أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية اخبار محلية الفصل السابع: قوة القانون أم قانون القوة؟

الفصل السابع: قوة القانون أم قانون القوة؟

28-10-2024 08:55 PM
الشاهد - بقلم ريما المعايطه
في كل مرة تُرفع فيها راية الأمم المتحدة في قاعات المحافل الدولية، تُصاحَب بشعارات السلام، والأمن، وحقوق الإنسان. ميثاق الأمم المتحدة، الذي وُلد بعد حربين عالميتين أهلكتا الأرض، كان يحمل في طياته الأمل بأن يصبح مظلة دولية تحفظ السلم العالمي وتدافع عن الكرامة الإنسانية. جاءت فصول الميثاق لتحدد المبادئ والقيم، وجاء الفصل السابع منه ليضع صلاحيات إلزامية تمنع استخدام القوة أو تهديد الأمن، إلا في حالات الضرورة القصوى التي لا يُترك فيها مجالٌ إلا للردع الجماعي.

لكن الواقع، يا سادة، يروي قصة أخرى. الفصل السابع الذي خُصّص لصيانة السلم والأمن، يبدو اليوم كأداة تُنتقى حسب المصالح. نراه يُفعَّل بقوة حين تكون المصالح الدولية على المحك، وحين تتعارض موازين القوى، يتجمد نص الميثاق وتتحول قرارات الأمم المتحدة إلى بياناتٍ لا تتجاوز الورق.

نتساءل هنا: أين هذا الميثاق مما يحدث في غزة ولبنان؟ أين تلك الصلاحيات التي وُعد بها العالم للحفاظ على حياة الأبرياء؟ غزة تُحاصر وتُدمر، وأطفال لبنان يُقتلون بصمت، بينما يُرفع الستار عن سياسات مزدوجة لا ترى في المذابح إلا “شؤوناً داخلية”. ألا تستحق أرواح الأبرياء أن تتحرك لأجلها قوى هذا الفصل السابع؟ أليست تلك الجرائم انتهاكًا لكل ما خُطّ في الميثاق؟

يا سادة، إن الأمم المتحدة أمام اختبار قاسٍ. إما أن تُثبت أن هذه المبادئ والقوانين كتبت لتحترم وتُنفّذ، وإما أن تتجلى الحقيقة بأن العدالة ليست سوى شعار عابر. فهل سيبقى هذا الميثاق مجرد كلمات تُردد، أم سيحيا ليكون سندًا حقيقيًا للضعفاء؟
ريما المعايطة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :