حمد الحجاوي
الجزء الثالث والاخير: ان استمرار الحرب المجنونة من السعودية وحلفائها الاربعة والثلاثين لم يحدد مكانا بغض النظر عن صغره او كبره ويتم قصفه وتحريره من الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي صالح، بل تعدى جميع التوقعات حتى وصل بهم الامر الى قصف المعسكرات ومخازن الجيش والمطارات والكهرباء والاتصالات والمساجد والمدارس والمراكز الصحية والحدائق والمستشفيات والملاعب الرياضية ودور المعاقين حتى بيوت المواطنين الابرياء، بالاضافة الى تدمير البنية التحتية في اثنتين وعشرين محافظة، مع انها تتلقى دروسا في الخسارة يوميا مثل تحويل هذه المعارك الى منازلة تاريخية وتصفية حسابات وكشف هوية القوى السياسية اليمنية بانها مأجورة وعميلة ورهينة للخارج، كما ان النظام العربي اثبت بجدارة انه لا يساوي شيئا وانه تابع لمن يمنحه المال، بالاضافة الى موت وارتهان الضمير الحر العالمي الذي تزامن مع فساد وبيع وشراء في حقوق الانسان سواء في مجلس الامن او في المنظمات الدولية، لوضوح الارهاصات في النظام العالمي الجديد لطابع استعماري ويتحكم فيه رأس المال، والذي ينفيه ثبات الشعب اليمني وصموده مع انه لم يرد بالرد المناسب الذي يليق به، حيث ان التفوق العسكري ليس ضمانة للنصر في الحروب الحديثة لان الضربات الجوية والبرية ليست معيارا للحسم، فها هي الولايات المتحدة تشن يوميا اكثر من ثلاث الاف وخمسمائة غارة على مواقع في سوريا والعراق، فقد عقدت قمة مجلس التعاون الخليجي ولاول مرة بحضور رئيس اجنبي وهو الرئيس الفرنسي (فرنسوا هولاند) حيث يعتبر الفرنسيون الان عبر مساندة (هولاند) وهو ممثل الادارة الامريكية وممثل المشروع الامريكي في المنطقة والتحالف غير المعلن مع الصهيونية، ليقول ان السعودية ليست وحيدة، فاذا تخلت عنها تركيا وباكستان ومصر فان الاوروبيين جاهزون ليعبوا هذا الفراغ، لذلك نحن امام شريعة غاب لان محكمة الجنايات الدولية ليست مرجعا للعدالة لانها تشترى بالمال، لذا ليس هنالك من فيصل الا محكمة السماء والله وحده الذي سيحاكمهم لان الله قد اقسم على نفسه انه ما رفع من مخلوق الا نكسه، هذا جاء من نتاج قمة (كامب ديفيد) التي جعلت من اليمن ساحة مفتوحة للصراع الاقليمي الذي يستفيد منه الغرب والدول الصناعية خاصة في المجال العسكري لعقد صفقات جنونية حتى اطلق عليها اسم (صفقات نكسون) الذي كان سببه فشل الخليجيين في تحقيق الهدف اللوبي الصهيوني والامبريالية الامريكية من خلال عاصفة العدوان على اليمن وفشل زرع الفتنة بين ابناء اليمن ضمن صراع مذهبي بين السنة والشيعة، فقد نتج عن ذلك جدولة المبالغ المترتبة على دول الخليج في جميع المحافل الدولية (مجلس الامن والمنظمات الدولية الحقوقية) حيث طلب زعماء الخليج ضمان الحماية لهم من الادارة الامبريالية في المستقبل بعد بعد خروج الولايات المتحدة الامريكية من منطقة الشرق الاوسط الجديد، وذلك من خلال انشاء درع صاروخي لدول الخليج امام التفوق العسكري الايراني خاصة بعد استلام ايران لصاروخ (300 - 55) والذي جعل لطيران (f 16) والترنادو لا يساوي شيئا امامه، ولان نتائج كامب ديفيد تبين منها هشاشة دول الخليج العربي من الناحية الامنية خاصة بعد رفض باكستان بيع القنبلة النووية للسعودية، حيث ان المنطقة العربية وخاصة منطقة الخليج والهلال الخصيب (العراق وسوريا) لن تشهد استقرارا حتى الان، مما نخشى بعد عدة سنوات تحويل هذه الدويلات الى كنتونات تتحكم فيها الميليشيات من بحر العرب جنوبا وحتى حدود تركيا شمالا حسب تخطيط الغرب، وللان لم تحقق السعودية وحلفاؤها نجاحا على ارض الواقع رغم قتل ما لا يقل عن ثلاثة الاف وجرح ما لا يقل عن سبعة الاف وخمسمائة يمني، لذلك تبين ان هادي وبطانته لا يمثلون الا انفسهم، لذا فان قراراتهم حبر على ورق، فقد استبعدوا اتفاقية السلم والشراكة بالرغم انها شرعية دولية وحملت قرارات من مجلس الامن وايدتها جامعة الدول العربية كما ايدها مجلس التعاون الخليجي، رغم ان لا احد يستطيع ان يلغيها لذا واصلت اهل الحرب مساعيها لافشال الحل السياسي بمنع المكونات السياسية من صنعاء الى جنيف جراء حجب عبور الطائرة من مصر والسودان والتي تقل الوفد المشارك من اليمن، نتمنى وقف نزيف الدم العربي الذي يهدر بدون ثمن يا رعاكم الله.