بقلم : عبدالله محمد القاق
ندوة "الإعلام والإرهاب" التي اعدتها نقابة الصحفيين برعاية دولة السيد سمير الرفاعي نائب رئيس محلس الاعيان التي اختتمت في جامعة الزرقاء، كانت ناجحة وناقشت اهمية المرحلة الحالية في مواجهة الارهاب وتجفيف منابعه في مع تأكيد المشاركين على ضرورة التعامل مع القضايا الراهنة في الاعلام البديل، وفقا لمعايير المهنية التي لا تختلف عن ما هو متبع بالإعلام التقليدي.
وأثار المتحدثون والمشاركون تساؤلات عدة حول قدرة الإعلام بشقيه التقليدي والجديد على الحفاظ على الخيط الفاصل ما بين الاستقلالية والتبعية إن كان للسلطة أو لأي قوة مؤثرة التي تتمثل بالقطاع الخاص أو بتنظيمات سياسية وغيرها.
كما تناولوا أثر الصورة وقدرة التكنولوجية بتوظيفها لخدمة الغرض من نقل المعلومة، وهو ما نجح به التنظيمات الإرهابية عبر الإعلام الجديد بكل أنواعه.
هذ الندوة الناجحة والتي رعاها نائب رئيس مجلس الأعيان سمير الرفاعي، بتنظيم من لجنة الحريات في اتحاد الصحفيين العرب، وبالتعاون مع نقابة الصحفيين الأردنيين وجامعة الزرقاء، وبمشاركة نقباء ورؤساء لجان الحريات في نقابات الصحفيين في 12 دولة عربية إلى جانب اتحاد الصحفيين العرب.
عقدت جلستين الأولى كانت تحت عنوان "الإعلام البديل والقضايا الراهنة"، ترأستها الأستاذة سهير جرادات، التي أثارت تساؤلات تمحورت حول أنه في ظل تراجع الإعلام التقليدي، هل نحتاج إلى تشريعات وقوانين لتنظيم عمل الإعلام البديل، حتى نضمن مهنيته، كل ذلك في ظل تراجع الإعلام التقليدي، حيث أكد المتحدثون أن المستقبل هو للإعلام الجديد بسبب اختلاف العناصر والوسائل والتطور التكنولوجي. ..لقد كان الاردن من اكثر الدول التي عانت ولا تزال تعاني من الارهاب نتيجة مواقفه المعتدلة والمتوازنة، حيث تعرض في مختلف المراحل لعمليات ارهابية استهدفت احباط جهوده وتوجهاته المعتدلة، كما هي بعض الدول العربية الاخرى المعتدلة، وابتزاز مواقفه السياسية والاخلال بأمنه الداخلي، واستهداف ارواح مواطنيه ومصالحه في الداخل والخارج.
وفي تقدير المشاركين من الاعلاميين ان مقاومة الارهاب واحباط الانشطة على المستويين الوطني والدولي، هو هدف ذو اولوية متقدمة في كل الدول العربية والعالم، وتقع في اهتمام الاردن واجهزته المختلفة التي تعمل على مكافحة الارهاب بكافة الوسائل المتاحة، برغم ما يشكله هذا الامر من اعباء اقتصادية وأمنية كبيرة.. مؤكدين الى ان الاردن تمكن من احباط العديد من العمليات ضد مصالح اردنية وعربية ودولية.
لذا فان الارهاب الذي نحارب يجسد في اركانه الاساسية نظريا وفعليا مفاهيم العنف والكراهية والبغضاء، ويتنافى مع صورة الاسلام الناصعة، ومع قيمنا الدينية، ومبادىء رسالتنا السمحة، وان واجب مكافحة هذا الارهاب هو واجب اخلاقي ديني ووطني وقومي، تأسيسا على قاعدة تحريم شريعتنا الاسلامية السمحة قتل النفس البريئة، وترويع الآمنين، والاستهتار بقيمة النفس البشرية.
ولذلك ومن خلال المؤتمر الذي عقد في الاردن بات جليا ان موقف الاردن من الارهاب ومقاومته ودعم شتى الجهود الدولية لذلك،هي سياسة مبدئية ثابتة لسياسه ، حيث دعا الجميع المشاركين بالمؤتمر في جامعة الزرقاء الى تعاون وثيق لاستئصال هذه الافة الخبيثة، التي تستهدف اول ما تستهدف استقرار المجتمعات وأمن مواطنيها،..و اعتقد ان وضع قانون عربي لمكافحة الارهاب لهو من الاهمية بمكان، خاصة في هذه الظروف التي يمر بها وطننا العربي. ان تجاهل المجتمع الدولي والقوى المؤثرة عالميا، بتوفير الحلول العادلة لقضايا مزمنة، وتجاهلهم لمعاناة الشعوب المقهورة والاستهتار بحقوقها، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني وحقه في اقامة دولته على ترابه المستقل وحق العودة لشعبه في الشتات /وهي من ثوابت السياسة الاردنية على مر السنين/ ، كان له الاثر السلبي في ابقاء التوتر قائما على المستويين الاقليمي والدولي، وساعد المتطرفين والمتشددين على اختلاف اقطارهم على الترويج لطروحاتهم المختلفة والعنفية.
وفي تقديري ومن خلال الكلمات التي طرحت بالمؤتمر عبر دولة السيد سمير الرفاعي ونقيب الصحقيين الاساذ طارق المومني ونقيب الصحقيين الفلسطينيين الاستاذ عبدالناصر ومؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين وغيره الذي اسمعت الى احاديثه ان الوضع الحالي يملي علينا تكثيف جهودنا بهدف تجذير العمل الجماعي العربي، وتجاوز القضايا الخلافية، وسد الثغرات التي تعترض مسيرتنا العربية نحو النهضة والارتقاء، وان يبدأ مجلسنا الكريم باتخاذ خطوات تنسيقية على كل الصعد، فالنجاح يبدأ من الداخل وبتنسيق قضايا الداخل، التي هي في مجموعها محط اهتمام بالغ لدولنا العربية كافة.. لقد هدفت الندوة التي جاءت في ظروف عصيبة لتوضيح الرأي المستند الى الدليل حول الاحداث الاخيرة والاسهام في الدفاع فكريا وعلميا عن العالم الاسلامي وفضح ما يروج عن المسلمين في الخارج وما يلفق حولهم بالاضافة الى انها قدمت المقترحات العلمية والتربوية والنفسية والاجتماعية للجهات المختلفة بهدف الاسهام في العلاج المطلوب وتوضيح موقف نقابات الصحفيين والاعلاميين العب بجلاء من الفكر المنحرف ومن ثم ابطال التهم التي يحاول البعض الصاقها بهم بالمسلمين والاسهام مع سائر القطاعات في حماية وتأمين الجبهة الداخلية..
ففي النقاش لقضية الارهاب تناول نقيب الصحفيين السعوديين الدكتور عبدالله جحلان في ورقته تأثير الإعلام البديل وكيفية استغلاله من قبل المتطرفين وسعيهم لنشر أفكارهم الظلامية، وناقش سلبياته وإيجابياته.
ويرى د. جحلان أن الإعلام البديل جاء كرد فعل على الرقابة التي تمارسها السلطات على المؤسسات الصحفية وعلى الإعلام التقليدي.
وأشار الجحلان إلى إيجابيات الإعلام البديل التي تتلخص بأنه فتح المجال أمام كتاب جدد لم تكن الفرصة متاحة لهم في ظل الإعلام التقليدي، والمكاشفة وفيها قدر من حرية التعبير والرأي.
فيما سلبياتها وفق د. جحلان فهي في الغالب بلا ضوابط تحكمها، ولا تحترم الخصوصية وتذكي المشاحنات، داعيا إلى الرقابة الذاتية وتعزيز المهنية.
في سياق الحديث عن استغلال التنظيمات الارهابية للاعلام البديل لفت الحجلان الى ان 80% من اتباع التنظيم الارهابي داعش تم تجنيدهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والاعلام البديل واستغلال داعش لموقع "يوتيوب" لاستقطاب الشباب من خلال بثهم لرسائل مصورة تهدف الى جذبهم نحو افكار التنظيم.
من جانبه أكد ناشر ورئيس تحرير موقع جو 24 أن الإعلام الجديد هو مستقبل الصحافة، لافتا إلى التحديات التي تواجه الصحفيين العاملين بالإعلام البديل.
وقال إن هناك تحديات أمام الإعلام الجديد له علاقة بالدقة في التحقق من المعلومة، الحياد والموضوعية والاستقلالية، والتحدي التكنوولوجي، الحماية والحصانة، لافتا إلى أن العديد من زملاءنا لا يتمتعون بالحماية، مشددا على أنه علينا الوقوف جميعا يدا وحدة لمواجهة القمع والانتصار للحريات.
واشار العدوان الى خصائص الاعلام البديل الذي يتمتع باستقلالية وينهي عصورا من الاستبداد والقمع ويفسح المجال امام الحوار والنقاش بخاصة الى كلفته الاقل مقارنة بالاعلام التقليدي.
وحملت الجلسة الثانية عنوان "التغطية الإخبارية في مناطق النزاع المسلح"، حيث ترأسها الكاتب عريب الرنتاوي والذي أثار نقاط تتعلق بالانقسام الذي أصاب الإعلام على خلفية النزاعات الواقعة في منطقتنا، وتعرض الصحفيين إلى الاعتقال والتنكيل من قبل الجهات المتضادة.
من ناحيته دعا نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر الصحفيين العرب والمؤسسات الصحفية والإعلامية العربية الذهاب إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة لتغطية الأحداث هناك، وعدم تركهم للمؤسسات الإعلامية الأجنبية التي تنحاز في كثير من الأحيان للاحتلال الإسرائيلي، مشددا أن هذا لا يعد تطبيعا وإنما دعم للصوت الفلسطيني كي يصل إلى العالم.. ولعل ما دعا اليه الرئيس الرفاعي والسيد طارق المومني نقيب الصحفيين بضرورة تحسين صورة الاسلام بالممارسة المعتدلة والى العمل المشترك لمكافحته ونجدة الفلسطينيين من خطورة دولة الاحتلال الاسرائيلي في ممارستها ارهاب الدولة ضد ابناء فلسطين وضرورة تعريف موضوع الارهاب كان طرحا ايحابيا وموضوعيا ولاقى اهتما م المشاركين . فالندوة في تقديري قد نجحت اعدادا وتنظيما وترتيبا في هذا الوقت العصيب.