أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية اخبار محلية العين عبدالحكيم محمود الهندي يكتب : الأردن...

العين عبدالحكيم محمود الهندي يكتب : الأردن والإمارات .. مَضربُ المَثَل ومَبعثُ الأمل

06-10-2024 09:38 PM
الشاهد - ما زالت الأردن والإمارات تشكلان نموذجاً استثنائياً في العلاقات الثنائية بين الدول، ليس على صعيد الوطن العربي فحسب، وإنما على صعيد دول العالم، فذلك تماثل في المواقف يصل حد التطابق التام لا سيما تجاه القضايا العربية والإسلامية، وكذلك الدولية.
وأتى استقبال جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، لأخيه، سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة ‎الإمارات العربية المتحدة، في عمان اليوم، تأكيداً لذلك الانسجام بين عمان وأبو ظبي، فزيارة صاحب السمو إلى الأردن، تأتي في ظرف حساس، بل ومنعطف خطير تمر به المنطقة، وتكاد نيران العدوان على الأهل في فلسطين وفي لبنان تطال الجميع، وعليه فإن جلالة الملك وأخيه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أرادا أن يؤكدا على ما توافقا عليه دوماً، وما ورثاه من حكمة الآباء والأجداد، ومفاده بأن الاعتراف لصاحب الحق بحقه في الدولة والعيش الكريم، وهو هنا الشعب الفلسطيني، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والوئام وتجنيب المنطقة لتهديد الحرب والدمار، أما فيما إذا استمر تجاهل الطرف الآخر من المعادلة، وهو دولة الاحتلال، ومن خلفها كل العالم، تلك الحقيقة، فإن لا ضوء أبداً في النفق المظلم الذي دخلته المنطقة بسبب الاحتكام إلى السلاح والرصاص والصواريخ، وتحييد الحكمة والعقلانية.
ومن هنا، جاء تأكيد جلالة الملك وأخيه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على ضرورة تكثيف الجهود العربية والدولية لوقف الحرب على غزة ولبنان، مع التأكيد أيضاً على الدعم الكامل للشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة.
إذن، فإن عمان وأبوظبي، وتأسيساً على القناعات المشتركة، تؤكدان دائماً وأبداً، بأن احترام الإنسان، وفي أي بقعة من العالم كانت، والاعتراف بحقه غير القابل للنقاش، وبأن لا مجال للتحايل أو التغاضي عن الحقوق الإنسانية الثابتة لكل البشر، هو المناص الوحيد لتجنيب الإنسانية تهديد الحروب والدمار، بل أن التوافق الإنساني، هو الطريق الوحيد للسلام والوئام العالمي، والباب الذي يمكن دائماً من خلاله أن تُحَلِّق الأفكار الإنسانية وأن تبدع في العلوم والتقدم العلمي حتى يعيش هذا العالم برخاء أكثر.
وأما على صعيد العلاقات الثنائية، لا سيما في المجال الاقتصادي، فإن الأردن والإمارات سبق ووقّعتا عشرات الاتفاقيات التي عادت بالنفع والخير على الشعبين الشقيقين، والآن وخلال الزيارة المباركة لسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى عمان، فقد شهد الزعيمان العربيان الكبيران توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، واتفاقية التعاون والمساعدة الإدارية المتبادلة في الشؤون الجمركية بين حكومتي البلدين.
وإذا ما تأملنا عنوان الاتفاقية الأولى، وما تحمل في طياتها، فإنها تعني اتفاقاً تاريخياً يصل حد التكامل الاقتصادي، وتغطي كافة المجالات بشموليتها، ولعل هذه من "النوادر" أن تحدث بين الدول، لكن الشقيقتان، الأردن والإمارات، طالما كانتا حالة نادرة وخاصة، في العلاقات الثنائية، وفي الود والاحترام والثقة والمحبة المتبادلة قبل كل شيء، ولذلك هما مضرب المثل في العمق الأخوي، ولعل ما يُعمّق هذا الفهم تعليق جلالة الملك على هذه الاتفاقية حين أعرب عن تطلعه بأن تسهم في تحقيق رؤية البلدين المشتركة تجاه التنمية والازدهار الاقتصادي.
لن تكون تلك آخر الاتفاقيات، فلعلني أشعر، ورغم كل الظروف الصعبة المحيطة بنا، بأن الخير قادم بإذن الله، وأما مبعث هذا التفاؤل، فهو أن عمان وأبوظبي لطالما كانتا مصدر الأمل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :