بقلم : عبدالله محمد القاق
في الوقت الذي يحتفل فيه العرب بيوم الارض احياء لذكرى استشهاد ستة فلسطينيين في الثلاثين من آذار عام 1976 برصاص جنود اسرائيليين اثناء تظاهرات احتجاج على مصادرة سلطات الاحتلال الاراضي الفلسطينية.
وكانت باحات المسجد الاقصى قد شهدت مواجهات بين شباب فلسطينيين وسلطات الاحتلال لمنعهم من اداء فريضة الجمعة في المسجد حيث وقعت اصابات في صفوف الفلسطينيين جراء هذه السياسة القمعية الاسرائيلية.
ففي يوم الارض الذي تحاول اسرائيل منع التظاهر او تجسيد فعالياته الكبيرة لانه يمثل الذكرى الذي اعلن فيه الفلسطينيون التشبث بأراضيهم وبهويتهم الفلسطينية وهي ذكرى يعانق فيها الفلسطينيون اراضيهم التي تعمدت بالدم الزكي القاني الذي تخضبت به الارض العطشى لدماء ابنائها الابرار الذين يدافعون عن حياض وطنهم، لان هذا اليوم اصبح مناسبة قومية ووطنية ويكرس ويعزز ضرورة وحدة الدم والشعب الفلسطيني الذي واجه هذا الشعب كل عوامل البطش والقهر والتمزق... انها ذكرى التلاحم البطولي للشعب الفلسطيني في شتى انحاء المعمورة والذي نأمل ان يكون خطوة نحو المصالحة الفلسطينية المنشودة.
والواقع ان اسرائيل منذ انشاء الكيان الصهيوني عام 1948 صادرت ملايين الدونمات من الاراضي العربية في الجليل والمثلث وجنين والقدس والخليل وبيت لحم وغيرها وفرضت القوانين الجائرة على الشعب الفلسطيني والتي اعتبرت من خلالها ان مالك الارض ليس من يفلحها بل من سجلت اسمه في سجلات الطابو...
ففي مثل هذا اليوم من عام 1976 وبعد ثمانية وعشرين يوما من سياسة القهر والغطرسة والغطرسة والتعسف الاسرائيلي ضد الفلسطينيين وما صاحب ذلك من ارهاب وتمييز عنصري واغتصاب الاراضي وهدم القرى وقيام السلطات الاسرائيلية بمصادرة حوالي 25 الف دونم من قرى الاراضي العربية في عرابة وسخنين ودير حنا وغيرها بغية تنفيذ مخطط تهويد الجليل لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية وخلال تصدي المواطنين الفلسطينيين لهذا المخطط الشرس والدفاع عن اراضيهم التي ورثوها عن اجدادهم قاموا بثورة في جميع المدن عبر تظاهرات كبيرة واضراب شامل، قامت خلالها القوات الاسرائيلية باعمال القتل والارهاب للفلسطينيين حيث فتحت النار على المتظاهرين مما ادى الى استشهاد ستة فلسطينيين بالاضافة الى عشرات الجرحى والمصابين واعتقال ما ينوف على خمسمائة فلسطيني امنيا واستمرت عمليات القضيم للاراضي والمصادرة تحت ذرائع وحجج واهية حيث استغلت ادارة الاراضي الاسرائيلية الضائقة السكنية في القرى العربية والنقص في اراضي البناء وتعطيهم اقل من دونم واحد من اراضيهم الشاسعة لبناء بيت صغيرعليها.
هذا يوم يتزامن مع دعم امريكي في عهد الرئيس الاميركي اوباما واوروبي لحكومة الاحتلال اليمينية التي تواصل سياسة التعسف والغطرسة وقضم الاراضي وتكالب المؤامرات الدولية على الشعب الفلسطيني لشطب حقه في العودة الى موطنه بذريعة الحفاظ على الطابع اليهودي وللخشية من ان يصبح اليهود اقلية في فلسطين التاريخية اذ لا يمكن حل القضية الفلسطينية بمعزل عن عودة اللاجئين الفلسطينيين والحفاظ على ارضهم التاريخية..
فالارض الفلسطينية تمثل معلما بارزا في تاريخ النضال الفلسطيني رغم عمليات القتل والترهيب الاسرائيلي والاعتقال والحصار واستفحال الاستيطان وتسارع وتيرة البناء في الاراضي المحتلة.
اننا ونحن نحيي الشعب الفلسطيني الصامد في يوم الارض لنؤكد ان هذا الشعب لن يستسلم لمخططات اسرائيل وسيؤكد ان الصراع هو بين طرفين حول الارض خاصة وان الشعب الفلسطيني جذوره في ارض فلسطين منذ بداية التاريخ اما الصهاينة فانهم ماضون في السعي لقضم الاراضي لتمكين وجودهم فوق ارض فلسطين من خلال الاستيلاء على الاراضي وهدم البيوت واقامة المستوطنات التي تعم اراضي الضفة الغربية والقدس.
ان هذا اليوم هو يوم الاجماع الفلسطيني على قضية واحدة على الرغم من حالة الشتات التي عاشها هذا الشعب جراء النكبة والنكسة وان يوم فلسطين والجليل والمثلث والنقب وعرابة وكفر كنا وسخنين والطيبة ونور الشمس دير حنا سيظل خالدا ابد الدهر حتى تعود فلسطين التاريخية ويزول الاحتلال عن الاراضي الفلسطينية باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.