كراسة جميلة مزركشة وبأحجام مختلفة عرفناها منذ الصغر ايام كنا على مقاعد الدراسة، دونا فيها كل الذكريات والاحداث المفرحة والمؤلمة التي مررنا بها ولم يكن الالم كبيرا في تلك الايام لأن قلوبنا الغضة النقية لم تكن تعرف الحقد والكراهية لذلك لم تعرف الالم.
كبرنا وكبرت معنا هذه الكراسة وتحولت الى »اجندة« راقية رزينة تليق بنا كطلاب جامعات، واصلنا تدوين كل ما يمر بنا فيها قد اختلفت الاحداث ونوعيتها والاصدقاء والزملاء الذين ورد ذكرهم في هذه الاجندة وبقي لها في داخلنا وقع محبب يدل على الرقي والنزاهة والبراءة التي ما عرفنا في هذا العمر الا هي كانت تحركنا تسيرنا وتتحكم بتصرفاتنا وكنا سعداء بذلك وقد تفننا ايامها في انتقاء نوع وشكل الاجندة وتنافسنا بذلك واحتفظنا بالكثير منها حتى تبقى ذكرى جميلة على مر السنوات وانا اؤكد ان هناك الكثيرين ممن يحتفظون بهكذا اجندة يخبئونها في مكان مخفي وكأنها شيء ثمين لا يريدون ان يراها احد او يعرف ما بداخلها لانها تمثل لهم سني عمر ومرحلة مهمة لا يجب ان تنسى من اجمل مراحل حياتهم الخالية من المكائد والدسائس المدروسة والمنظمة التي عرفوها وواجهتهم بعدما دخلوا الحياة العامة وحطت رحالهم على مكاتب العمل ليعرفوا بعد ذلك ان للأجندة استخدامات اخرى وان الكثيرين يستخدمونها ولكن كيف وماذا يدونون بها ... الله اعلم، ولم تقتصر معرفتهم بالاجندة المكتوبة والمقروءة بل اكتشفوا ان هناك اجندات تحفظ في العقول ولن نقول القلوب لأن القلب لا تسيره اجندات خاصة موجهة لأنه مصدر النقاء والطهارة والنوايا الحسنة وبدأنا نسمع وفي كل مناسبة وعند اي عمل نقوم به ومهمة توكل الينا وعرفنا ان اصحاب الاجندات الموجهة كثر يدونون يوميا خطة عملهم وطريق سيرهم ومن يريدون اصطياده واسمه على القائمة في اجندتهم، وهذا امر اعتيادي عند الكثيرين ولكن الطامة الكبرى ان يكون للصحفي اجندة وهو الذي عرف من خلال هذه المهنة المحايدة النزيهة والقسم الذي اقسمه انه لن يراعي الا الدقة والموضوعية