الشاهد -
الشاهد-محمود كريشان
لا شك ابدا ان لمنطقة (وسط البلد) ايضا، عالمها السر الذي لا يعرف تفاصيلها الا من يتابع الوضع عن كثب وفي اوقات متنوعة وظروف خاصة تجعله يرصد (المسكوت عنه) في عمان القديمة
مافيا سقف السيل
تبدأ الحكاية من (مافيا سقف السيل) وهنا نؤكد ان منظومة العمل في الرقعة الجغرافية الواقعة من نهاية شارع طلال وتحديدا سوق الخضار القديم حتى بداية طلوع المصدار، وتخضع لسيطرة عصابات اقوى من كافة فرق الازالة في امانة عمان والاذرع المساندة لها، حيث ارصفة المشاة والشارع الاسفلتي في آن واحد، قد تم (احتلاله) لعرض الاثاث القديم وبيع الاجهزة الخلوية والتي معظمها مقتنيات مسروقة دون ان تقوى اي جهة على الاطلاق من تحريك ساكنا في تلك المنطقة والتي تعتبر بؤرة حقيقية لارباب السوابق و(الفتوات)
احاديث مشبوهة
وعلى صلة .. فان الاحاديث المتداولة بشدة بين تجار (قاع المدينة) وهي مليئة بالغمز والهمز ان البسطات الشعبية المنتشرة في وسط المدينة بشكل عام وفي (شارع طلال) بصورة خاصة، مملوكة لموظفين في مؤسسة خدماتية رسمية كبرى في العاصمة، وقد تم تأجيرها يوميا واسبوعيا وشهريا لاشخاص يقومون بادارتها وبيع الالبسة والخردوات والالعاب عليها، وان تلك البسطات (محصنة) تماما عن كافة اجراءات ازالة العشوائيات، دون ان نغفل عن البسطات المتواجدة في الجهة المقابلة للمسجد الحسيني وشارع فيصل وقد لفتها هي الاخرى احاديث الشبهات انها مملوكة لموظفي تلك المؤسسة الرسمية الكبرى في عمان
دعارة .. واشياء اخرى
في غضون هذه المشاهد الشائهة، تبرز قضية (التسول) وخاصة من قبل العنصر النسائي وهن ينتشرن مثل السرطان في شوارع واسواق وسط المدينة، ويتحولن فجأة من مهنة التسول، الى ممارسة اقدم مهنة عرفها التاريخ (الدعارة) حيث تكون خدماتهن مقدمة الى العمال الوافدين الذين يديرون بسطات الخضار في اسواق الخضار الموجودة خلف المسجد الحسيني وشارع طلال وان مستودعات محال الخضار التي يديرها الوافدون تتحول الى اماكن لممارسة الرذيلة، بالاضافة الى جولاتهن في ساعات الظهيرة الى البارات والمقاهي الشعبية في وسط البلد
موائد القمار
امام ذلك .. ينهض ملف (المقامرة) بكل ما فيه من ارتدادات قاتلة، حيث ربما من المستحيل ان لا تجد مقهى شعبيا واحدا في وسط المدينة لا تتم في ارجائه (المقامرة) و(الميسر) عندما تنصب طاولات لعب الورق (الشدة) و(النرد) وتسمى وفق المصطلحات الشعبية المتداولة (الحذف)، وتقوم تلك المقاهي بتجنيد شخص امام المقهى بالاجرة اليومية مهمته مراقبة الوضع والتحذير من اية مداهمات امنية ويسمى هذا الشخص (البص) ويطلق كلمة (غيمت) عندما يشاهد دورية امنية في المنطقة المحيطة بالمقهى، كما انه ينتشر في ارجاء تلك المقاهي (المرابين) الذين يقومون باقراض المقامرين وفقا لنظام ربوي مرعب يقود المقترض الى مهاوي السجون واشياء اخرى فيها مقتل الاخلاق. مجمل القول .. هذا غيض من فيض، ما تشهده مناطق وسط البلد، وبطبيعة الحال سيبقى المخفي اعظم .. وللحديث بقية