا سيدة مسنة لا يمحكنها العمل او كسب قوت يومها وبيتها ايضا غير صالح وهي تقتات كما قالت على الخضار والفاكهة الغير صالحة والتي تجمعها من الاسواق وتأتي لتطبخها وتقتات عليها. تقول حليمة انه ليس لها اي معيل او دخل مادي تصرف به على نفسها وعندما تمرض لا تجد ثمن العلاج وكانت تذهب الى عيادات ومراكز وكالة الغوث للعلاج والمساعدة الا انهم لم يعودوا يستجيبون لها وهي في نفس الوقت غير قادرة على الذهاب الى المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية فهي غير مؤمنة صحيا ولا تعرف ماذا تفعل للحصول على العلاج والدخل المادي الذي يقيها شر العوز والحاجة وتتمنى من اهل الخير مساعدتها وانتشالها من الفقر والحياة الصعبة التي تعيشها فهي كل يوم مضطرة رغم كبر سنها ومرضها الى التجوال في الاسواق لجمع كما قلنا المواد الغذائية الغير صالحة ومخلفات التجار لتقتات عليها وهناك كثيرون احيانا يرأفون لحالها ويمنحونها بعض المواد الغذائية لكن بعض التجارلا يسمحون لها بالاقتراب من محلاتهم او بسطاتهم ويزجرونها دون رأفة او رحمة او تقدير لسنها وحاجتها المادية.