محمود كريشان

في عيد «الدستور» التي غرست في روابي عمرها المديد خمسين عاماً، واضاءت في عيد ميلادها شموع الوفاء للوطن، وقطعت على دروب العطاء والمعاناة اشواطاً شاقة بكامل قوتها وارادتها وقدرتها وعزيمة رجالها، واستطاعتها في التعبير الصادق الامين عن الأردن. «الدستور» تلك الابية التي لم تثنها ازمتها المالية عن مواصلة الحضور واستمرارية الصدور، للقيام بواجبها ودورها الوطني الهادف وهي تمتد مثل عروق الياسمين تعانق الناس على امتداد الوطن بمختلف تفاصيله.. محافظاته ومدنه.. مخيماته وقراه وبواديه.. فكانت ولا تزال بيدر غلال وسنابل ورماح.. وفيض عطاء خصيب.. "الدستور" وفي عيدها تقلّب صفحات تجربتها، وتستعرض جداول ازمتها المالية الخانقة، وتوازن بادق المعايير والمكاييل بين المضي قدماً في مغامرة الحضور والصدور تحت طائلة الخسائر والديون المتراكمة، وبين الغياب والاحتجاب، والانقطاع عن مزاولة الحياة والاختناق بنقطة آخر السطر او بالسكتة "المالية"!!.. في عيد الدستور الـ(50) العابق بالفرح والترح معاً، وعن عيد ميلادها المحفوف بالشموع والمبلل بالدموع في آن واحد.. ذلك لانها عالقة حالياً في عنق الزجاجة، فلا تدري ان كانت سوف تخرج سالمة او تقضي دون ذلك.. كل الاحتمالات مفتوحة، وتفاؤل الارادة وقوة الامل والاستبشار امضى وافعل – باذن الله – من نزعة اليأس والقنوط والاحباط.. وان مع العسر يسراً، ان مع العسر يسراً... لعل وعسى.. وبالطبع باب الله على رحابته اوسع من كل ابوابهم..!!